تهديد نصر الله بضرب قبرص يدفع بتأزيم العلاقات معها… والتعاطي الرسمي عاجز
تهديد نصرالله والذي تتعدد القراءات حول أهدافه، لم يمرّ مرور الكرام لدى السلطات القبرصية، فيما جاء الموقف الرسمي اللبناني ترقيعياً من دون أي تفسير أو حتى جهد لإبداء أي اعتراض على ما قاله نصرالله، ما وضع العلاقات اللبنانية- القبرصية في مهب الريح
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
أدخل تلويح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بضرب قبرص في حال استخدمت إسرائيل مطاراتها لمهاجمة لبنان، العلاقات مع الدولة القبرصية في أزمة نحن بغنى عنها، واستدعى كلامه الأخير عاصفة من ردود الفعل الإقليمية والدولية، فيما جاء الرد من الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ليدحض أي كلام عن إمكانية تورط بلاده في أي صراع.
تهديد السيد نصرالله والذي تتعدّد القراءات حول أهدافه، لم يمر مرور الكرام لدى السلطات القبرصية التي باشرت اتخاذ خطوات معينة لا سيما أنّ في اعتقاد كثيرين جاء الموقف الرسمي اللبناني ترقيعياً من دون أي تفسير أو حتى جهد لإبداء أي اعتراض على ما قاله نصرالله ، ما وضع العلاقات اللبنانية- القبرصية في مهب الريح.
ويكشف الصحافي طوني بولس في حديث لموقع “هنا لبنان” أنّ السفيرة القبرصية لدى لبنان ماريا حجي تيودوسيو غادرت البلاد وهناك فرضية بأنه تم استدعاؤها، كما أنّ القنصل اللبناني في قبرص كان في إجازة وطلب منه استكمال إجازته، ويشير إلى أنّ كلام السيد نصرالله أدخل لبنان في أزمة ديبلوماسية مع قبرص وضاعف من عزلة لبنان وجعل منه دولة مارقة يترأسها المرشد الأعلى للجمهورية السيد نصرالله، وإنّ إعلانه الحرب على فرنسا وأميركا والاتحاد الأوروبي يجعل السيناريو الذي لجأ إليه في حرب الجنوب يتكرر، كما أنه لم يكتفِ بذلك بل اتّهم دولاً عربية بأنها متواطئة مع إسرائيل مثل الأردن ومصر.
ويشدد بولس على أنّ السلطات الرسمية اتّخذت موقفاً ترقيعياً ولم تجرؤ على إدانة ما قاله السيد نصرالله وكأنها دمى متحركة في يد حزب الله حتى أنها لم تعترض عليه، ويلفت إلى أنّ الدولة القبرصية هي وجهة استثمارية للبنانيين وهناك مواطنون من لبنان يعملون فيها ، وتهديد نصرالله ساهم في تعريض مصالحهم إلى الخطر وجعل كل لبناني في قبرص يتحول إلى مصدر شك بأنه من حزب الله إلى أن يثبت العكس.
ويرى بولس أنها ليست المرة الأولى التي تكون فيها قبرص محور تهديدات، إذ أنّ حزب الله كان يدير شبكة لتنفيذ أعمال أمنية في نيقوسيا كما أنه تم اكتشاف عنصر في الحزب يملك نيترات الأمونيوم، مشيراً إلى أنّ ما قاله نصرالله هو مصدر تهديد السلم الدولي ما قد يتطلب انعقاد جلسة لمجلس الأمن لاتخاذ قرار في هذا المجال.
أما بالنسبة إلى الموقف الرسمي مما جرى، فيرى بولس أنه كان يجب إعلان اعتذار رسمي، متوقعاً أن تتوسع الأزمة الديبلوماسية مع قبرص، واصفاً التهديد الذي صدر بالخطير، وهذا ما عكسته مواقف الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، تفيد مصادر سياسية مطلعة لموقعنا بأنّ التبريرات التي توقف عندها نصرالله في خطابه بشأن قبرص كاذبة، وإنّ ما قاله جعل لبنان في موقع لا يحسد عليه خصوصاً أنّ قبرص جارة وصديقة للبنان، إلا أنه تصرف ويتصرف كالوالي الأوحد من دون الاكتراث بمصلحة لبنان أو علاقاته، لا بل يعرضها إلى الاهتزاز أو القطع أو التعليق في كل مرة، أما الموقف الرسمي فيقف عاجزاً كما هي الحال دائماً.