“لا رابح في الحرب”.. الراعي يناشد ضمائر المسؤولين!
في وقت لا تزال فيه العلاقة بين بكركي وحارة حريك، متوترة، وفيما ينشط وسطاء على الخطين، ما زالت بعض الجهات التابعة لحزب الله تعمل على زيادة التشنيج من خلال تصريحات لا طائل منها ولا تساهم إلاّ في بثّ التفرقة!
ولانّ بكركي “تجمع”، فها هي عظات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لا تحمل إلاّ رسائل الإنسانية والسلام.
وكان الراعي قد لفت خلال ترؤّسه قدّاسًا إلهيًّا في كنيسة الصّرح البطريركي في بكركي، إلى “أنّنا نصلّي من أجل إيقاف الحرب في غزة وجنوب لبنان، وإحلال سلام عادل وشامل فيهما”، مشدّدًا على أنّ “إلهنا إله سلام وأخوة لا إله حرب”.
وأوضح أنّ “الحرب تدمّر جنى الأعمار، تقتل المواطنين المسالمين، وتهجّر الآمنين من بيوتهم. وفي الحرب ليس من رابح، بل الجميع خاسرون”، مركّزًا على “أنّنا نصلّي إلى إله السّلام والأخوّة، كي يمُسّ ضمائر أمراء الحرب ويحوّلهم إلى فاعلي سلام، ففي الحرب الكلّ خاسرون وضعفاء”.
وشدّد الرّاعي على “أنّنا كم نتمنّى لو أنّ الّذين يتعاطون الشّأن السّياسي يدركون أنّهم مدعوّون ليقدّسوا ويتقدّسوا في عملهم السّياسي، لأنّه بالأساس هو فنّ شريف موجّه لخدمة الشّخص البشري، ولإنمائه بكّل أبعاده، ولتوفير العدالة والسّلام والاستقرار الأمني بمؤسّسات الدّولة النّظاميّة، فيسارعون إلى الاهتمام بشؤون الشّعب الاجتماعيّة الاقتصاديّة والأمنيّة، وينتخبون رئيسًا للجمهوريّة وفقًا للدّستور الواضح والصّريح، ما يعيد ثقة المواطنين بشخص الرّئيس وبمؤسّسات الدّولة الدّستوريّة”.
وكان الراعي قد استقبل أمس لنائب فريد هيكل الخازن.
وبعد اللقاء قال الخازن “بكركي دائماً على حقّ وأستنكر الكلام الذي طال البطريركية المارونية”، مشيراً إلى ان “ردود الفعل على مواقف الراعي في غير محلّها والبطريرك يرفض وصف حزب الله بالإرهابي”.
أضاف الخازن: “ما حصل “غيمة ولازم تمرق” ونحن اليوم في لبنان يجب أن نتفهّم بعضنا البعض والظّرف يتطلّب التكاتف ونحن بأمسّ الحاجة إلى مواقف بكركي التي تجمع اللبنانيين ولا تفرّقهم”.
وختم: أنا ضدّ الحرب وضدّ “وحدة الساحات” ولكن اليوم “مش وقت نصفّي حساباتنا”.
يشار إلى أنّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كان قد قاطع اللقاء الذي عقد في بكركي مع أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.
وفي حينها أوضح مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، في تعليق على المقاطعة التي أتت كردّ على عظة البطريرك التي أشار فيها إلى “الأعمال الإرهابية”.
وقال أبو كسم إنّ “الاخوان اعتبروا أن تلك “لطشة” للمقاومة واتهامها بالارهاب والشيخ علي الخطيب اعتذر في آخر لحظة عن الحضور، لا أريد أن أبرر كلام البطريرك الراعي، وعلينا أن نرى مواقف البطريرك حول المقاومة منذ الأساس”، كما ذكر أن الراعي سبق وحيّا المقاومة منذ أن تم تنصيبه، وكشف أنه كان يمثل الراعي في مناسبات حزب الله، و”كل هذا يدل على اعترافه بوجودهم”، مشيرا إلى أن “هذا يدل على أننا نعترف بالمقاومة لكن هناك أمور نختلف عليها، من ضمنها السلاح والحياد”.
وذكر أن الراعي لم يقصد المقاومة بالإرهاب “بل سلوك الإرهاب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن “الحل برأي كان أن يكون هناك اتصال والسؤال عن المقصد”.
وأشار إلى أنه لا يعتقد أن هناك مقاطعة من حزب الله لبكركي.
وشدد على أنه “لم يكن هناك نية سيئة في كلام الراعي وهو لم يعرف بوجود جو التشنج”.
مواضيع ذات صلة :
كم بلغ عدد الشهداء والجرحى منذ بدء الحرب؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | إنقسام في كواليس الفريق الممانع بين مَن يدعو إلى مواصلة الحرب ومَن يعترف بصعوبة الوضع |