إيران تبحث عن “الشرعية”.. الانتخابات الرئاسيّة انطلقت والخيارات محدودة!
في ظلّ منافسة بين أربعة مرشحين، جميعهم رجال في الخمسينيات أو الستينات من العمر، انطلقت صباح اليوم، الانتخابات الرئاسية الإيرانيّة، حيث تترقّب طهران اختيار الإيرانيّين للرئيس الجديد، بعد وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، إثر حادث تحطم مروحيته الشهر الماضي.
صباحًا، كشف وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي، أنّ الإيرانيين بدأوا اليوم الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد.
ومن المنتظر أن تستمر عملية التصويت 10 ساعات، حيث ستنتهي بحدود الساعة السادسة بحسب التوقيت المحلي، وفقًا للقانون، وقد يتم تمديدها “إذا كانت هناك حاجة لذلك”، وفق ما ذكر رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية محمد تقي شاهجراغي، على أن يتم الإعلان عن ذلك من قبل وزير الداخلية. مع الإشارة إلى أنّه عادة ما يتم تمديد فترة التصويت حتى منتصف الليل.
ودُعي حوالي 61 مليون ناخب للتوّجه إلى صناديق الاقتراع الموزّعة على 58 ألفاً و640 مركزًا انتخابيًا تنتشر في أنحاء البلد.
وكما في الداخل، كذلك بدأت عملية التصويت خارج البلاد رسميًا، مع انطلاق عملية التصويت للرعايا الإيرانيين المقيمين في نيوزيلندا.
في السياق، يتنافس في هذه الانتخابات أربعة مرشحين، هم: مصطفى بور محمدي، مسعود بزشكيان، سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف. وإذا لم يحصل أيّ من هؤلاء المرشّحين على الأغلبية المطلقة من الأصوات، تُجرى جولة ثانية في الخامس من تموز/ يوليو، وهو أمر لم يحدث إلا مرة واحدة في عام 2005، منذ قيام الجمهورية الإسلامية قبل 45 عامًا.
ورغم استبعاد أن تؤدي الانتخابات إلى تحول كبير في سياسات إيران، غير أنّ نتائجها قد تلقي بظلالها على اختيار خليفة المرشد الأعلى علي خامنئي البالغ من العمر 85 عامًا والذي يشغل المنصب منذ 1989.
إذ دعا خامنئي إلى إقبال كبير على التصويت، وقال للتلفزيون الرسمي بعد الإدلاء بصوته “متانة وقوة وكرامة وسمعة الجمهورية الإسلامية تعتمد على التواجد الشعبي.. الإقبال الكبير ضرورة قصوى”، وذلك في مسعى لتبديد الأزمة التي تواجه شرعية النظام بسبب السخط الشعبي إزاء الصعوبات الاقتصادية وتقييد الحريات السياسية والاجتماعية.
فهذه الدعوة تأتي في وقت تتخوف طهران من تكرار سيناريو ما جرى خلال الانتخابات النيابية الماضية، حيث كانت نسبة المشاركة منخفضة بشكل قياسي، لا سيما أن أغلب المرشحين هم من المحافظين المتشددين باستثناء مرشح إصلاحي واحد هو مسعود بزشكيان.
فيما يُتوقع صدور أولى التقديرات لنتيجة التصويت السبت، على أن تصدر النتائج الرسمية في موعد أقصاه الأحد.
هذا وتداول الإيرانيون على نطاق واسع وسم (هاشتاغ) #سيرك_الانتخابات على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسط دعوات من نشطاء في الداخل والخارج إلى مقاطعة التصويت، قائلين إن من شأن نسبة المشاركة العالية أن تضفي شرعية على النظام الإيراني.
مواضيع ذات صلة :
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد |