ميليشيات حليفة لإيران في لبنان


خاص 26 حزيران, 2024

سردية الدفاع عن لبنان، سقطت عند كل من يراقب الأحداث، واقتصرت كأغنية على لسان الممانعين، يستخدمونها لتغطية مشروع الحزب، تارة يتغنون بأنه هو من قرر الحرب وفتح الجبهة في 8 تشرين، وطوراً يعودون إلى “خبرية” أن السلاح للدفاع عن لبنان، لكنهم بالتأكيد يتناسون أنّ الأمين العام تعهد خلال حرب تموز بأنها الحرب الأخيرة

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

يعود الزمن قليلاً إلى الوراء، بصورة لأحد قادة الحشد الشعبي هادي العامري، الذي جال على الحدود الجنوبية، كما يعود لاستذكار كل العمليات التي تبنتها حركة حماس، والفصائل الأخرى منذ صباح 8 تشرين وإلى اليوم، للتأكد مرة تلو الأخرى، بأنّ سرديات حزب الله المتناقضة، والتي يعطيها جميعاً عنوان المقاومة والممانعة، إنما هي قصص تحت الطلب، لترويض كل من يخالفه الرأي، لا بل كلّ من يرى بعمق حقيقة هذا المشروع، المرتبط باعتراف الحزب، بالجمهورية الإسلامية ارتباطاً عضوياً، بل امتداداً لحرسها الثوري،الذي يقود من طهران، برعاية المرشد، خطة التوسع الإيراني في المنطقة.

سردية معادلة “جيش شعب مقاومة”، بدت هزلية في السنوات الماضية. لم تكن هذه السردية سوى ثلاث كلمات مظلومة، تم إعفاؤها من معانيها كافة. فلا المقاومة مقاومة للدفاع عن لبنان، باعتبار أنها تقاتل في كل دول المحور، من اليمن إلى سوريا إلى العراق، إلى حيث يطلب الحرس الثوري التدخل، ولا الشعب شعب واحد خلف هذه المعادلة، بل قسمه حزب الله بمشروعه العابر للحدود، إلى شعوب متعددة،ولا الجيش ترك له أن يقوم بدوره، فبات جزءاً بحكم الاضطرار، في معادلة ليس له فيها إلّا الحق بما تيسر من مهمات.

سردية الدفاع عن لبنان، سقطت عند كل من يراقب الأحداث، واقتصرت كأغنية على لسان الممانعين، يستخدمونها لتغطية مشروع الحزب، تارة يتغنون بأنه هو من قرر الحرب وفتح الجبهة في 8 تشرين، وطوراً يعودون إلى “خبرية” أنّ السلاح للدفاع عن لبنان، لكنهم بالتأكيد يتناسون أنّ الأمين العام لحزب الله، تعهد كسائر التعهدات، خلال حرب تموز بأنها الحرب الأخيرة.

في خرق جديد لسردية الدفاع عن لبنان، وسردية “جيش شعب مقاومة”، أكدت معلومات أنّ مجموعات غير لبنانية من محور إيران دخلت فعلاً إلى لبنان، لمساندة الحزب في أي حرب قد تحدث.

حزب الله إلى الآن، وعلى لسان أمينه العام، يقول بأنّ هذا الدعم شرف لم يحصل، لأن الحزب لديه ما يفيض عنه من العديد، لكن ذلك كله يضيء على مسلمة، أنّ الحزب لا مشكلة لديه بقدوم ميليشيات عراقية أو غيرها إلى لبنان، كما حصل في سوريا، فهي إذاً مشاركة في الحرب، في توقيت يحدده الحزب، طبعاً تحت أنظار المعادلة الابتكارية الفائقة الهشاشة “جيش شعب مقاومة”.

هي المعادلة التي لم يعد يصدقها من هندسوها، أما لبنان فهو المسرح الدائم، المخضب باللون الأحمر، والمغطى بسحب الدخان، الذي تستثمره طهران على طاولة الكبار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us