سجال بين “التيار” و”القوات” حول ملف النازحين.. ودعوة إلى مناظرة علنية!
يستمرّ السجال بين “التيار الوطني الحر” و”حزب القوات اللبنانية” على خلفية ملف النازحين السوريين، وذلك بعدما اتّهم رئيس “التيار” النائب جبران باسيل خصمه السياسي برفض منطق الحوار ودعم تدفق النازحين السوريين إلى لبنان قبل 12 عاماً، الأمر الذي استدعى ردًا سريعًا من “القوات” فاتّهمت باسيل بـ”النفاق والتزوير”، فيما طالب “التيار” “القوات” بـ”الصمت”.
وفي جديد السجال الدائر منذ يومين، حمل المكتب الإعلامي لعضو تكتّل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي بشدة على “التيار الوطني الحر”، معتبراً أنّ “من الصعب أن ينحدر شخص إلى الانحطاط الذي وصل إليه تيّار جبران باسيل”.
وقال في بيان: “تتهم هذه الزمرة النائب بيار بو عاصي حين كان وزيرًا للشؤون الاجتماعية بوقف تعداد النازحين السوريين. يتناسى تيّار الكذب أنّه هو من طلب من منظمات الأمم المتحدة وقف تعداد النازحين السوريين ولم يجرؤ بالتواطؤ أو الجبن طوال ستة أعوام من حكم أبيه الروحي، أن يطلب من المفوضية العليا للاجئين تسليم داتا المعلومات عن أكثر من مليون سوري، أسوة بالأردن وتركيا. أمّا إذا كان ما يفترون به على النائب بو عاصي صحيحاً، فلماذا لم يجرؤ أحد منهم على الاعتراض على ذلك يوم كانت لهم الأكثرية في الحكومة والمجلس؟ نتحدّاهم أن يظهروا موقفاً واحداً لهم في الفترة الممتدّة بين ٢٠١٧ و ٢٠١٨ في هذا الصدد”.
أضاف: “يا معشر المنافقين المتذاكين، تعداد النازحين السوريين يكون حكماً بيد وزارة الداخلية تعاونها وزارات كالتربية والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية. على كل حال، يتحداكم النائب بو عاصي ويدعوكم إلى مناظرة علنية حول هذا الموضوع. منعرف إنكن معوّدين… وللمرّة الألف رح تقولوا: الدنيي عم بتشتي”.
هجوم باسيل
وكان باسيل هاجم “القوات”، الاثنين، من دون تسميته، وقال: “لا نفهم كيف أنّ هناك في لبنان مَن يرفض الكلام مع الآخر… هناك مَن لا يريد الكلام مع المسيحي ولا المسلم، ولا يريد حواراً وطنيّاً ولا حواراً مسيحيّاً – إسلاميّاً، ولا حواراً مسيحيّاً – مسيحيّاً… فهل سيعيش وحيداً؟”.
ردّ القوات
تصريح باسيل دفع “القوات” للرد، فاعبتر أن باسيل “يعيش حالة من التخبُّط السياسي والمأزوميّة الناتجة عن سلوكه الذي انكشف أمام الرأي العام”.
وورد في بيان “القوات”: “القوات موجودة في صميم تحالف معارض يضمّ مسيحيّين ومسلمين، وتتحاور مع معظم الكتل النيابيّة، وأيّدت مبادرة كتلة الاعتدال الرئاسيّة، وساهمت في إنضاج التمديد العسكري، وتجري مشاورات على أوسع نطاق إلى درجة التقاطع مع باسيل نفسه رئاسيّاً، ولكنّها رفضت وترفض تعميق التشاور معه بسبب التجربة المرّة التي أظهرت أنّ هذا الفريق لا يتغيّر، وأنّه من العقم مواصلة المحاولات التي لا تؤدّي إلا إلى نتائج سلبيّة”.
