مسيحيون مربكون
لا ينطلق هؤلاء المسيحيون في نظرتهم للبنان والوضع فيه سوى من مصلحة سياسية وشخصية ضيقة، ولا يقدمون أي رؤية صلبة وواقعية تتعلق بكيفية بناء الدولة واحترام القانون والدستور في ظل وجود قوة عسكرية وسياسية تفرض ما تريد، فتفسر القانون والدستور كما ترغب وتضع الدولة ومؤسساتها على هامش أي قرار مصيري وتلوم كل من يعارضها أو على الأقل يسأل بأي حق اتخذ هذا القرار أو ذاك؟
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
رغم كل ما حصل في لبنان لم يفهم بعض المسيحيين بعد أنه لا يمكن للبنان أن يخرج من الإنهيار الذي هو فيه إن لم تقم دولة كاملة المواصفات غير منقوصة السيادة والقرار.
هؤلاء المسيحيون وفي مقدمهم التيار الوطني الحر ما زالوا يؤمنون بأنه يمكن قيام دولة ونظام وقانون ودستور في ظل وجود قوة عسكرية وسياسية تتجسد بحزب الله وتعتمد في تحركاتها على سياسات إقليمية ترسم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمعزل عن مصالح لبنان واللبنانيين والدليل على ذلك ما يعانيه لبنان من شغور في رئاسة الجمهورية ومن حرب في الجنوب.
لا ينطلق هؤلاء المسيحيون في نظرتهم للبنان والوضع فيه سوى من مصلحة سياسية وشخصية ضيقة، ولا يقدمون أي رؤية صلبة وواقعية تتعلق بكيفية بناء الدولة واحترام القانون والدستور في ظل وجود قوة عسكرية وسياسية تفرض ما تريد، فتفسر القانون والدستور كما ترغب وتضع الدولة ومؤسساتها على هامش أي قرار مصيري وتلوم كل من يعارضها أو على الأقل يسأل بأي حق اتخذ هذا القرار أو ذاك؟
هؤلاء المسيحيون ليس باستطاعتهم، حتى ولو رغبوا وهم بالتأكيد لا يرغبون سوى باستعراضات كلامية، أن يغيروا في المعادلة التي تفرضها قوى الأمر الواقع ولذلك يعمدون للتعايش معها من أجل تحقيق مصالحهم ويلعبون على هذا الوتر في عملية شد حبال تكون مرهقة أحياناً وسهلة أحياناً أخرى من أجل الحصول على غنيمة من هنا وغنيمة من هناك.
هؤلاء المسيحيون ليس بإمكانهم أن يخوضوا مواجهة مع قوى الأمر الواقع يمكن أن تخل بالموازين وأن تقود لبنان نحو جهة معاكسة لأنهم سيدفعون الثمن فلا قوى الأمر الواقع سترضى عنهم ولا أخصامهم سيتساهلون معهم تجاه ما ارتكبوه جراء سياساتهم وتفاهماتهم وتوليهم للحكم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل | رابطة الدم في الجيش أقوى من كل الروابط |