محمد رعد لم يكذب!
لم المفاجأة؟! هل جديد على التابعين للحزب نبذ ثقافة الحياة؟ هل جديد عليهم شيطنة كل من لا يشبههم؟ أو هل هي المرة الأولى التي يحاولون فيها فرض ثقافتهم!
لم يكن الحزب يوماً لبنانيّ الهوى، هو ذو ثقافة إيرانية، ثقافة تعارض كل مظاهر الحياة وتفرض إيديولوجيتها على المحيط.
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
لماذا كل هذه الضوضاء حول ما قاله نائب حزب الله، محمد رعد. ولم المفاجأة؟! هل جديد على التابعين للحزب نبذ ثقافة الحياة؟ هل جديد عليهم شيطنة كل من لا يشبههم؟ أو هل هي المرة الأولى التي يحاولون فيها فرض ثقافتهم!
لم يكن الحزب يوماً لبنانيّ الهوى، هو ذو ثقافة إيرانية، ثقافة تعارض كل مظاهر الحياة وتفرض إيديولوجيتها على المحيط.
محمد رعد لم يخطئ في ما قاله، هو ببساطة كان صادقاً، متماهياً وقناعاته، حينما اعتبر أنّ “بعض اللبنانيين الذين يريدون أن يذهبوا إلى الملاهي وإلى الشواطئ يدمّرون البلاد”، واصفاً إياهم بـ”النزقين الذين يبحثون عن الراحة والاستجمام”.
وليس بعيداً عن كلام رعد، الخطاب الذي انتشر لأحد مشايخ حزب الله في الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث اتهم فريقاً لبنانياً بالدعارة، ووصفهم بـ “الأنجاس”، واعتبر أنّ “من يريد رؤية نسائه على شواطئ جونية والمعاملتين وجبيل”، فلينتخب هذا الفريق.
ومن منّا تناسى مواقف السيد سامي خضرا، الذي هاجم بشدّة النساء اللواتي يعرضن صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي، وشيخ آخر شبّه المرأة الموظفة بالتاكسي التي يستقلها العديد من الركاب!
ببساطة، هذه الصورة هي صورة “حزب الله”، ولو اقتربنا أكثر مما يحصل في البيئة وفي البلدات، من فرض المسابح الشرعية ومنع الاختلاط ومنع أيّ مظاهر تتعارض والإيديولوجيا لأدركنا أنّ هذا الواقع قائم منذ سيطر الحزب على الجنوب، أو لنقل منذ حرّره ليحتله فكرياً، فصبغ القرى بصبغة واحدة يريدها ويشيطن من يعارضه بها!
وبعيداً عمّا قاله محمد رعد، فالأزمة ليست مما يراه، ولا برأيه، بل في محاولة ربط ما يحصل بأحداث الجنوب وتوصيف بعض اللبنانيين على أنّهم يحملون العداء لهذا الجزء من البلد!
وهنا دخلنا في بوابة النفاق، فمن يتابع الجنوب، يرى بحر صور يزدحم بالرواد، ومعظم هؤلاء ينتمون إلى الثنائي الشيعي ويعتبرون بفعلهم هذا أنّهم يقاومون، وعندما نتابع نرى أيضاً فيديوهات لأعراس يقيمها أبناء قرى الحزب الحدودية تحت النيران في تحدٍّ للقصف الإسرائيلي، ونرى السهرات تعقد والحياة تستمرّ ونقرأ هؤلاء يتفاخرون بما يفعلون ويؤكدون أنّ إسرائيل لم تنتصر بمنعهم عن متابعة يومياتهم بشكل طبيعي!
إذاً، هذه البيئة التي هي بيئة حزب الله ترى بثقافة الحياة مقاومة، ومحمد رعد يراها عداء للبنان، وطبعاً هو لا يقصدهم، هو يقصد اللبنانيون خارج نطاق الجنوب أما من هم بالجنوب فحتماً يصفّق لهم محمد رعد ويؤكد على أنّهم أبطال، ومن أفضل من الحاج محمد رعد ليوّزع أوسمة البطولات!
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |