الجنوب تحوّل إلى “أرض محروقة”.. وخسائر كارثية!
لا يزال الجيش الإسرائيلي يمعن في استهداف الأراضي في الجنوب وحرقها، وكانت الحرائق قد اتسعت رقعتها بشكل مخيف في الأيام الأخيرة.
في السياق، ندّد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين “بالأطماع الإسرائيلية في لبنان، بأرضه وثروته الطبيعية الغنية، لاسيما في الجنوب”.
ولفت، في حديث إلى صحيفة “الأنباء” الكويتية، إلى أنه “تقوم إسرائيل بعملية إبادة بيئية في لبنان، وتتبع سياسة الأرض المحروقة بفعل استخدام القنابل الفوسفورية والحارقة لمساحات واسعة من الأحراج، لتصبح مكشوفة أمام مواقعها العسكرية وطائراتها الحربية المعتدية، التي تجوب الأجواء البنانية في شكل دائم”.
وأضاف ياسين “بعد 7 تشرين الأول بدأنا نرصد استخدام الجيش الاسرائيلي لمادة الفوسفور الأبيض في القصف المدفعي عدة مرات، وهو شهد في الآونة الأخيرة تزايدا كبيرا، وقد قمنا بتوثيق هذه الأعمال من خلال عدة مصادر، ومنها المجلس الوطني للبحوث العلمية لنتمكن من مشاهدة جميع الخرائط العلمية عبر صور جوية، أو صور الأقمار الاصطناعية، التي تحدد أماكن الحرائق ومدى قوة هذه الحرائق، والتي قدرت بحوالي 800 هكتار. وهذه مساحات واسعة وكبيرة جدا قياسا مع الحرائق التي حصلت في لبنان في العامين الماضيين”.
وقال ياسين: “تم أخذ عينات من التربة في الجنوب، ومن السلاح نفسه من القذائف الفوسفورية، وقمنا بتحليلها في مختبرات جامعية، ووثقنا هذا الملف وأرسلناه مع تقارير المجلس الوطني للبحوث العلمية، ومنها تقارير الهيئات الحقوقية العالمية، وقدمنا شكوى موثقة إلى الأمم المتحدة عبر وزارة الخارجية اللبنانية”.
وذكر أن هذا الموضوع تتابعه حاليا وزارة الزراعة، خصوصا لناحية التربة.
من جهته، جدّد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم نداءه ودعوته مديرية الدفاع المدني وكل الجهات المعنية ومن يملك الامكانات والقدرات للعمل سريعا لاخماد الحرائق التي اشعلها الجيش الاسرائيلي منذ أيام.
ورأى هاشم ان “المحاولات لإطفاء الحريق تكاد تختصر على الامكانات المناطقية المحدودة وهذا لا يجوز.
يشار إلى أنّ الأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية جراء الحرائق الإسرائيلية منذ 8 تشرين الأوّل وحتى اليوم تجاوزت في تقدير أولي ثلاثة مليارات دولار، حسب ما أفاد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن.
وقال الوزير في حديث صحفي “إن الدمار طال حقول الخضار وبساتين الفاكهة”.
وتابع “أن من نتائج القصف السلبية هجرة اليد العاملة والتي عطلت الحياة الزراعية مما انعكس ارتفاعا في أسعار الخضار والفاكهة وفقدان بعضها من الأسواق”.
وأضاف أن “الانتاج الزراعي بجنوب لبنان يقدر ما بين 25 إلى 30 في المائة من الناتج المحلي الزراعي اللبناني”.
وأكد أن “الدولة وفور وقف الحرب سوف تقوم بإحصاء وتخمين الأضرار تمهيدا لدفع التعويضات المستحقة لأصحابها، وذلك بالتعاون مع الهيئات المانحة والدول الصديقة للبنان”.
وأشار إلى “تشكيل لجنة فنية ضمت مختصين وخبراء بيئيين مهمتها أخذ عينات من التربة التي تعرضت للقصف بالفوسفور الأبيض وإخضاعها للفحوصات المخبرية لمعرفة مدى تأثيره على القطاع الزراعي”.
وتجاوزت مساحة الأراضي المحروقة بالكامل أكثر من 2150 دونماً، فيما بلغت مساحة الأراضي المتضررة بين حرجية وزراعية 6000 دونم، وتم حرق أكثر من 55 ألف شجرة زيتون معمرة، بحسب المكتب الإعلامي لوزارة الزراعة.
وكشف المكتب الإعلامي أنّه تم استهداف 55% من المناطق الحرجية و35% من الأشجار الزراعية والحمضيات، و10% من الأعشاب، فيما نفق 340 ألف طير دجاج، و970 رأساً من الماشية، وتضررت 91 خيمة زراعية، و3310 قفير نحل ودمرت 8 مزارع دجاج وحيوانات أليفة.
مواضيع ذات صلة :
بالتفاصيل: إنذار إسرائيلي للضاحية.. وإنذاران للجنوب! | الجنوب تحت نيران القصف العنيف… وتحذيرات إسرائيلية جديدة! | الغارات على الجنوب لا تتوقف… وللجيش اللبناني حصة من الإستهداف! |