الإرتفاع الحراري يجتاح العالم… هل من نهاية قريبة لـ”موجة الحر”؟
منذ أيام، تشهد العديد من الدول حول العالم ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، مما أسفر عن وفاة مئات الأشخاص حتى الآن. وأصدرت السلطات تحذيرات واسعة النطاق نتيجة لهذه الظاهرة. كما أنّ قبل بداية أيام الصيف في العشرين من حزيران، اجتاحت موجة الحر مختلف أنحاء العالم متسببة في تأثيرها على ملايين الأشخاص.
ويتوقع أن تسجل درجات حرارة قياسية يمكن أن تتجاوز تلك التي تم تسجيلها الصيف الماضي، وجعلته الأكثر حرارة منذ أكثر من عقدين، وفق وكالة “رويترز”.
وكان العام الماضي الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي فإن عام 2024 قد يحطم هذا الرقم القياسي بنسبة 50 في المئة. وفي كل الأحوال، سيكون بالتأكيد من بين السنوات الخمس الأكثر سخونة، وفق الوكالة الأميركية.
الحر يضرب العالم
وسجلت درجات الحرارة ارتفاعا ملحوظا في عدد من الدول في الشرق الأوسط، ومناطق أخرى حول العالم، في وقت حذر فيه خبراء من أن التلوث الكربوني قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض إلى مستويات أكثر خطورة من أي وقت مضى.
وأدى ارتفاع درجات الحرارة في بعض البلدان العربية، إلى وفاة عدد من الأشخاص، على نحو ما جرى في السعودية خلال مناسك الحج، الذي سجل معدلات قياسية في درجات الحرارة.
وفي أحدث حصيلة للوفيات خلال المناسك، قال دبلوماسيان عربيان لوكالة فرانس برس، الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 323 حاجا مصريا قضوا خلال أداء فريضة الحج في مكة المكرمة.
وقال أحد الدبلوماسيين إن “جميعهم ماتوا بسبب الحرارة” باستثناء شخص أصيب بجروح قاتلة خلال تدافع بسيط بين حشد من الحجاج، مضيفا أن الحصيلة مصدرها مشرحة المستشفى في حي المعيصم بمكة.
وبلغت درجات الحرارة في بعض المحافظات المصرية معدلات تصنف ضمن الأعلى وفق القياسات العالمية، إذ سجل بعضها نحو 50 درجة مئوية، مما ألقى بتبعات سالبة على المواطنين.
وتسبب ارتفاع درجات الحرارة في بعض المحافظات السودانية الشمالية وبعض محافظات الصعيد بمصر، في مصرع عدد من السودانيين خلال تهريبهم برا إلى الأراضي المصرية، عبر سيارات مكشوفة يستخدمها المهربون.
وبحسب وكالة الأنباء السودانية، فإن عددا من السودانيين لقوا مصرعم جراء ضربات الشمس، بينما أكدت صحف ومواقع إخبارية سودانية مصرع نحو 50 شخصا في الطريق البري بين مصر والسودان.
متى تنتهي موجة الحر؟
يؤكّد الرئيس التنفيذي لمركز طقس العرب، محمد الشاكر، أن موجة الحرارة بدأت في الانحسار، وخلال بضعة أيام يُتوقّع أن تبدأ درجات الحرارة في الاعتدال وتعود لمعدلاتها الطبيعية في أغلب دول بلاد الشام ومصر وليبيا.
ويشرح في تصريحات لموقع “الحرة” أن “الأجواء الحارة تركزت في منطقة بلاد الشام ومصر وليبيا بمستويات أعلى من المعتاد خلال الأيام الماضية، ولكنها ليست درجات حرارة قياسية، أي أنها لم تتجاوز معدلات سابقة وصلت إليها هذه المناطق في فترات سابقة”.
ووفق مجموعة “المناخ المركزي” ومقرها في نيوجيرزي وهي تضم علماء مستقلين، يرتبط ارتفاع درجات الحرارة في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال افريقيا بتغير المناخ، حيث تأثر أكثر من 290 مليون شخصا في المنطقة من طقس حار غير معتاد.
وأشارت إلى أنه منذ 11 حزيران، تأثرت السعودية والعراق وسوريا والجزائر ومصر وتركيا واليونان بأجواء حرارة مرتفعة وتجاوزت الدرجات في بعض المناطق الـ 40 مئوية.
وتؤثر أول موجة حر كبيرة هذا العام في الولايات المتحدة حاليا على شمال شرق البلاد، وهي موجة حر مبكرة لأن الصيف بدأ للتو. ووُجِّهت إلى نحو 95 مليون أميركي إنذارات من ارتفاع درجات الحرارة، وفقا لموقع الحكومة “هيت دوت غوف”. ومن المفترض أن يستمر هذا الوضع حتى نهاية الأسبوع وفقا للهيئة الوطنية للأرصاد الجوية.
ويؤكد تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، أن “أسوأ درجات الحرارة” في الولايات المتحدة قد تؤثر على بعض الولايات خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث قد تتجاوز درجات الحرارة الـ 43 درجة مئوية، وقد تستمر لعدة أيام.
وتشير التوقعات إلى أن الحرارة الأكثر شدة ستنتقل من جنوب وغرب الولايات المتحدة إلى الجنوب الشرقي والأوسط خلال الأيام المقبلة، فيما تواجه مناطق قرب ساحل المحيط الأطلسي “خطرا حراريا” من مستويات المرحلة الثالثة والرابعة، والتي تعتبر “خطرة على صحة الإنسان”.
ومن غير الواضح متى ستنحسر موجة الحرارة في الولايات المتحدة، إلا أنها “ستشتد في بعض المناطق وتتراجع في مناطق أخرى”، ولكن “استمرار الحرارة في بعض المناطق” هو ما يقلق السلطات بشكل أكبر، وفق الصحيفة.
موجات حارة مقبلة
يقول الشاكر إنه بنهاية حزيران الحالي، يرجح أن تأتي موجة حارة جديدة لدول الشرق الأوسط، ولكنها بمعدلات أقل من تلك التي تشهدها المنطقة في الأيام الحالية.
وتكشف مؤشرات الطقس خلال تموز المقبل أن درجات الحرارة ستكون مقاربة أو أقل من معدلاتها الطبيعية في دول بلاد الشام وبعض دول شمال افريقيا، وفق الشاكر.
ويوضح أن دول الخليج تحظى بأجواء حارة وهي ضمن معدلاتها خلال هذه الفترة من كل عام، أما دول شمال أفريقيا حظيت بأجواء أقل من معدلاتها في كل عام، ولكن في أواخر يونيو الحالي يتوقع أن تحظى الجزائر وتونس وأجزاء من المغرب بارتفاع كبير في درجات الحرارة، خصوصا المناطق الساحلية.
مواضيع ذات صلة :
ضباب وأمطار… متى يستقر الطقس؟ | “متقلب وماطر”… اليكم حال طقس الـWeekend! | مصلحة الأرصاد الجويّة تحذر من ارتفاع الموج وخطر الانزلاق على الطرقات |