وتابع حزب “القوات”: “ظنّ النائب باسيل أنّ بإمكانه الاستقواء بالعهد لقطع أوصال البلد وشرايينه من خلال جولاته الفتنويّة على المناطق والتي دخل فيها في تناقض مع الأطراف كلّها أدّت إلى عزله نفسه بنفسه، وهو ساهم في إيصال البلد إلى الانهيار”، وأضاف: “ظنّ أنّ بإمكانه إعادة إنتاج نفسه ودوره، ولكن مَن مشروعه قائم على المصلحة الخاصّة على حساب مصلحة الوطن يستحيل أن يعيد ترميم صورته لدى الرأي العام الذي اكتشفه، ولو بعد وقت، على حقيقته”.
وقال حزب “القوات”: “ظنّ النائب باسيل أنّه بالكذب تحيا السياسة، ولكن الكذب (حبله قصير)، والسياسة لا تحيا سوى على قاعدة المشاريع التي تختزن المبادئ والثوابت والمسلَّمات”.
ورأى الحزب أن “أكثر ما يضحك ويبكي قول النائب باسيل إنه لم يكن السوريّون ليدخلوا إلى لبنان بهذا الشكل منذ عام 2011 لولا مشاركة لبنانيين في السلطة بالموضوع من أعلى الهرم إلى بعض الأجهزة الصامتة؛ إمّا بالتواطؤ السياسي وإما بتقاضي بعضهم العملة مقابلة إدخالهم”.
وسأل “القوات”: “هل مقتنع حقّاً باسيل بما يقوله؟ وإذا كان مقتنعاً ولا يكذب على نفسه وعلى الناس، فهل يظنّ أنّ أقاويله تنطلي على الرأي العام الذي لم ينسَ بعد هذه المرحلة التي دخل فيها النازحون إلى لبنان في ظلّ حكومة اللون الواحد التي كان لباسيل فيها 11 وزيراً وفي الحكومة التي تلتها قبل أن يتسلّم رئاسة الجمهوريّة مع أكثريّة وزاريّة ونيابيّة ويضع يده على بعض الأجهزة؟”.
وختم البيان: “إذا أراد النائب باسيل أن يفيد الوضع العام، فما عليه سوى أن يصمت طويلاً أو أن يقلّ في كلامه قليلاً، خاصّة أنّ أوضاع البلد مأساويّة، وأوضاع الناس كارثيّة، ولبنان بحاجة لمن يحمل مشاريع سياديّة وإصلاحيّة واضحة، وليس كلاماً يتراوح بين النفاق والتزوير، وبين كلام يتناقض جذريّاً بين قبل الظهر وبعده”.
رد “التيار”
ردّ “التيار الوطني الحر” على ردّ “القوات”. وقال في بيان: “من الواضح لجميع اللبنانيين أن (التيار الوطني الحر) ورئيسه النائب جبران باسيل، يشكلان الهاجس اليومي لرئيس القوات سمير جعجع، الذي يبدو قلِقاً ومهجوساً مما لا يمتلكه ولا يستطيع القيام به لجهة السياسة والديناميكية التي يقوم بها التيار ورئيسه”.
وأضاف: “من استفاق متأخراً، كالعادة، بعد ثلاثة عشر عاماً على مخاطر النزوح السوري، وأراد استلحاق نفسه أمام الرأي العام، ومن هاجم الأجهزة الأمنية لمحاولة تطبيقها القانون على النازحين، ومن استهدف (التيار الوطني الحر) لأنه رأس حربة في مواجهة معضلة النزوح، هو من يجب أن يصمت، وطويلاً جداً، رأفة بناسه ومجتمعه”.
مواضيع ذات صلة :
الخلافات تعصف مجدداً داخل التيار الوطني الحر… هل تُستكمل لائحة الفصل والاستقالات؟ | الخطيئة المميتة | باسيل: لسنا حلفاء “الحزب” في بناء الدولة ولكن! |