“لتحييد الجنوب”… الراعي يناشد ضمائر المسؤولين مجدداً: “لا للفراغ”
مع استمرار التحديات التي تواجه لبنان، جدّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعوته لانتخاب شخصية استثنائية لتولي رئاسة الجمهورية.
فذكر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بـ”أننا لطالما حذّرنا من خطر الاستمرار في شغور الرئاسة الاولى، واعتبرنا التقاعس عن الدعوة إلى اجراء الانتخابات خطأً وطنياً وبمثابة اغتيال سياسي للنظام التوافقي الذي نحتكم إليه”، لافتاً الى “أن ثمة شغوراً آخرَ تبرز مخاطره، هو الشغور الذي سيلحق بالكلية الحربية، إذ للسنة الثانية، لن يكون هناك تلامذة طلاب يلتحقون بها، ليكونوا استمرارية للجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة والجمارك. فأي خلاف في وجهات النظر، سيؤدي الى الوقوع في الشغور الثاني من يحمي حقوق المقبولين من المرشحين؟”.
وناشد في عظة قداس الأحد في كنيسة الصرح في بكركي المعنيين بالأمر والحكومة، “الاسراع في حسم هذا الجدل، كي لا يدفع الشباب ثمن التباينات السياسية”، مشيراً الى “أن دعوتنا دائمة للشباب الى أن ينتسبوا إلى الدولة ويكونوا أبناءها وحُماتها. لكن، كيف ندعو شبابنا إلى الدولة والدولة تقفل الأبواب في وجوههم؟
ثقتنا بالمسؤولين ودعوتنا اليهم، ان يسرعوا في ايجاد حل لفتح ابواب الكلية الحربية، كي لا نكون امام شغور ثانٍ لا يقل خطراً عن الشغور الأول”.
وكان استهل عظته في مناسبة عيد الأب، قائلاً: “الأبوّة ثلاثة أنواع: الأبوّة الدمويّة وهي أبوّة والديّة تأتي من الزواج والإنجاب والتربية. والأبوّة الروحيّة وهي أبوّة كنسيّة أعني أبوّة الكاهن والأسقف والرئيس الرهباني. إنّها أبوّة لها مسؤوليّتها في تأمين خير من هم في إطار مسؤوليّاتها، وخيرهم الروحيّ والماديّ والمعنويّ. والأبوّة المعنويّة وهي أبوّة الرئيس المدنيّ، مثل رئيس الجمهوريّة والملك والأمير. هؤلاء مسؤولون عن تأمين الخير العام في الجمهوريّة والمملكة والإمارة، وهم المسؤولون عن الدستور لخير جميع المواطنين، والمسؤولون عن انتظام المؤسّسات، وإلّا دبّت الفوضى، وتزعزع الملك. وهكذا في كلّ أبوّة، الكرامة الأكبر هي الخدمة: فلخدمةٍ أكبر، كرامةٌ أكبر؛ ولكرامةٍ أكبر خدمة أكبر”.
وأضاف: “إنّنا نفهم معنى عدم وجود رئيس للجمهوريّة: إنّه رئيس يفاوض بملء الصلاحيّات الدستوريّة، ويطالب مجلس الأمن بتطبيق قراراته ولا سيما منها القرار 1559 المختصّ بنزع السلاح، والقرار 1680 الخاص بترسيم الحدود مع سوريا، والقرار 1701 الذي يعني تحييد الجنوب. وبعد ذلك يُعنى هذا الرئيس بألّا يعود لبنان منطلقًا لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد، وتحويله من واقع سياسيّ وأمنيّ إلى واقع دستوريّ يعطيه صفة الثبات والديمومة من خلال رعاية دوليّة. فالحياد هو في الأصل من طبيعة الكيان اللبنانيّ، ونظامه السياسيّ”.
وكان قد شدد الراعي في عظة سابقة على “اختيار شخصية استثنائية لرئاسة الجمهورية تتميّز بأخلاقيّتها ووطنيّتها وشجاعتها واتّزانها ونضجها فتسمو في الشرعية وتواجه أي تطاول عليها وعلى الكيان والدولة”.
وأضاف: “لتنفيذ القرارات الأممية لا سيما الـ 1559 والـ 1680 والـ 1701 الضامنة استقلال لبنان وسيادته وسلطته الشرعية وحدها على كامل الأراضي اللبنانية”.
مواضيع ذات صلة :
الراعي: لبنان لم ينتهِ ولن ينتهي بوجود قديسيه | الراعي يعبر عن أسفه لتصاعد الحرب ويؤكد على أهمية القمة الروحية | الراعي ينقُل خوف البابا على الوجود المسيحي في لبنان |