معمل الذوق: هل تتحلحل الأمور؟
ترجمة “هنا لبنان”
كتبت Joanne Naoum لـ”Ici Beyrouth“:
ثلاث سنوات مرت على قضية المواد الخطرة الموجودة في معمل ذوق مكايل الحرارية في كسروان والذي أدرج أخيراً على جدول أعمال حكومة تصريف الأعمال الجمعة. وسائل الإعلام تداولت قراراً “بتاريخ 14 حزيران 2023 بتكليف الجيش اللبناني ترحيل ونقل المواد الكيميائية الموجودة في معمل الذوق بشكل فوري إلى مكان غير مأهول بإنتظار التخلص منها بالشكل السليم.” وفي غضون ذلك، يواظب المسؤولون اللبنانيون على تبادل الملامة على التقاعس عن العمل.
وزير البيئة ناصر ياسين أكد في حديث خاص لـ Ici Beyrouth أنّ “المواد الكيميائية المخزنة في الموقع، وفقاً للوثائق التي أرسلتها شركة كهرباء لبنان تشمل مواد حمضية وقلوية، بالإضافة إلى عناصر مضادة للتآكل وهي لا تنفجر من تلقاء نفسها. لكن هذا لا ينفي ضرورة ترحيلها بأمان خصوصاً وأنها “يمكن أن تسبب تفاعلات كيميائية في حال تفاعلت الأحماض مع المواد القلوية”.
ياسين سطر ضرورة “التخلص من المواد الكيميائية غير المستخدمة أو منتهية الصلاحية، وفقاً لاتفاقية بازل بشان التحكم في حركة النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها (387) والمرسوم رقم 5606 (تحديد أصول إدارة النفايات الخطرة)”.
وتقع مسؤولية اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتخلص من هذه المواد الكيميائية بأمان ووفقاً للقانون على عاتق منتج أو مالك النفايات، وهذا يعني مؤسسة كهرباء لبنان في هذه الحالة. ولفت ياسين إلى “تبادل عدة رسائل مع شركة كهرباء لبنان حول هذا الموضوع”، مضيفاً أنّ على هذه الأخيرة تخزين المواد بشكل آمن، أي بشكل منفصل، بعيداً عن الشمس مع تأمين التهوئة الجيدة، تحت إشراف الدفاع المدني والإدارة المحلية.
أما مؤسسة كهرباء لبنان فنفت الجانب الخطير للمواد الكيميائية (حوالي 80 طنا)، وأشار قسم الاتصالات في الشركة اتصال مع Ici Beyrouth، إلى أنها موجودة هناك “منذ 40 عاماً بهدف التشغيل السليم لمحطة توليد الكهرباء”.
مؤسسة كهرباء لبنان أوضحت أيضاً أنها عقدت صفقة مع شركة Combilift في 30 مارس 2021 للتخلص من المواد منتهية الصلاحية، بما في ذلك فوسفات ثلاثي الصوديوم وميتاسيليكات الصوديوم (13 طنا)، إلى خارج لبنان. ومع ذلك، لم يعط وزير البيئة في ذلك الوقت، دميانوس خطار، موافقته على التنفيذ.
وقالت الشركة إنها تلقت عروضاً من خمس شركات في أعقاب الدعوة لتقديم العطاءات لترحيل المواد الكيميائية. وخلال هذا الوقت، تم تخزين المواد تحت إشراف الجيش وقوات الأمن.
من جانبه، انتقد وزير الطاقة وليد فياض شركة كهرباء لبنان لعدم تحركها بسرعة عندما رفض الوزير السابق تنفيذ العقد مع Combilift. “كان الأجدى بالشركة إلغاء العقد والعثور على شركة أخرى لتنفيذ المهمة”، كما أضاف في معرض حديثه لـ Ici Beyrouth.
فياض أكد على أنه يلعب دور الوسيط في هذه القضية، وعلى أنّ المسؤولية تقع على عاتق مؤسسة كهرباء لبنان، التي لم تتابعها منذ عام 2021.
ويبقى السؤال: هل تصل الأمور إلى خواتيمها في ظل التطورات الأخيرة؟
مواضيع ذات صلة :
معمل الذوق الحراري: قنبلة موقوتة جديدة؟ | كارثة صحّية.. أكثر من 200 إصابة بسرطان الجلد في هذه المنطقة اللبنانية! | لبنانيون يختنقون من تلوّث معمل الذوق |