إسرائيل تتوعد بالردّ “بقوة”.. وتقرير يتحدّث عن “الشعرة الفاصلة” بين الاستفزاز والحرب الواسعة!
يستنفر “حزب الله” منذ إغتيال إسرائيل لأحد قادته طالب عبد الله ليل الثلاثاء، وهو الإغتيال الذي اعتبر “الأقسى” منذ إندلاع المواجهات بين الطرفين منذ 8 تشرين الأول، حيث أطلق “الحزب” اليوم الخميس نحو 150 صاروخًا ومسيّرة باتجاه شمال إسرائيل، فيما أطلق أمس الأربعاء أكثر من 200 صاروخًا كانت قد وصلت إلى طبريا للمرة الأولى.
وقد اعتبر الهجوم الذي نفذه “حزب الله” اليوم هو الأوسع والأشمل منذ اندلاع المواجهات، بحسب ما قال مصدر في الحزب لقناة “الجزيرة”.
وتعليقًا على الهجوم، أكّد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي ديفيد منسر، اليوم الخميس، أنّ إسرائيل ستردّ “بقوّة” على “كلّ إعتداءات حزب الله بعدما أطلق وابلاً من الصّواريخ باتجاه إسرائيل خلال اليومَين الماضيَيْن”.
وقال منسر خلال مؤتمر صحافيّ: “ستردُّ إسرائيل بقوّةٍ على كلّ الاعتداءات التي يقوم بها حزب الله”.
وأضاف: “ستُعيدُ إسرائيل إرساءَ الأمن على حدودنا الشماليّة سواء من خلال الجهود الديبلوماسيّة أو غير ذلك”.
لماذا استنفر “الحزب”؟
وكان أبو طالب” قائد “وحدة النصر” المسؤولة عن عمليات حزب الله في المنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي، بين منطقة بنت جبيل ومزارع شبعا. كما كان مسؤولا عن وحدة المسيرات والصواريخ الدقيقة في الحزب.
كذلك كان عبدالله مقربًا من القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة مطلع عام 2020 في بغداد.
أيضًا كان له دور في حرب البوسنة، في التسعينيات من القرن الماضي، حيث شارك في القتال هناك ضمن مجموعة أخرى لحزب الله، إلى جانب الزعيم البوسني علي عزت بيغوفيتش.
الحديث عن “اغتيالات أكبر”
ومنذ اغتياله، بدأ الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن قدرة الجيش على اغتيال أرفع قادة حزب الله، وبينهم أمينه العام حسن نصرالله.
وفي السياق، نشرت “جيروزاليم بوست” مقابلة مع الكاتب في منتدى الشرق الأوسط، والأستاذ فخري في قسم تاريخ الشرق الأوسط ومدير مركز دراسات العراق في جامعة حيفا، أماتسيا بارام، الذي قال إن “تصفية عبدالله تقلق أعضاء حزب الله، فهم يدركون الآن أن الجيش الإسرائيلي يعرف عنهم أكثر بكثير مما نعرفه”.
وأكد أن عملية الاغتيال تشير إلى أن “الأمن الميداني لحزب الله ليس محكمًا، وأن نظام استخبارات الحزب قد تم اختراقه، وتمكن الجيش الإسرائيلي من اختراق شبكاته وأنظمته وتحديد الأشخاص المناسبين للقضاء عليهم”.
وأضاف: “يدرك نصرالله أن الجيش الإسرائيلي لديه القدرة على قتله متى أراد ذلك، وأعتقد أن هذا يقلقه قليلا، وهو يدرك أنه سيكون التالي في صف الموت إذا اندلعت حرب واسعة النطاق، والقضاء عليه يعد نجاحا كبيرا في الحرب النفسية ضد حزب الله لأنه يؤدي إلى قلق كبير بين القادة الذين يعرفون أنهم قد يكونون التاليين”.
ولفت بارام، إلى أنه “في المرة الأخيرة التي قضينا فيها على كبار قادة حزب الله، زاد الأخير من حجم النيران وأطلق المزيد من الصواريخ والقذائف على إسرائيل، ومع ذلك، لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء غير المعلنة”، مشيرا إلى أن “حزب الله قد يقوم بزيادة نطاق النيران، لكن لن يقوم بتوسيع المدى بشكل كبير. النقطة المهمة هي نوع الأهداف التي يحاولون ضربها. وحتى الآن، لم يحاول ضرب هدف مدني كبير، بل حاول ضرب عدد قليل من الأهداف العسكرية، وهو الخط الحاسم الذي يفصل بين استفزاز إسرائيل وبدء حرب واسعة النطاق”.
وأردف: “الحزب مستعد لحرب واسعة النطاق لكنه لا يريدها، وبالتالي لن يحاول مهاجمة أهداف مدنية”، مبينًا أنه “من وجهة نظرهم، فإن بدء الحرب سيكون خطأ كبيرا، حيث سيكون لدى الولايات المتحدة حينها شرعية للانضمام إلى القتال. في المقابل، إذا بدأت إسرائيل الحرب، فلن يضطر الأمريكيون إلى الانضمام إلى القتال”.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |