اللجنة الخماسية “ليست متفائلة”.. و”ورقة عمل” المعارضة نضجت!
أنجزت قوى المعارضة مجتمعةً ورقة العمل، التي تعتبرها، من وجهة نظرها، خريطة الطريق لإخراج انتخاب الرئيس من المراوحة والتعطيل، وهي تستعد للإعلان عن تفاصيلها في مؤتمر صحافي تعقده، ظهر الثلاثاء، في المجلس النيابي، على أن يليه قيام وفد نيابي يمثلها، قوامه: غسان حاصباني، وإلياس حنكش، وميشال الدويهي، وفؤاد مخزومي، بتسليم نسخة عنها في الرابعة من عصر اليوم نفسه لسفراء “الخماسية”: الأميركية ليزا جونسون، والفرنسي هيرفيه ماغرو، والسعودي وليد البخاري، والمصري علاء موسى، والقطري عبد الرحمن بن سعود آل ثاني، في لقاء في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، على أن تتواصل المعارضة لاحقاً مع الكتل النيابية للوقوف على رأيها حيال مبادرتها الرئاسية.
وكان رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع قد أعلن عبر “صار الوقت” عن استعداد المعارضة لتقدم ورقة العمل للجنة الخماسية حول الاستحقاق الرئاسي وأضاف: “مستعدون للذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة أو غير مبكرة”.
واعتبر جعجع أن محور الممانعة لن يتحرك قبل انتهاء الحرب في المنطقة، وهو يلعب في الوقت الضائع ويستمر بتعطيل رئاسة الجمهورية عبر رئاسة مجلس النواب.
وأشار إلى أنّ البلد “منّو ماشي ومستحيل يمشي بلا رئيس،” لكن الممانعة لا تريد رئيساً في الوقت الحاضر أو تريده “على إيدها”، معتبراً أنّ “الرئيس بري لا يريد رئيساً للجمهورية، وجلّ ما يريده مصادرة انتخابات”.
إلى ذلك قالت مصادر في المعارضة لـ”الشرق الأوسط”، إن ورقة العمل التي أعدّتها تأتي في سياق إطلاقها مبادرة كاملة لانتخاب الرئيس ضمن الأسس الدستورية، و«ننظر إليها على أنها الممر الإلزامي لتسهيل انتخابه؛ لوقف اللعب في الوقت الضائع لملء الفراغ بذريعة نضوج الظروف الخارجية»، كما يراهن محور الممانعة.
وأكّدت أن مقاربتها للملف الرئاسي مفتوحة على عدة خيارات، من دون أن تأتي على ترجيحها للخيار الرئاسي الثالث، وإن كانت تلمّح إليه على طريقتها بتخلّيها عن خيارها الأول بدعم ترشيح النائب ميشال معوض، لمصلحة ترشيحها للوزير السابق جهاد أزعور، فيما لا يزال الفريق الآخر يتمسّك بترشيح رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية.
وفي وقت سابق، كانت قد كشفت مصادر المعارضة، في حديث صحفي أنّ “الورقة التي تعدها تتناول موقفها من دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتشاور بوصفه مدخلًا لعقد جلسات نيابية متعددة بدورات متتالية لانتخاب الرئيس”.
وقالت إن هناك ضرورة لإعداد هذه الورقة لتوحيد الموقف من التشاور، لتطل بموقف موحد على اللبنانيين، ومن شأن ذلك أن يضع حدًا للتباين داخل المعارضة حيال خريطة الطريق التي يطرحها بري لانتخاب الرئيس، على أن تكون مقرونة بتوفير الضمانات لعقد الجلسات بصرف النظر عما سيسفر عنه التشاور.
وتتهم مصادر المعارضة “حزب الله”، بإصراره على معرفة اسم الرئيس قبل انتخابه، وتؤكد أن مقاربتها المتأنية للملف الرئاسي تأتي لإعادة تحريك انتخاب الرئيس الذي يتوقف على ما سيقرره سفراء “الخماسية”، ومدى استعدادهم لمعاودة اتصالاتهم، رغم أن الظروف الداخلية ليست ناضجة لانتخابه، وهذا ما يُثير قلق اللبنانيين بغياب أي تدخل دولي ضاغط لمساعدتهم، ما دام أن أهل البيت، أي النواب، لن يساعدوا أنفسهم.
