تخبط في “إسرائيل” وحماس تسلّم الوسطاء الرد.. هل تنجح أميركا في الضغط لتفعيل مقترحها؟
لا تزال المحاولات لإنهاء الحرب بين اسرائيل وحماس قائمة، فيما التعويل حالياً على قرار مجلس الأمن الصادر أمس.
في السياق، أعلنت حركتا حماس والجهاد، ليل الثلاثاء، تسليم الوسطاء المصريين والقطريين ردهما على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال بيان مشترك للحركتين، إن الرد “يضع الأولوية لمصلحة شعبنا الفلسطيني، وضرورة وقف العدوان المتواصل على قطاع غزة بشكل تام”.
وأضاف البيان: “أبدى الوفد الفلسطيني جاهزيته للتعامل الإيجابي للوصول إلى اتفاق ينهي هذه الحرب ضد شعبنا، انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الوطنية”.
كما أعلنت مصر وقطر تسلمهما ردا من حماس والفصائل الفلسطينية حول مقترح الهدنة.
وقالت البلدان في بيان مشترك: “تعلن مصر وقطر تسلمهما اليوم (الثلاثاء) 11 يونيو الجاري، ردا من حركة حماس والفصائل الفلسطينية، حول المقترح الأميركي بشأن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين”.
وأضاف بيان القاهرة والدوحة: “يؤكد الجانبان أن جهود وساطتهما المشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية مستمرة إلى حين التوصل إلى اتفاق، حيث سيقوم الوسطاء بدراسة الرد والتنسيق مع الأطراف المعنية حيال الخطوات القادمة”.
وكان قد أكّد رئيس معسكر الدولة بيني غانتس، أنه يدعم أي “خطة مسؤولة” لعودة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة حتى من خارج الحكومة.
وأفادت تقارير من معسكر الدولة أن غانتس أكد خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أهمية ممارسة أقصى قدر من الضغط على الوسطاء من أجل التوصل إلى موافقة “حماس” على الخطوط العريضة التي اقترحتها إسرائيل.
وذكرت أن غانتس شدد على أنه سيدعم “أي خطوط عريضة مسؤولة من شأنها أن تؤدي إلى عودة المختطفين، حتى خارج الحكومة”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة، إلى جانب المجتمع الدولي بأكمله، لها دور مركزي في إزالة التهديد الذي يشكله حزب الله على الحدود الشمالية”.
وأكد غانتس أنه إذا فشل العالم في القيام بذلك، فإن دولة إسرائيل لن تتردد في التحرك بشكل حاسم لحماية سكان الشمال والسماح لهم بالعودة الآمنة إلى ديارهم”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى يوم أمس الإثنين مشروع قرار أميركيا يدعم مقترح الهدنة في غزة، بعد حصوله على 14 صوتا، وامتناع روسيا عن التصويت.
وقوبل النص الذي “يرحب” باقتراح هدنة أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 أيار ويدعو إسرائيل وحماس “إلى التطبيق الكامل لشروطه دون تأخير ودون شروط”، بامتناع روسيا عن التصويت.
وعن أسباب امتناع روسيا عن التصويت، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن “المجلس يعطي تفويضا مطلقا ويدعم خطة لا يعرف تفاصيلها”.
وأعرب نيبينزيا عن أسفه لعدم وجود “وضوح بشأن موافقة إسرائيل الرسمية” على هذه الخطة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن نيبينزيا قوله: “لا يوجد وضوح بخصوص الموافقة الرسمية من إسرائيل كما هو مكتوب في القرار، وهناك تصريحات عديدة من إسرائيل حول تمديد الحرب حتى القضاء على حماس بشكل كامل”.
وأضاف: “لدينا دائما موقف إيجابي تجاه أي جهود دبلوماسية على الأرض تهدف إلى الاتفاق، والتي تناسب أبعادها الجانبين. وفي الوقت نفسه، لدينا عدد من الأسئلة بشأن مشروع القرار الأميركي، الذي يرحب فيه المجلس بصفقة معينة”.
إيجابية بيني غانتس، تتعارض وما قالته مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة ريوت شابير بن نفتالي، والتي أكّدت أنّ ن بلادها ستواصل عمليتها في غزة، ولن تشارك في مفاوضات “لا معنى لها مع حركة حماس”.
وشددت بن نفتالي على أن إسرائيل تريد “التأكد من أن غزة لا تشكل تهديدا لإسرائيل في المستقبل”، وعلى أهمية أن “تحقق أهدافها في غزة، مثل إعادة الرهائن إلى الوطن وتفكيك قدرات حماس، وبمجرد تحقيق هذه الأهداف ستنتهي الحرب”.
وقالت: “إسرائيل ثابتة على مبادئها، وهي لم تتغير، سنستمر حتى إعادة جميع الرهائن، وحتى يتم تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية، هذه كانت أهدافنا منذ اليوم الأول، ولن تسمح إسرائيل لحماس بإعادة تسليح نفسها أو إعادة تنظيم صفوفها بحيث تشكل غزة تهديداً لإسرائيل. وهذا هدف لا يتزعزع ونسعى إلى تحقيقه”.
وأضافت: “هذا يعني أيضا أن إسرائيل لن تنخرط في مفاوضات لا معنى لها ولا نهاية لها والتي يمكن أن تستغلها حماس كوسيلة للمماطلة لكسب الوقت”.
موقف السلطة الفلسطينية
من جهته رحّب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقرار مجلس الأمن، معتبراً ذلك “خطوة في الاتجاه الصحيح”..
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن الرئاسة “مع أي قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار ويحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية”.
يشار إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أعلن الشهر الماضي، عن خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في غزة، وقال إن المرحلة الأولى من المفترض أن تستمر ستة أسابيع وتشمل وقف إطلاق النار على نحو “كامل وشامل”، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالقطاع وإطلاق سراح عدد من الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين. ووفقاً للرئيس الأميركي، سيعود في هذه المرحلة الفلسطينيون إلى منازلهم في كافة أنحاء غزة، وستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يومياً.
وتشمل المرحلة الأولى أيضاً محادثات بين إسرائيل و”حماس” للوصول إلى المرحلة التالية التي من المفترض أن تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع.
كما يتناول مشروع القرار تفاصيل المقترح، وينص على أنه “إذا استغرقت المفاوضات أكثر من 6 أسابيع في المرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر إذا استمرت المفاوضات”.
مواضيع ذات صلة :
غزة ولبنان: وجهان لـ”مطارق” واحدة! | مجلس الأمن يفشل بتبني قرار وقف النار في غزة | قطاع المطاعم يدفع فاتورة “جبهة الإسناد”: من ينقذه؟ |