حادثة السفارة الأميركية.. “التطرّف” هو المسؤول ولا منظمة إرهابية وراءها!
انشغل لبنان أمس الأربعاء بحادث إطلاق النار على مقر السفارة الأميركية في عوكر وخلفياته، وهو الثاني خلال أشهر.
غير أن هذا الحادث لا يخرج من دائرة الاستفزاز ومحاولة زعزعة الثقة بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، وما هو سوى نتيجة انتشار السلاح المتفلت.
أما في ما يخص التحقيقات، فقد علم موقع “هنا لبنان”، أمس، أنّ النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار وضع يده على التحقيق وكلّف مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة، جمع المعطيات حول هذا الحادث”.
وأكد مصدر أمني لـ “هنا لبنان”، أنّ القاضي الحجار “طلب جمع كاميرات المراقبة المثبتة على سور السفارة وعلى المباني القريبة منها والمباشرة بتحليلها، وتحديد الجهة التي قدم منها منفذ العملية، وهو سوري الجنسية يدعى قيس فراج، ويقيم في منطقة البقاع”.
وفيما تعدّدت الروايات حول عدد المسلحين الذين نفذوا الهجوم، نفى المصدر الأمني ما تردد عن وجود ثلاثة أو أربعة مسلحين هاجموا مبنى السفارة، وقال “كل المعلومات وصور الكاميرات تبيّن أنّ منفذ العملية شخص واحد ويقيم مع عائلته في بلدة الصويري البقاعية، وأنّ الأخير انتقل من البقاع إلى بيروت عبر حافلة لنقل الركاب وكان يخبئ السلاح الذخيرة داخل حقيبة “هاند باغ”، ومن بيروت تنقل بواسطة سيارات أجرة إلى منطقة عوكر، وعلى بعد مئات الأمتار ترجل من السيارة ودخل سيراً على الأقدام بين الأحراج حيث أخرج الرشاش والجعبة واقترب من سور السفارة وبدأ عملية إطلاق النار”.
وأشار المصدر إلى أنّ المنفذ “ظلّ يطلق النار لنحو 15 دقيقة ثم اشتبك مع الجيش اللبناني الذي أطلق النار عليه، وبالفعل تمكن المهاجم من إصابة سور السفارة والمدخل المخصص للأشخاص والآخر المخصص للسيارات بعشرات الطلقات النارية”.
إلى ذلك، قال مصدر أمني لـ”الأنباء الكويتية”، إن الأجهزة الأمنية “بدأت تحليل كاميرات المراقبة الموجودة على سور السفارة والمباني القريبة منها”.
وأوضح أن المعطيات المتوافرة حتى الآن تفيد بأن مسلحا واحدا نفذ العملية، وأن الكاميرات لم تلتقط سوى صورة المهاجم الذي تنقل بين نقاط عدة وأطلق النار منها على السفارة، ولاسيما المدخل المخصص للأشخاص والمدخل المخصص للسيارات، قبل أن يطلق الجيش عليه النار.
وبالعودة إلى خلفيات الحادث، استبعد مصدر عسكري رفيع في حديث لصحيفة “الجمهورية” ان تكون الحادثة التي وقعت في عوكر أمس عملية منظمة من تنظيم إرهابي سواءً كان “داعش” او غيره، واضعًا إياها في خانة حادثة فردية لمجموعات متطرفة غير متمكنة أرادت إيصال رسائل اعتراضية على سياسة أميركا في المنطقة ليس إلا، والدليل، السياق الذي تمت فيه العملية التي افتقرت الى التنظيم، إن كان من حيث التوقيت او من حيث التخطيط، اضافةً إلى ان “داعش” يعتمد في عملياته الإرهابية على المتفجرات وليس على الرصاص.
وكان الجيش قد نفّذ أمس مداهمات في بلدة الصويري البقاعية، حيث يقيم قيس فراج مع عائلته، وأفادت معلومات “هنا لبنان” عن “توقيف شقيق منفذ الاعتداء ليس كمشتبه به، بل للحصول على معلومات عمّا إذا كان قيس ينتمي إلى تنظيم إرهابي، أو إذا كانت لديه خلية أمنية تعمل على الأراضي اللبنانية”.
وتم توقيف الشيخ مالك جحة امام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر، حيث كان قيس الفراج يتلقى تعليما دينيا من قبله.
مواضيع ذات صلة :
بالفيديو: السفارة الأميركية تهنئ الجيش اللبناني في عيده | هجوم السفارة.. الامتحان الأمني الصعب | تحذير من السفارة الأميركية في بيروت لمواطنيها |