بكركي لا تخاصم.. وبارولين من عين التينة: المسؤولية ليست فقط مسيحية!
استأنف أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، حراكه في لبنان، بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.
وبعد اللقاء أجاب الكاردينال بارولين على أسئلة الصحافيين، وقال: “الحوار مع الرئيس بري كان جيدا، تحدثنا عن الوضع في لبنان والحلول المحتملة وليس من المستبعد إيجاد الحلول لكنها ليست مهمتي إنما هي مهمة السياسيين العمل من أجل ذلك، كما نقلنا لرئيس المجلس رغبة قداسة البابا وسعادته بإنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.
وردا على سؤال، عما اذا كان الوضع في لبنان معقدا وأسباب الازمة داخلية أم خارجية، أجاب بارولين: “ربما لانها هي تحديات سياسية وربما أيضا لان هناك أطرافا عدة وهناك وجهات نظر سياسية متعددة، نعم هناك أبعاد داخلية للازمة وكذلك أبعاد خارجية لكن الحل يبدأ من هنا وفي لبنان”.
وعن أجواء لقائه بالرئيس نبيه بري؟ قال: “اللقاء كما قلت كان جيدا تحدثنا بطريقة شفافة ومنفتحة وكل واحد منا عبر عن وجهة نظره، وهذه نقطة إنطلاق جيدة بالنسبة الينا كما شرحنا وجهة نظرنا”.
وردا على سؤال عما اذا كانت المشكلة هي مسيحية؟ أجاب بارولين :”المشكلة هي مسؤولية الجميع، وطبعا المسيحيون تقع عليهم مسؤولية لا سيما في مسألة إنتخاب الرئيس لكن بالطبع هم ليسوا وحدهم، هناك فئات وأطراف أخرى من المجتمع كلهم يجب ان يتحملوا المسؤولية”.
وختم بارولين: “الحلّ يبدأ من هنا”.
في السياق جدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، دعوته إلى الصلوات لأجل إنهاء الحرب.
ووجّه نداء إلى البطاركة والمطارنة والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات، والإقليميّين والإقليميّات، أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، جاء فيه:
“إنّنا بنتيجة اجتماعنا حول الكاردينال بيترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان إتّخذنا توجيه هذا النداء: تُقام في جميع كنائسنا في لبنان والأراضي البطريركيّة وبلدان الانتشار الصلوات يوميّ السبت والأحد المقبلين 29 و30 حزيران من أجل إنهاء الحرب في غزّة وجنوب لبنان، وإحلال سلام عادل وشامل فيهما”.
وكانت الأنظار قد اتجهت أمس نحو الصرح البطريركي في بكركي، حيث لبت كل الطوائف، باستثناء المكون الشيعي، دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للقاء امين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.
وسط ذلك، شدد الكاردينال بارولين على أن “النموذج اللبناني يجب المحافظة عليه في هذه المنطقة التي تشهد أكثر من صراع”، وأمل “بتعاون الجميع للوصول الى مخارج من الأزمة وايجاد حلول تحمل الأمل للبنان وشعبه”.
وخاطب البطريرك الراعي الحاضرين قائلاً: “نحن سعداء بهذا اللقاء، بوجود هذه العائلة اللبنانية التي تعيش اليوم مرحلة صعبة جداً، وأتمنى أن نطلق تذكيراً بأهمية الصلاة من أجل السلام وانتهاء الحروب التي لم تعد المنطقة ولا لبنان قادرين على تحملها. كما نتمنى أن تكون زيارتكم مناسبة لإحلال السلام في لبنان، ونوجّه لقداسة البابا فرنسيس من خلالكم، كل الاحترام والصلوات، هو الذي لا يكفّ عن ذكر لبنان والصلاة له وهذا يعطينا أملاً نحن بأمسّ الحاجة اليه، فنحن أبناء الأمل والرجاء”.
ثم ألقى الكاردينال بارولين كلمة نقل عبرها تحيات البابا فرنسيس “الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي بإهتمام الفاتيكان باعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش سوياً والعمل من أجل خير لبنان”. وأضاف: “اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل الى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعناً اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة”.
وقال الراعي أن “اللقاء في بكركي كان مهمًّا ونأمل بأن تكون ثماره جيّدة”.
المقاطعة الشيعية: عتب على الراعي
وبالعودة إلى المقاطعة الشيعية، كشفت اوساط “المجلس الشيعي” لـ”الديار” ّ إنّ التوجه كان في مشاركة الشيخ الخطيب وأكدنا لبكركي المشاركة ولكن فوجئنا بمواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الاحد والتي وصف فيها عمليات المقاومة بالارهاب.
وتؤكد الاوساط ان المجلس الشيعي حريص جداً على تطوير العلاقة مع الفاتيكان ويقدر مواقفه من القضية الفلسطينية.
وعن العلاقة مع بكركي بعد مواقف الاحد، تكشف الاوساط ان لا قطيعة معها والعلاقة مستمرة وعصر امس شارك الاب عبدو ابو كسم ممثلاً البطريرك في ندوة “عن كتاب الغدير والإمامة”.
من جهته قال المونسنيور عبدو أبو كسم والذي مثل البطريرك الراعي في احتفال بمقرّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لإطلاق كتاب “الغدير والإمامة” أنّ “البطريرك الراعي قد أصرّ على المشاركة في هذا الاحتفال ونقل رسالة مصارحة ومصالحة لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في مسعى لتأمين تواصل بين بكركي والمجلس الشيعي، وذلك في إطار التلاقي وتبديد أي أجواء سلبية نتيجة مقاطعة المجلس لمأدبة الغداء التكريمية للكاردينال بيترو بارولين”.
وقال المونسنيور أبو كسم لـ “الديار”: “نزلنا وقلنا له للشيخ علي الخطيب قلبنا كبير وأتينا للمصالحة، والموضوع لا يتحمل هذا القدر من ردة الفعل، وإن كان هناك من سوء فهم في هذا الإطار، فمن الأجدى أن نتواصل اليوم وأن تشارك في مأدبة الغداء وألا تحصل هذه المقاطعة، أجابني بأن الجو مشحون، فقلت له إن هدف الزيارة هو إزالة هذه الأجواء المشحونة، لأن الخبرية لا تتحمل ما حصل، فنحن نكن الاحترام للجميع ونسامح الكل ولبنان هو أكبر منا جميعاً وعلينا الحفاظ على وحدته، فبكركي لا تخاصم أحداً وبكركي قلبها مفتوح وبكركي تريد الحفاظ على وحدتنا مع بعضنا”.
مواضيع ذات صلة :
الراعي: لبنان لم ينتهِ ولن ينتهي بوجود قديسيه | الراعي يعبر عن أسفه لتصاعد الحرب ويؤكد على أهمية القمة الروحية | الراعي ينقُل خوف البابا على الوجود المسيحي في لبنان |