التغيّر المناخيّ يُؤرق العالم.. والمدن الساحليّة في مهبّ “خطر صامت”!
فيما يُؤرق خطر التغيّر المناخي دول العالم كافة، في ظلّ التداعيات التي سيتركها على مختلف مجالات الحياة، برزت تحذيرات جديّة من خطر يُهدّد بشكل خاص المدن الساحليّة وبنيتها التحتية، لا سيما بعد الأمطار الطوفانيّة التي تشهدها بعض البلدان، ومنها لبنان، الذي فاضت طرقات مدنه بالسيول، التي أغرقت الشوارع واحتجزت المواطنين لساعات.
وسط هذه المتغيرات المناخيّة، عبّر الخبير في شؤون تخطيط المدن المهندس يوسف فوزي عزام، عن مخاوف بشأن سلامة المباني والبنى التحتية في المدن.
وأعلن عزام، في بيان، أنّه من خلال مشاركته في دراسة علمية في الولايات المتحدة الأميركية في جامعة James Madison University أظهرت الدراسة ارتباطًا بين التغير المناخي وتأثيره على سلامة المباني والبنى التحتية في المدن.
وأوضح أنّ “الدراسة انقسمت إلى جزئين، الأول يحاكي تدفق مياه الأمطار بكميات كبيرة في وقت زمني قصير والتي كنا قد أشرنا إليها سابقًا، والجزء الثاني يحاكي ارتفاع درجات حرارة أرضية المدن، حيث أظهرت الدراسة بجزئيها تأثيرًا مباشرًا للتغيير المناخي على الهياكل الإنشائية للمباني في تلك المدن، وأتت استكمالًا لبحث أجري عام ٢٠١٩ بعنوان The silent impact of underground climate change on civil infrastructure في جامعة Northwestern University الذي أشار إلى خطر على البنية التحتية في المدن، خصوصًا تلك القريبة من المياه لا سيما الساحلية، حيث عادة ما تكون أرضية تلك المدن أكثر ليونة وأكثر دفئًا عمومًا من المناطق الريفية بسبب إطلاق الحرارة من النشاط البشري والإشعاع الشمسي وحبسها في مواد البناء”.
تابع: “هذا البحث تم تطبيقه عمليًا في مدينة شيكاغو الأميركية حيث تم الاعتماد على بيانات عن درجات الحرارة لمدة 3 سنوات من خلال أكثر من 150 جهاز استشعار في المدينة، كما تم استخدام برنامج لمحاكاة الحرارة من الخمسينيات، ثم توقع ارتفاع معدلات الحرارة لغاية العام 2050″، مشيرًا إلى أنّه “وفقًا للبيانات يتوقع أن ترتفع أرضية مدينة شيكاغو بمقدار 12 ملم بحلول العام 2050، وهذا الارتفاع الناتج عن الحرارة يمكن أن يسبب تشققات في أسس وجدران بعض المباني”.
كذلك لفت الخبير في شؤون تخطيط المدن، إلى أنّ “هذه الدراسات أظهرت أن التغير المناخي سيؤثر على أرضية المدن الساحلية التي بدورها ستؤثر على أداء أنظمة أساسات المباني والبنية التحتية في المدى المتوسط والبعيد، حيث تمحورت التوصيات حول إعادة النظر في قوانين البناء وتخطيط المدن عبر زيادة المساحات الخضراء بنسبة 30%، وتخفيف الكثافات الحضرية وإعادة النظر بنوعية مواد البناء”.
نكبات الأمطار والفيضانات تلاحق عددًا من دول العالم!
يشار إلى أنّ عددًا من الدول عبر العالم، منها البرازيل وإندونيسيا والسعودية والإمارات وتركيا، كانت قد شهدت خلال هذا العام، عواصف خطرة وأعاصير وصفت بـ “المدمرة” وتساقطات مطرية غزيرة أدت إلى فيضانات.
فتسببت الأمطار الغزيرة في وفيات وإصابات وخسائر مادية كبيرة، ودفعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات طارئة لمساعدة السكان المتضررين وتقليل الأضرار.
وبينما سجلت بعض الدول قتلى وإصابات من جراء تلك الفيضانات والأعاصير، سجلت دول أخرى خسائر مادية مهمة ورفعت حالة التأهب وتم اعتمد نظام الدراسة عن بعد.
مواضيع ذات صلة :
في ظل أزمة الطاقة والتغيّر المناخي.. الاتحاد الأوروبي قد يلجأ للطاقة النووية من جديد | الشهر الماضي كان الأكثر حرارة في تاريخ البشرية | لبنان أمام موجة حرّ جديدة.. وعلماء يشبهون ما يحدث لنا بـ”الفرن” |