تحذيرات ومساعٍ متواصلة للتهدئة.. ولبنان يُواجه سيناريوهات “الحرب المحتملة”!

لبنان 24 حزيران, 2024

على وقع مساعي تجنيب لبنان حربًا كارثيّة النتائج، تتزايد دعوات ضبط النفس والتحذيرات من تدهور الأوضاع الميدانيّة إلى ما لا يحمد عقباه، في ظلّ استمرار التصعيد والقصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله.

فقد أطلقت واشنطن تحذيرًا جديدًا من صراع واسع في لبنان، جاء هذه المرة على لسان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة تشارلز براون، الذي حذّر من أن “أي هجوم إسرائيلي على لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع تنجر إليه إيران والمسلحون المتحالفون معها”.

وقال براون للصحافيين، قبل توقفه في الرأس الأخضر في طريقه للمشاركة في محادثات دفاع إقليمية في بوتسوانا: “حزب الله أكثر قدرة من حماس في ما يتعلق بالقدرات الشاملة وعدد الصواريخ وما شابه. وأود فقط أن أقول إنني أرى إيران أكثر ميلًا لتقديم دعم أكبر لحزب الله”.

ولم يكشف براون عن توقعه للخطوات التالية التي يمكن أن تتخذها إسرائيل، لكنه أقر بحقها في الدفاع عن نفسها، وحذر من أن شن هجوم على لبنان “يمكن أن يزيد من احتمال نشوب صراع أوسع، ولا سيما إذا تعرض وجود جماعة حزب الله للتهديد”.

مسعى عربي للتهدئة بعد زيارة هوكشتاين

في سياق متصل، تستمر التأويلات حول ما آلت إليه مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي لم يحمل مبادرة كي يكون هناك فشل أو نجاح لها، بل قام بمساعٍ للتهدئة وإبعاد شبح التصعيد تجنبًا لتوسيع الحرب في المنطقة.

في هذا الإطار، قال مصدر مطلع لـ “الأنباء” الكويتية، إنّ “اتصالات التهدئة مستمرة من خلال مسعى عربي يكمل ما توقف عنده الموفد الأميركي”.

وأضاف المصدر: “ما حصل من إشاعات وأخبار وصولًا إلى تحديد توقيت زمني لإعلان الحرب ومغادرة سفراء وسحب رعايا أجانب من لبنان، كان هدفه إيجاد حالة من التهويل، ما حدا بوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري إلى التدخل، والقول إن مواقع إلكترونية بثت أخبارًا لا أساس لها من الصحة، لجهة قيام دول أوروبية عدة بسحب دبلوماسييها ورعاياها من لبنان”.

إلى ذلك، توقف المراقبون في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، عند زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الخارجية الجديدة إلى عمّان، والتي تندرج ضمن سلسلة زيارات ولقاءات من باريس إلى الدوحة، والتي تهدف إلى تجنيب لبنان الحرب الواسعة التي بدأت تطل برأسها مع التهديدات الجديدة التي تطلقها إسرائيل.

في هذا السياق، فإنّ جنبلاط بدا متشائمًا في الأردن، إذ قال إنه يستشرف توسيع الحرب، خصوصًا وأن الإدارة الأميركية “المنتهية” لا تبدو أنها قادرة على منعها، وذلك في ظل تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإعلانه نيته نقل المزيد من قواته من غزّة إلى جبهته الشمالية.

خطة طوارئ الحرب

في ظلّ هذا الواقع، كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن وزارته “أطلقت خطة طوارئ الحرب، ورفعت الجاهزية الصحية لدى طواقمها الطبية”، بينما وضعت وزارة الشؤون الاجتماعية عددًا من السيناريوهات للمواجهة وللتخفيف من نتائج الحرب إذا ما وقعت.

وأوضح مصدر في وزارة الصحة لـ “الشرق الأوسط”، أن “الخطة تأتي في سياق العمل الاستباقي للحرب، حتى لا نتفاجأ بها كما حدث في عام 2006″، وقال إن الوزير “أشرف مع المسؤولين في الوزارة على خطّة المواجهة التي وضعت منذ أشهر، ويجري تحديثها بشكل دائم، كما تعقد لقاءات مع المؤسسات الدولية لدعم الوزارة، وهو يلقى تجاوباً بهذا الأمر”، مشيرًا إلى أن “خطة الطوارئ ليست نتيجة ورود معلومات بحتمية وقوع الحرب، لكن المسؤولية تفرض على وزارة الصحّة وكل الوزارات والإدارات الرسميّة أن تتحسّب لأي مفاجأة”.

بدوره، أكد وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجّار لـ “الشرق الأوسط” أن وزارته “تعمل منذ اليوم الأول للأحداث في الجنوب مع النازحين ومع القرى الصامدة الموجودة على خط المواجهة”، وأضاف: “أطلقت مبادرات، ووضعنا عددًا من السيناريوهات للمواجهة، وللتخفيف من نتائج الحرب إذا ما وقعت، لا سمح الله، مستفيدين من تجربة حرب عام 2006، ومن مأساة انفجار مرفأ بيروت”.

أمّا رئيس الهيئة العليا للإغاثة، اللواء محمد الخير، فأكد لـ “الشرق الأوسط”، أن الهيئة “على جاهزيّة تامة لمواكبة أي تطور”، مشيرًا إلى أن دورها “يركز على تقديم المساعدات الغذائية والفرش والأمتعة للمهجرين، كما يحدث الآن مع النازحين من الجنوب”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us