عين التينة محطّ مشاورات أمنيّة ورئاسيّة.. والواقع “صعب ومأزوم على كل المستويات”!
شكّل مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة اليوم، محطّ لقاءات سياسيّة وأمنيّة، في ظلّ الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان، لا سيما في ما يتعلّق بملف رئاسة الجمهورية إضافة إلى التصعيد الذي يشهده الجنوب، مع استمرار القصف المتبادل والتهديدات التي أطلقها يوم أمس، أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.
فعلى رأس وفد أمني كبير، حضر قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى عين التينة، حيث عُقد اجتماع أمني بامتياز استمرّ حوالي نصف ساعة، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى، ورئيس الأركان في الجيش اللواء حسان عودة، وتناول اللقاء عرضًا لتطورات الأوضاع والمستجدات الأمنية والميدانية، بخاصة القرى الحدودية الجنوبية.
وإلى جانب الملف الأمني، حضر أيضًا ملف رئاسة الجمهورية في عين التينة، حيث استقبل الرئيس بري وفدًا من الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”اللقاء الديموقراطي”، وضعه في أجواء خلاصة اللقاءات التي أجراها خلال الفترة الماضية مع الكتل والنواب، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة من أجل انتخاب رئيس، غير أنّها لم تصل إلى نتائج إيجابيّة، ولكن الوفد أكد استمرار محاولاته ومعاودة اللقاءات خلال الأيام المقبلة، فيما تحدث الرئيس بري عن تسهيلات بالذهاب إلى الحوار وعدم فرض رئيس أو استهداف فريق معيّن.
هذا وضمّ وفد “الاشتراكي” رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، والنواب: مروان حمادة، أكرم شهيب، هادي أبو الحسن، وائل أبو فاعور، فيصل الصايغ، إضافة إلى الوزير السابق غازي العريضي، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ومستشار رئيس الحزب حسام حرب.
بعد اللقاء، تحدث العريضي باسم الوفد فقال: “اللقاء مع دولة الرئيس كالعادة، نقل خلاله تيمور بيك موقف “اللقاء الديمقراطي” والحزب التقدمي الإشتراكي وخلاصة الاتصالات والمشاورات التي جرت مع كل الكتل النيابية، في محاولة للوصول إلى تفاهم والخروج من المأزق للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية ثم تشكيل حكومة وإعادة إطلاق عمل المؤسسات”.
وأضاف: “وجهات النظر بيننا وبين دولة الرئيس كانت على توافق تام، خصوصًا وأنه قدم الكثير من التسهيلات والأفكار بالتفصيل التي شرحها للجنة الخماسية وللموفدين الذين جاؤوا من الخارج ومع الكتل النيابية”.
وتابع: “لم نتوصل في هذه المرحلة إلى نتائج إيجابية كما كنا نأمل، لكن التحرك لن يتوقف، إذ لا خيار أمامنا كلبنانيين إلا بالتشاور بين بعضنا البعض لنصل إلى النتيجة المرجوة، آخذين في الاعتبار الواقع الداخلي الصعب والمأزوم على كل المستويات وما يحذر منه الكثيرون من زوال الكيان اللبناني، وأيضًا ما يجري في المنطقة والتداعيات السلبية التي يمكن أن تصل إلينا”.
وقال: “لذلك الدعوة بالنسبة إلينا هي هي، ونحن سنكمل تحركنا مجددًا، بنفس طويل وبصبر، هذا هو خيار الحزب الأساسي، وهذا هو التوجه الذي نستند إليه ، والتجارب كما سبق وذكرنا أكثر من مرة، خضنا كل التجارب وكنا نذهب دائماً إلى اتفاقات، نأمل أن تنتهي المسألة بهذا الشكل في أقرب وقت”.
وردًا على سؤال عن التسهيلات التي قدمها الرئيس بري، قال العريضي: “عندما يقول الرئيس بري بوضوح أنه لا يستهدف طرفًا أو فريقًا أو لا يذهب إلى قطيعة مع أي طرف، وأن ما ينطبق عليه بما يمثل مع الثنائي ينطبق على الطرف الآخر، فهذا بحد ذاته موقف واضح ومحدد بأنه لا يريد أن يفرض شيئًا. الآلية التي شرحها أكثر من مرة، عندما قال نذهب إلى الحوار خلال فترة زمنية معينة محددة لنخرج بنتيجتها برئيس، وهذا التزام سواء اتفقنا على مرشح خير وبركة، وإذا لم نتفق على مرشح يكون لدينا ثلاثة أو أربعة أسماء فنذهب إلى اختيار أحد من الأسماء”.
وتابع : “أعتقد أن الطريق واضح، الغاية واضحة، الهدف واضح ومحدد بمدة زمنية معينة، هذا في حد ذاته يسهل الأمور كثيرًا، علينا أن نتفاعل نحن مع بعضنا البعض مع الرئيس بري لنسهل هذا الطريق”.
وعما إذا ما كانت مساعي اللقاء الديمقراطي قد نجحت بإقناع فريق المعارضة بالذهاب إلى التشاور والحوار، أجاب العريضي: “سبق وأعلنا هذا الأمر، والموفد الفرنسي الذي التقى الجميع وأعود وأذكر أنه هو الذي طلب مساعدتنا وقال بوضوح أين هي العقدة. أعلنها الجانب الفرنسي، والجميع يعلم ذلك، ومع ذلك نحن نقول، إذا كانت ثمة عقد لدى فريق معين وكان لدينا رأي آخر بطبيعة الحال شرحناه مع كل القوى السياسية. نحن سنستمر بالتواصل، نحن لسنا على قطيعة مع أحد بهذا الأمر نتوافق مع دولة الرئيس بالتأكيد والجهود تكمل بعضها من أجل الوصول إلى الهدف المنشود”.
مواضيع ذات صلة :
بالتفاصيل: إنذار إسرائيلي للضاحية.. وإنذاران للجنوب! | الجنوب تحت نيران القصف العنيف… وتحذيرات إسرائيلية جديدة! | الغارات على الجنوب لا تتوقف… وللجيش اللبناني حصة من الإستهداف! |