مصلحة باسيل إنتقلت من حارة حريك الى عين التينة… ماذا في كواليس التفاهم الرئاسي المستجد مع برّي؟


خاص 2 تموز, 2024

بات باسيل اليوم وحيداً يبحث عن حلفاء فلا يجدهم، في ظل ابتعاد المكوّن الشيعي الابرز الذي كان يرتاح له رئيس “التيار”، لذا غيّر اتجاهه السياسي منذ فترة، بعدما فقد أمل المصالحة النهائية مع حارة حريك، حيث الفتور و”الزعل” ما زالا حاضرين لأنّ الجرّة كُسرت

كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

تبدو” زلّات” لسان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل غائبة منذ فترة طويلة عن عين التينة، ولا عودة إليها لأنّ الإنفتاح ما زال متجهاً نحو رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بعدما حطّ على مدى عقود من الزمن في حارة حريك، لكن تبدو المصالح الخاصة اليوم مغايرة، لذا غيّرت إتجاهها بحسب التطورات والمستجدات على الساحة السياسية، فيما كانت “زلّات” لسان باسيل قائمة بقوة، وضد أي سياسي يوجه له مختلف تعابير الانتقاد حتى ولو كانت بسيطة، فيحاول على أثرها ضبط الوضع من خلال ردود عنيفة، تقضي على ما تبقى من علاقة.

الى ذلك بات باسيل اليوم وحيداً يبحث عن حلفاء فلا يجدهم، في ظل إبتعاد المكوّن الشيعي الابرز الذي كان يرتاح له رئيس “التيار”، لذا غيّر إتجاهه السياسي منذ فترة، بعدما فقد أمل المصالحة النهائية مع حارة حريك، حيث الفتور و” الزعل” ما زالا حاضرين، لأنّ الجرّة كُسرت وفق مصادر الطرفين، والوساطات لم تعد تنفع أو تفعل فعلها على أثر تصريحات اطلقها ضد الحزب “الزعلان” جداً من حليفه السابق، أي باسيل الذي خفّض سقف هجومه منذ أيام ضد حزب الله، وعاد إلى توجيه الغزل بالمباشر من خلال إعادة التقرّب منه قائلاً: “عندما تريد إسرائيل الاعتداء علينا فحتماً سنكون مع بعضنا، وللأسف بعض الناس يدافعون عن إسرائيل ويحملّون مسؤولية ما يجري للمقاومة”، لذا يقف رئيس ” التيار” اليوم على رصيف الإنتظار، علّ الحزب ينفتح عليه مجدّداً، فيما الحقيقة ظاهرة للعلن وبوضوح تام، فحزب الله لم يعد يصدّق ما يقوله الحليف السابق.

في السياق ووفق معلومات “هنا لبنان” فرئيس التيار الوطني الحر منفتح في هذه المرحلة إلى أبعد الحدود على قاطن عين التينة القوي سياسياً، لأنّ باسيل محتاج إلى من يسانده في هذه الظروف الصعبة التي أبعدته عن الجميع، لذا يقوم بتخطي رواسب الخلافات الماضية وترميم العلاقة مع حركة أمل، وهذا ما برز منذ فترة إذ لم يعد رئيس” التيار” ضيفاً ثقيلاً على نشرة أخبار الشاشة التابعة لرئيس المجلس والعكس صحيح، كما أنّ الشاشة البرتقالية خففت لهجتها العدائية ضد برّي.

في غضون ذلك تشير الكواليس السياسية إلى أنّ الرجلين باتا متقاربين أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً بعد فشل زيارات الموفدين الدوليين والمبادرات الداخلية التي لم تصل إلى مبتغاها، لذا يعملان على طرح رئاسي ثنائي، ينطلق من عين التينة ويسعى لفتح قنوات ديبلوماسية مع سفراء اللجنة الخماسية، مع مفاتيح لحلحلة مشكلة الحوار، ومن ثم فتح أبواب المجلس النيابي لإنتخاب رئيس ضمن دورات متتالية، مع أسماء مرشحين يعتبرهم باسيل ضمن الخيار الثالث، وأفيد عن تقديمه ثلاثة أسماء جديدة لهذا المنصب، يمكن وضعهم ضمن خانة المرشحين البعيدين عن الاستفزاز وفق مصادر التيار الوطني الحر، التي رفضت إعلان أسمائهم عبر الإعلام كي لا يحترقوا، وفق تعبير المصادر البرتقالية رداً على سؤال موقع “هنا لبنان”.

وعلى خط الكواليس فالتوافق قائم مع برّي على تأمين حضور 86 صوتاً، إنطلاقاً من مسعى باسيل للتقارب مجدّداً بطريقة أكثر فعالية مع النواب التغييريين لإستمالتهم وتأمين ما يخطط له مع رئيس المجلس النيابي، وعندها قد يحصل حوار بمَن حضر، بهدف خلق تشاور مع نسبة حضور مطلوبة من دون نواب القوات اللبنانية، تحت عنوان التوافق على اسم الرئيس المقبل، على ان يترأس برّي جلسة التشاور ومن ثم كلمات لرؤساء الكتل النيابية للوصول إلى اتفاق على إسم الرئيس، وينطلق برّي وباسيل من اعتبار ما يقومان به بأنه تدبير فرضته الظروف الاستثنائية، وفي حال لم يتحقق ما يسعيان إليه، سيدعو رئيس المجلس الى جلسات انتخاب متتالية بمعدّل 3 أيام في الأسبوع، على أن تعقد 4 جلسات في اليوم، مع حضور 86 نائباً أي أكثرية الثلثين لتأمين الميثاقية، وعندها يصبح كل شيء ضمن القانون، فيقرّر برّي الدعوة إلى الحوار حتى بغياب حزب القوات،على الرغم من أنّ موقفه في هذا الإطار كان مغايراً، إذ سبق أن أعلن أنه لن يقوم بذلك في حال لم تشارك القوات، مع تأكيد رئيس المجلس على عدم الربط بين الاستحقاق الرئاسي والحرب في الجنوب وغزة.

إنطلاقاً من هنا يبقى السؤال المطروح بقوة من قبل المراقبين: “إلى أي مدى وصلت الثقة التي لطالما كانت مغيّبة بين برّي وباسيل إلى الجديّة اليوم؟ وهل هنالك ثقة حقيقية متبادلة أم أنّ المصالح الخاصة تطغى بالخفاء على علاقة الطرفين؟”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us