الإعدام لـ”زعران” الحكم في لبنان
كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
إنّها الذكرى الأكثر تعبيراً لولادة العميد ريمون إدّه منذ سنوات طويلة. حلّ 15 آذار، المحفوظ في ذاكرة كثيرين أحبّوه، وهيبة الدولة مدفونة، واقتصاد لبنان منهار، وليرته “بالأرض”، وكرامته نكتة على لسان شعبه ومهزلة على لسان أزلام الحكم.
مُبكٍ هو حال الجمهورية التي لا ضمير لها. حكّامها لا تجد بينهم “آدمياً” واحداً تستقي منه الأمل. قبل تفجير العصر في بيروت، كنّا ما زلنا نراعي في كتاباتنا توصيف هذه المجموعة التي تتربّص بنا وأغرقت أحلامنا بالدماء والدمار والإنهيار والإفلاس والإنحطاط الأخلاقي والإقطاعيّة. أمّا بعد هذا التفجير، فما عُدنا نأبه بما ننعتهم به إطلاقاً.
“زعران” هؤلاء. وهم الـ”زعران” بنسختهم الأسوأ في تاريخ لبنان. تركيبة ذات عقلٍ فاسد و”ميليشياوي” سعت مراراً إلى لفظ تجربة مُعارِضة وسياديّة وصلبة إسمها ريمون إدّه، وقتلِه، لأنّه يُشكّل النقيض القويّ والفاعل في وجهها، بالفعل لا بالقول.
هو النقيض الذي يرفض الحرب، وهم التركيبة المستعدّة للّعب بالأرواح. هو النقيض الذي يقطع حبل الإرتهان، وهم التركيبة التي تُدير آذانها إلى السفراء ولا يُطلّ عليها فجرٌ من دون إشارة خارجيّة. هو النقيض الذي نجح في إقرار قانون الإعدام على قاعدة “القاتل يُقتَل”، وهم التركيبة التي شرّعت السلاح والقتل والإغتيالات وشريعة الغاب وتخزين المواد المتفجّرة في عنابر المرفأ وإطاحة نصف العاصمة وإيقاع أكثر من 200 شهيداً و6000 جريحاً. هو النقيض للتكاذب والمتاجرة بالسياسة، وهم التركيبة القابلة لتغطية مجرم ومتورّط وأداء مسرحيّات الدجل والجذب والرقص على جثث الشهداء والجياع والفقراء المعتاشين من حصص العار الغذائيّة. هو النقيض للمافيا التي تبيع السيادة والشرعيّة والقرار الوطنيّ والركوب في سفينةٍ تسير بعكس هويّة لبنان بهدف الوصول إلى السلطة، وهم هذه المافيا بذاتها. هو النقيض للتسوية على حساب المؤسسات، وهم التركيبة التي تبيع وتشتري وتُحوّل الجمهوريّة إلى دكّانة لتفاهمات ثانية واتّفاقات فتحت قبر المؤسسات والنظام وأدخلت الشعب اللبناني في خطرٍ وجوديّ.
لو أُنعِم على لبنان بمعدنٍ صلب كريمون إدّه في قصر بعبدا، لما وصلنا إلى هذه النهاية اللعينة. نهاية لعينة لوطن في عمره الـ100، ولن نتمكّن من افتتاح المئويّة الثانية من دون تلقين “زعران” المئويّة الأولى درساً يذكره التاريخ بالخط العريض.
درسٌ من داخل أحزابهم وبيوتاتهم وطوائفهم، ودرسٌ من داخل المحاكم فالسجون، وآخر من داخل صناديق الإقتراع… أمّا بعد 4 آب، فدرسٌ قاسٍ عنوان تكفّل به إدّه بكلمتين: “القاتل يُقتَل”.
مواضيع ذات صلة :
تحذير جديد لصور! | بالفيديو: بدء جرف الثلوج في المناطق الجبلية | تحذير إسرائيلي جديد إلى الضاحية |