بعد تصريحات نصرالله “غير السارة”.. قلق غربي من “المخاطر المحدقة”
حالة التوتر والقلق التي سادت قبرص من تحذيرات “حزب الله” بأنها قد تنجر إلى الصراع، إذا سمحت لإسرائيل باستخدام قواعدها العسكرية في توجيه ضربة للبنان، انسحب على الدول الأوروبية أيضًا، فقد كشف تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية أن دبلوماسيين غربيين يعملون في قبرص أعربوا عن فزعهم من شبح انجرار قبرص للصراع المحتدم في الشرق الأوسط، إذا اندلعت حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن أحد مبعوثي الاتحاد الأوروبي العاملين في نيقوسيا قوله إن “لدى حزب الله تاريخ في التصرف بناءً على تهديداته”، وهو تعليق يشي بأن المسؤول الأوروبي يأخذ تهديد حزب الله على محمل الجد.
وأوضح المسؤول الأوروبي أن “حزب الله يعلم أن قبرص لا تملك القدرة العسكرية للرد، ولذلك فهي هدف سهل”.
كذلك كشف دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون الاثنين دعم نيقوسيا في مواجهة المخاطر المحدقة.
وقال للصحافيين اليوم الجمعة إن “وزير خارجية قبرص سيبلغ نظراءه الأوروبيين الاثنين المخاطر المحدقة بعد تهديدات حزب الله”.
فيما أضاف في تصريحات لقناة “العربية ” أن “اتهامات أمين عام حزب الله ضد قبرص غير منصفة وتفتقد أي أساس”.
وأردف إن قبرص ليست خائفة من حزب الله بل من تدفق اللاجئين والمهاجرين إذا اتسع النزاع على لبنان.
كذلك شدد على أن الاتحاد الأوروبي قلق جداً من مخاطر توسع الحرب على لبنان، مؤكداً: “نتحدث مع حزب الله والحكومة اللبنانية وإيران من أجل وقف التصعيد”.
تحذير نصرالله
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قال في خطاب الأربعاء، إن قبرص قد تصبح هدفا للحزب لو سمحت لإسرائيل باستخدام منشآتها العسكرية لمهاجمة لبنان.
وقال إن لدى الحزب معلومات تفيد بأن إسرائيل قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، في حال استهداف حزب الله للمطارات الإسرائيلية.
رد قبرص
على الاثر، أكدت قبرص أمس الخميس، أنها “لن تسمح لأي دولة باستخدام أراضيها لتنفيذ عمليات عسكرية، وأنها ليست متورطة في أي صراعات”.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس لإذاعة قبرص العامة: “إن تصريحات نصر الله “غير سارة”، وإن نيقوسيا “ستتخذ الإجراء المناسب من خلال القنوات الديبلوماسية”.
ونقلت صحيفة “قبرص ميل” الناطقة بالإنكليزية تصريحات المتحدث، الذي أضاف: “قبرص ليست متورطة ولن تتورط في أي حرب أو صراعات، وبالتالي فإن التصريحات التي أدلى بها زعيم حزب الله لا تتوافق مع الواقع”.
كما كرر ما قاله الرئيس نيكوس خريستودوليديس الأربعاء، إذ قال إن قبرص “جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة”، وأصر على أن الجزيرة “ركيزة للسلام والاستقرار في المنطقة”، مضيفا أيضا أن علاقاتها مع لبنان “ممتازة”.
وأضاف المتحدث أن الحكومة لن تسمح لأي دولة بتنفيذ عمليات عسكرية على الجزيرة، لكنه أشار إلى “خصوصية” وجود القواعد البريطانية في قبرص، التي قال إنها “تتمتع بوضع مختلف”.
من جانبه قال وزير العدل القبرصي ماريوس هارتسيوتيس إن الإجراءات التي تتخذها وزارته بشأن مسائل مثل الإرهاب “يتم تقييمها وتحديثها يوميا”.
وقال: “من الواضح والمفهوم أن التصريحات التي أدلى بها نصر الله يتم تقييمها أيضا ويتم تحديث الإجراءات المتخذة يوميا، وفقا للمعلومات المتاحة لدينا”.
من جانبه حذر الفريق المتقاعد يوانيس بالتزوتس من أن قبرص يجب أن “تشعر بالقلق دائما وتتخذ التدابير المناسبة”، نظرا لحقيقة أن حزب الله لديه “أنظمة عسكرية وتسليحية قوية”، مما يعني أنه من الناحية النظرية يمكنه ضرب قبرص.
وقال: “أعتبر هذا التهديد بمثابة تحذير، كل هذا بدأ من التطورات في غزة والقرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية، بأنه بعد الانتهاء من حماس، ستتجه إلى حزب الله”.
مواضيع ذات صلة :
الاتحاد الأوروبيّ ينظم رحلة جوية إنسانية جديدة للبنان | سفيرة الاتحاد الأوروبي: لوقف فوري لإطلاق النار | بوريل: الوضع الإنساني في لبنان يتدهور بسرعة |