وسط الانشقاق في إسرائيل حول “هدنة غزة”.. الجهود تتواصل لوقف شامل لإطلاق النار
وسط جهود مكثفة لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار في غزة، يطالب القادة العسكريون الإسرائيليون الكبار ببدء تطبيق وقف للنار، حتى ولو كان من شأنه ابقاء حماس في السلطة في الوقت الحاضر، مما يوسع الخلاف بين الجيش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يعارض هدنة تتيح للحركة النجاة من الحرب.
وفي السياق، بحث وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي، مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، آخر المستجدات في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة للتوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار وتعزيز الاستجابة الإنسانية لاحتياجات المدنيين في قطاع غزة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد دعم دولة الإمارات للمساعي الأميركية المبذولة بالتعاون مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار بما يسهم في حماية أرواح كافة المدنيين.
وشدد على أن تفاقم المعاناة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة يحتّم ضرورة العمل بوتيرة متسارعة ومنسقة ومستدامة لتلبية احتياجاتهم العاجلة وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لهم.
وأكد وزير خارجية الإمارات إلى أهمية إنهاء التوتر والتطرف والعنف المتصاعد في المنطقة والسعي نحو إيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات بهدف تحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين.
ويأتي الاتصال وسط مساعي من الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة لإتمام هدنة جديدة بناء على مقترح من الرئيس الأمريكي جو بايدن طرحه نهاية أيار الماضي، وسط اختلافات بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية.
وبحث الاتصال الهاتفي “الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار وتعزيز الاستجابة الإنسانية لاحتياجات المدنيين في قطاع غزة”.
انشقاق بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي حول هدنة غزة
فقد كتب رونين بيرغمان وباتريك كينغسلي وناتان أودنهايمر في صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الجنرالات يعتقدون أن الهدنة هي الطريقة الأفضل لتحرير 120 رهينة لا يزالون في الأسر في غزة، وفقاً لمقابلات مع 6 مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين.
ونظراً إلى افتقارهم للتجهيزات لخوض مزيد من القتال في أطول حرب تشهدها إسرائيل، يعتقد الجنرالات أيضاً بأن قواتهم تحتاج إلى وقت للتعافي في حال اندلاع حرب برية ضد حزب الله، الميليشيا اللبنانية التي تقاتل على مستوى منخفض منذ أكتوبر (تشرين الأول)، وفق مسؤولين.
ويرى مسؤولون أن هدنة قد تسهل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله. وكان الحزب قال إنه سيواصل القتال، حتى توقف إسرائيل الحرب في قطاع غزة.
وتتألف القيادة العسكرية الإسرائيلية، المعروفة بمنتدى الأركان العامة، من نحو 30 جنرالاً رفيعي المستوى، بما في ذلك رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي، وقادة الجيش والقوات الجوية والبحرية، ورئيس الاستخبارات العسكرية.
ويعكس موقف الجيش المؤيد لوقف النار نقلة نوعية في تفكيره الذي كان سائداً خلال الأشهر الماضية، في الوقت الذي بدا واضحاً أن نتنياهو يرفض صياغة أو التزام خطة لما بعد الحرب. وقد خلق موقف نتنياهو فراغاً في السلطة في القطاع، مما أرغم الجيش على العودة للقتال في أجزاء من غزة، سبق له أن طهرها من مقاتلي حماس.
وقال أيال حولاتا، الذي تولى منصب مستشار الأمن القومي حتى العام الماضي، وهو على تواصل منتظم مع مسؤولين عسكريين كبار، إن “الجيش يؤيد بقوة التوصل إلى وقف للنار… إنه يعتقد أن في امكانه العودة للاشتباك عسكرياً مع حماس في المستقبل.. ويتفهم أن وقفة في القتال في غزة ستجعل خفض التصعيد ممكناً مع لبنان. ويمتلك الجيش ذخيرة وقطع غيار ووقوداً أقل مما كان يملك في الماضي، ولذلك يعتقد أن وقفة في القتال ستمنحنا مزيداً من الوقت في حال اندلاع حرب أكبر مع حزب الله”.
مواضيع ذات صلة :
لـ”سد الفجوات المتبقية”.. مفاوضات “هدنة غزة” تنتقل من القاهرة إلى الدوحة | وفد إسرائيلي يتوجه إلى مصر للمشاركة بمفاوضات هدنة غزة | مفاوضات هدنة غزة “أصبحت صعبة”.. حماس لن تشارك و”نتنياهو يستغلها لمصلحته” |