في المقابل، كشف مصدر في اللجنة الخماسيّة عن ظهور تعقيدات من خارج الحسابات، وأوضح أنّه كلّما نجحت اللجنة في تقريب وجهات النظر في شأن مواصفات المرشّح، ، كانت تُفاجأ بتعقيدات من خارج الحسابات؛ لذلك باتت أقرب إلى الاقتناع بأن الحلّ أكبر من قدرة اللبنانيين على التوافق فيما بينهم، وأن هناك عوامل خارجية تتحكّم في خياراتهم”.
ومن المتوقع أن تستأنف “الخماسية” تحركها واتصالاتها في الأيام المقبلة، على أن تعقد اجتماعا جديدا لها يستضيفه السفير الفرنسي، حيث يتم وضع المجتمعين بجو اللقاء الذي حصل في العاصمة الفرنسية بين الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان.
وكانت المباحثات بين هوكشتاين ولودريان قد تركزت بحسب مصادر ديبلوماسية فرنسية لموقع “هنا لبنان” على التطورات في المنطقة والجهود الفرنسية والأميركية التي تبذل من أجل عودة الهدوء والاستقرار بعد وقف إطلاق النار في غزة، خصوصاً أنّ واشنطن وباريس قد قدمتا ورقتين لحل النزاع ووقف الأعمال الحربية، كما تشتركان بإيجاد حل لملف عودة الهدوء إلى الجبهة الجنوبية في لبنان لا سيما عبر تنفيذ القرار الدولي 1701 عند الخط الأزرق مع بعض التعديلات إضافة إلى البحث في مهمات اليونيفيل وسلامة عناصرها ومقراتها في الجنوب اللبناني على أبواب التجديد لها سنة إضافية بطلب من لبنان.
وبحسب المصادر فإن المباحثات كانت إيجابية لجهة التأكيد على تكامل الدورين الفرنسي والأميركي في إيجاد الحل على جبهة جنوب لبنان، وهو إشارة لحزب الله في لبنان وللجانب الإسرائيلي بأنّ الحل الديبلوماسي هو الأفضل بعد أن اصبح منسوب التهديدات الإسرائيلية بشن حرب شاملة كبيراً جداً والرد عليه من قبل الحزب بتوسيع رقعة الحرب بات شديداً وقد يأخذ المنطقة برمتها إلى حرب لا يمكن تكهن نتيجتها.
وشددت المصادر الفرنسية على أهمية التوصل إلى تفاهم من شأنه إنهاء التوترات الحاصلة على طرفي الحدود اللبنانية الإسرائيلية من أجل عودة آمنة للسكان من الطرفين، وقد جرى تبادل للأفكار بين هوكشتاين ولودريان وخلية الأزمة الفرنسية في الإليزيه المكلفة بالملف اللبناني من أجل جمع المساعي المبذولة والتنسيق للخروج بورقة مشتركة أميركية – فرنسية وآلية موحدة لمعالجة الوضع الأمني والعسكري جنوب لبنان وشمال إسرائيل وخفض التصعيد الحاصل قبيل وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى واشنطن.
وأشارت المصادر إلى إصرار الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين خلال إجتماعاته في الإليزيه ووزارتي الخارجية والدفاع على تحقيق إنجاز ديبلوماسي في موضوع الحدود البرية كما نجح في ملف ترسيم الحدود البحرية قبل إنشغال إدارته بالإنتخابات الرئاسية، وقد حمل كل ما توصلت إليه المحادثات إلى واشنطن لإطلاع الإدارة الأميركية عليها للتحرك على أساسها وسط الرفض الأميركي لشن حرب واسعة من قبل إسرائيل على لبنان.
مواضيع ذات صلة :
الخير: حراك “الخماسية” يكاد يكون الفرصة الأخيرة | تعويلٌ كبير على حراك “الخماسيّة”.. فرصة مُتاحة لانتخاب رئيس والعين على لودريان! | لودريان إلى لبنان.. و”الخماسية” تنتظر نتائج زيارته |