مبادرة رئاسية جديدة لكسر الجمود.. هل يختلف مصيرها عن سابقاتها؟
يستمر الترقب في ملف الاستحقاق الرئاسي المتعذر إنجازه منذ 31 تشرين الاول 2022، والذي شهد على العديد من المبادارات التي لم تفلح أي منها في تحقيق الإختراق المنشود في جدار هذه الأزمة.
آخر هذه المبادرات ستكون مبادرة نواب المعارضة التي سيتم تسليمها لسفراء الخماسية اليوم، والتي لن يختلف مصيرها عن سابقاتها، في ظل تباعد المواقف بين مختلف الأطراف السياسية، وتمسّك كل منهم بشروطه ومطلبه.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة “اللواء”، عن أن لقاء وفد المعارضة مع سفراء اللجنة الخماسية يأتي في سياق استعدادها لكسر الجمود في الملف الرئاسي والانطلاق في خطوة فعالة من أجل الضغط في انتخاب رئيس البلاد.
ورأت المصادر أن ما من مبادرة جديدة إنما مسعى قديم جديد يتصل بسلوك الانتخابات المسار الدستوري والإقلاع عن التمسك بمبادىء مخالفة الدستور وتفيد ان هناك إمكانية لطرح أفكار بشأن الإلتزام بموعد محدد للإنتخابات الرئاسية، مشيرة الى ان اللقاءات التي يعقدها وفد المعارضة لاحقا مع الكتل النيابية من شأنها أن تعطي الانطباع حول إمكانية تحريك الملف كما يجب مع العلم ان الموقف من الخيار الثالث لا يزال على حاله وإن الليونة لا بد من أن تأتي من فريق الممانعة.
وأعربت عن اعتقادها أن تحرك المعارضة مبني على أسس راسخة بالنسبة إلى إتمام الاستحقاق وان المجال يجب أن يكون متاحا من أجل السير بخطوات تؤدي إلى تنشيط هذا الملف، من خلال عقد جلسة ثم لم تسفر عن نتيجة، يتحول النواب الى اجتماعات تشاورية على نطاق “مجموعات نيابية” للتوصل الى نتائج مقبولة ستسفر عن انتخاب رئيس.
ومن المتوقع ان يكشف نواب المعارضة عن خارطة طريق بعد لقاء الخماسية والرئيس بري، تتضمن دعوة لمناقشة موضوع الحرب في جلسة نيابية، باتجاه منع حصولها، وورقة تتعلق بالملف الرئاسي، تنطلق من الآليات الدستورية المعروفة.
“القوات” على موقفها
وحول رفض الرئيس بري عقد جلسات حوار أو تشاور بحضور ثلثي عدد النواب، وفي غياب “القوات”، قال مصدر “قواتي” لـ”الأنباء” الكويتية إن “القوات اللبنانية” لا تزال على موقفها الرافض لطاولة الحوار التي يدعو اليها رئيس المجلس النيابي.
وذهب المصدر “القواتي” إلى التأكيد “على موقف القوات المبدئي غير القابل للتغيير، لاعتبارها دعوة الرئيس بري بمنزلة شرط الهدف منه تكريس عرف جديد. والهدف من هذا العرف تحويل رئاسة مجلس النواب إلى معبر للانتخابات الرئاسية، ما يعني تحويل رئاسة مجلس النواب إلى رئاسة وصية على انتخابات رئاسة الجمهورية”.
تواصل “بارد” بين باسيل و”حزب الله”
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، الذي يرأسه النائب جبران باسيل ليست مقطوعة. فرغم التوتر الذي سادها منذ نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، والذي تفاقم مع قرار الحزب فتح جبهة جنوب لبنان لدعم ومساندة غزة، يبقي الطرفان حداً أدنى من التواصل والتنسيق بينهما.
وقال مصدر قيادي في “التيار الوطني الحر” لـ”الشرق الأوسط”، إن التواصل “بارد” مع حارة حريك (مقر قيادة “حزب الله”)، في إشارة إلى تنسيق بالحد الأدنى بين الطرفين اللذين كانا في “تحالف استراتيجي” منذ عام 2006.
الاهتمام الفرنسي بالملف اللبناني سيستمر
وفيما تعمل فرنسا على إيجاد قواسم مشتركة بين الأفرقاء اللبنانيين للتوصل إلى رئيس، عبر موفدها جان إيف لودريان، توقعت مصادر عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الفوز الكبير الذي حققه اليسار في الانتخابات التشريعية سيوثّر بطبيعة الحال على الملف اللبناني، مع تبدل الحاصل في مجلس النواب الفرنسي، والذي قد يؤدي الى صعوبة في تشكيل حكومة جديدة فرنسية في ظل عدم حصول أي فريق على الاكثرية المطلقة. لكن المصادر شددت على أن فوز اليسار وتحالف الرئيس ايمانويل ماكرون يصب بطبيعة الحال في صالح لبنان، على خلاف الواقع فيما لو فاز اليمين المتطرف، وبالتالي فإن الاهتمام والدور الفرنسي بالملف اللبناني سيستمر وإن كان باندفاعة مختلفة ربما.