تطوّر قضائي يتعلّق بالهجوم على السفارة الأميركية.. إليكم التفاصيل!
ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي على السوري قيس فراج بجرم الانتماء الى تنظيم “داعش” الارهابي، والقيام بأعمال ارهابية تمثلت بالهجوم المسلح على مبنى السفارة الاميركية في عوكر في الخامس من حزيران الماضي، واطلاق النار عليه بكثافة، في محاولة منه لقتل حراسها، كما اقدم على حيازة اسلحة حربية غير مرخصة.
وادعى عقيقي ايضاً على شخصين آخرين بجرم الاتجار بالاسلحة الحربية غير المرخصة، وهما اللذان باعا فراج الرشاش الحربي والذخائر التي استخدمها في الهجوم المسلح على مقر السفارة الاميركية.
يذكر ان القضاء لم يستجوب فراج بعد، لكونه ما زال قيد العناية الفائقة في المستشفى العسكري في بيروت بسبب الإصابة الخطيرة التي لحقت به جراء إطلاق النار عليه من قبل الجيش اللبناني.
وفي وقت سابق، كانت قد أضاءت “الشرق الأوسط” على آخر المعطيات المتعلقة بهذا الملف.
إذ كشف مصدر قضائي أنّ “عدد الموقوفين في هذه العملية ارتفع إلى 21 شخصاً، بينهم منفذ العملية السوري قيس فرّاج الذي ما زال يخضع للعلاج في المستشفى العسكري في بيروت، ووالده وشقيقه والأشخاص الذين كان على تواصل دائم معهم، بالإضافة إلى رجال دين كان يتلقّى دروساً دينية لديهم”.
وقال المصدر لـ”الشرق الأوسط” إنّ عدد الموقوفين ربما يتراجع أو يرتفع في الساعات المقبلة وفق تطورات التحقيق، وهناك “تقييم أمني يخضع له المحيطون بمنفذ العملية، بدءاً من تفريغ المعلومات الموجودة في هواتفهم واستقصاء معلومات شخصية عن سلوكهم وعلاقاتهم، لمعرفة ما إذا كان هناك خليّة أمنية مرتبطة بتنظيم (داعش) أو غيره من التنظيمات الإرهابية”.
وقال المصدر نفسه: “لا شكّ أن قيس فرّاج لديه ميول متطرفة، وأن الحرب الإسرائيلية على غزّة هي المحفّز لهذه العملية، لكن المؤشرات والمعطيات المتوفرة حتى الآن تستبعد وجود عمل أمني منظّم، وإلّا لكانت العملية أكبر، وربما أوقعت عدداً من الضحايا، وهذا ما يقدّم فرضيّة العمل الفردي، رغم خطورته”.
في السياق أكد مصدر أمني لـ”الشرق الأوسط” أن “كل الاحتمالات تبقى واردة، ولا يمكن إسقاط أي فرضية عن عمل بهذه الخطورة”، مشيراً إلى أن المعطيات “تفيد بأن المنفذ أجرى قبل أيام من الهجوم استطلاعاً للمنطقة، وراقب السفارة والطرق المؤدية إليها، وهو ما مكنه من التنقل حول السور الخارجي لها، وإطلاق النار على مداخلها”.
في المقابل، كشف مصدر أمني لـ “الأنباء الكويتية” أنّ “بقاء الفراج على قيد الحياة من شأنه ان يوفر المزيد من المعلومات التي لا تنحصر بالتهديدات الأمنية الإرهابية في الداخل اللبناني، انما تتجاوزه إلى الدول الشقيقة والصديقة. والسبب الاساسي الذي بنى المحققون عليه هذا الاستنتاج، هو ان التحقيقات المكثفة التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وتلك التي تجريها أجهزة أمنية رسمية أخرى، توصلت إلى نتيجة حاسمة أثبتت ان الفراج ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي، ويرتبط مع أحد قادة هذا التنظيم في العراق، الذي أعطى الفراج التوجيهات والتعليمات للتركيز على تنفيذ عمليات تستهدف المصالح الأميركية في لبنان”.
وأكد المصدر ان “التحقيقات، لاسيما الفنية وما أدلى به جميع الموقوفين، قد حسمت مسألة ان الفراج بايع داعش العراق، وبعد مبايعته بدأ بدعوة محيطه إلى تأييد داعش وانتهاج فكره، اما المهم في التحقيقات كلها، انها تقاطعت حول نقطة أساسية، وهي ان الفراج لا ينتمي إلى خلية، انما هو من “الذئاب المنفردة”، وانه اشترى السلاح الذي استخدمه في العملية من أحد تجار السلاح، وعمد إلى تأمين المستلزمات الأساسية للقيام بهذه العملية الارهابية”.
وشدد المصدر “على أهمية سرعة مديرية المخابرات وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الاخرى في التعامل مع الحادث، من خلال المسح الميداني والتوقيفات التي حصلت، وصولا إلى جلاء معظم الملابسات، مع الأمل ببقاء الفراج على قيد الحياة لتتبين الأمور، التي عادة ما تحتفظ بها الذئاب المنفردة لنفسها”.
وفي وقت سابق، كان قد أكّد النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجّار لـ”هنا لبنان” أنّ لا شيء محسوماً بعد حول كيف اشترى منفذ عملية السفارة الأميركية الأسلحة أو كيف قام بالعملية وحالياً هناك تحقيق مع والده واشقائه واصدقائه لمعرفة ما إذا كان على علاقة بخلية أمنية.
وكانت وسائل إعلام لبنانية قد أشارت إلى أنّ “منفذ عملية السفارة الأميركية عمل بمفرده وليس ضمن خلية واشترى السلاح والذخيرة من ماله الخاص واستطلع السفارة الأميركية عبر Google”.
وبالعودة إلى الحادثة، كانت قد تعدّدت الروايات حول عدد المسلحين الذين نفذوا الهجوم، فيما نفى مصدر أمني لـ”هنا لبنان”: ما تردد عن وجود ثلاثة أو أربعة مسلحين هاجموا مبنى السفارة، وقال “كل المعلومات وصور الكاميرات تبيّن أنّ منفذ العملية شخص واحد ويقيم مع عائلته في بلدة الصويري البقاعية، وأنّ الأخير انتقل من البقاع إلى بيروت عبر حافلة لنقل الركاب وكان يخبئ السلاح الذخيرة داخل حقيبة “هاند باغ”، ومن بيروت تنقل بواسطة سيارات أجرة إلى منطقة عوكر، وعلى بعد مئات الأمتار ترجل من السيارة ودخل سيراً على الأقدام بين الأحراج حيث أخرج الرشاش والجعبة واقترب من سور السفارة وبدأ عملية إطلاق النار”.
وأشار المصدر إلى أنّ المنفذ “ظلّ يطلق النار لنحو 15 دقيقة ثم اشتبك مع الجيش اللبناني الذي أطلق النار عليه، وبالفعل تمكن المهاجم من إصابة سور السفارة والمدخل المخصص للأشخاص والآخر المخصص للسيارات بعشرات الطلقات النارية”.
مواضيع ذات صلة :
مالي… القوات المسلحة تقضي على إرهابي معروف | اليونان في حالة تأهب قصوى لـ”ضربة محتملة” | “مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب ومكافحة المخدرات”… بين لبنان والعراق! |