تكثيف الحراكات على خطّ الأزمة اللبنانية.. ولا تعويل على “قمة النورماندي”
فيما تتّجه الأنظار إلى نتائج قمة الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن في باريس، قال مصدر مطلع لـ”الأنباء الكويتية”: “إنّه ومن دون تغييب الملف الملف الرئاسي كليا، فإن الاهتمام الغربي ينصب على الوضع الميداني أكثر، وان المسعى الفرنسي – الأميركي يركز دائما على عدم توسيع الحرب، وان استطاع حتى الآن لجم صقور حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الذهاب نحو مغامرة مدمرة، فإن الأمر لا يمكن المراهنة عليه طويلا، وان أكثر الطرق لمنع توسع الحرب هو التوصل إلى حل”.
وتابع المصدر: “طالما ان لبنان قد ربط أمر الحدود بحرب غزة، فإن الاهتمام هو على التوصل إلى هدنة”.
ولا يستبعد المصدر “محاولة ربط الوضع على الحدود اللبنانية بمبادرة سياسية لانتخاب رئيس للجمهورية، قد يكون ملحا أكثر من أي وقت مضى لإقرار اتفاقات لا يمكن ان تتم بدونه، وتاليا اذا كان الفصل بين المسارين اللبناني والحرب في غزة مستبعدا او غير ممكن، فعلى الأقل إبقاء الأمور تحت السيطرة من خلال العودة إلى قواعد الاشتباك التي صمدت لنحو ثمانية أشهر، قبل ان تشهد تفلتا خلال الأيام الماضية. تفلت هدد بانفجار الوضع”.
في السياق، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى، في حديث لـ”الأنباء الإلكترونية”، أن بيان قمة النورماندي كان واضحاً لجهة خفض التوتر جنوباً من قبل الأطراف، لكنه لم يأتِ على ذكر رئاسة الجمهورية في العلن رغم ايفاد الرئيس الفرنسي قبل ايام لمستشاره جان ايف لودريان إلى الفاتيكان للتباحث مع وزير خارجيتها الكاردينال بار ليني والمونسنيور بول ريتشارد غالاغير امين سر الفاتيكان بشأن لبنان، واصفاً الزيارة بغير العادية لبحث موضوع الرئاسة.
وفي سياق الحركة الداخلية، علّق موسى على اللقاءين اللذين يعقدهما غداً الاثنين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع الرئيس نبيه بري في عين التينة، والبطريرك مار بشارة الراعي في بكركي، فاعتبر موسى أن التحركات الداخلية أمر جيد، وأي حركة لإنهاء الشغور الرئاسي يجب ملاقاتها، آملاً أن تُوصل هذه الحوارات والمبادرات الى مناخ يساعد على حل الأزمة الرئاسية.
لكن الحوارات الثنائية، برأي موسى، قد لا تكون كافية، لذلك يبقى الحوار الجماعي أفعل وأقوى، خصوصا بعد طرح الرئيس نبيه بري لحوارات متتالية تؤدي في نهاية المطاف الى انتخاب الرئيس.
تحرّك عربي حذر
إلى ذلك، رأى مصادر “الأنباء الكويتية” أنّ “المسعى العربي تجاه الحل في لبنان لا يزال يتحرك بحذر. ومن هنا تأتي الاتصالات مع الأطراف اللبنانية، سواء من خلال الموفدين الذين يتحركون بعيدا من الاعلام، او الزيارات المتواترة لأطراف لبنانية”.
ورأى المصدر “انه يمكن لمس بعض المرونة في مواقف عدد من الأطراف. وفيما يتعلق بالثنائي الشيعي، فهو على ثباته لقناعته بأن الأمور ستصب عنده في نهاية الأمر، ولن يقر أي حل من دون موافقته”.
وفي المقابل، فإن الموقف الجنبلاطي أصبح وسطيا أكثر بعدما كان في صلب المعارضة، وذلك بابتعاده عنها في موضوعين مفصليين: الاول هو الموقف من الحرب على الحدود، والثاني موضوع الحوار الذي يرى انه لا بديل عنه، وان كان لم يؤيد ترشيح سليمان فرنجية، لكنه لم يعد يعارضه كما في السابق. ويربط الامر بموقف الأطراف المسيحية، او على الاقل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لأنه يرى انه لا يمكن السير بأي مرشح من دون موافقه أحد هذين الفريقين عليه، وفي هذا الاطار يأتي التحرك الذي يقوم به.
وبخصوص موقف “التيار الوطني الحر” وتحركه المرتقب بدءا من الغد، يرى المصدر ان “التيار” يبحث عن تموضع ثابت لم يستقر عليه حتى الآن. فهو لم يستطع ان يتمركز في المعارضة، ولم يعد بشكل كبير إلى الموالاة، وان كان يلتقي معها في عدد من الأمور إلا في موضوع الرئاسة، الذي يرى كثيرون ان موقفه منه هو شخصي.
قطر على الخط
وبالعودة إلى الدور العربي، ولا سيما القطري، تشير مصادر دبلوماسية لـ”الجريدة الكويتية” الى أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قد أجرى زيارة للدوحة قبل فترة وبحث مع المسؤولين هناك سبل التعاون حول لبنان، والسعي لتكريس التهدئة والاستقرار في الجنوب، بالإضافة الى البحث في ملفات النفط والغاز. كما أن هوكشتاين يبدو مهتماً بتسوية سياسية داخل لبنان تكون انعكاساً لأي تسوية على الحدود الجنوبية.
وأمام هذه الوقائع تتكون وجهة نظر لبنان أن الوصول الى اتفاق على وقف اطلاق النار في الجنوب من جهة، وإنجاز تسوية سياسية في الداخل من جهة أخرى سيكونان مرتبطين بعضهما ببعض.
وفي هذا السياق تشير المصادر الى ان قطر تبدي اهتماماً اساسياً بتطبيق القرار 1701 وارساء الهدوء جنوباً وعلى هذا العنوان تركزت زيارة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الأسبوع الفائت الى بيروت، حيث عقد لقاءات أهمها كانت مع المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري علي حسن خليل، بالإضافة الى لقائه المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني طوني قهوجي.
مواضيع ذات صلة :
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | أميركا تسجل أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة | روسيا تدخل المشهد بقوة… |