التصعيد جنوبًا يواكب المفاوضات.. والمعارضة تستعد لتحرك رافض للحرب
يستمرّ الجيش الإسرائيلي في قصفه القرى الجنوبية، حيث إستهدفت مدفعيته عند الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف الليل، المحمودية في منطقة جزين.
كما تعرّضت قرابة الرابعة من فجر اليوم أطراف بلدة العيشية وسهل الميدنة – كفررمان، لقصف مدفعي وأحصي سقوط اكثر من 15 قذيفة على المناطق المذكورة.
وتمكّنت فرق الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، وفوج إطفاء إتحاد بلديات بنت جبيل، والدفاع المدني اللبناني بعيد منتصف الليل، من اخماد النيران التي اندلعت في بلدة مارون الراس والناتجة عن الغارات الجوية الاسرائيلية التي استهدفت البلدة.
كذلك عملت فرقة الإطفاء على اخماد النيران الناتجة عن القصف الاسرائيلي في بلدات حانين، عيتا الشعب، شقرا ورميش.
رسائل تواكب المفاوضات
وتشهد الأيام الأخيرة تصعيد متبادل بين حزب الله وإسرائيل، وفي الإطار، أكد مصدر مطلع لـ “الأنباء”، أن “التصعيد في المواقف والعمليات العسكرية هو بمثابة رسائل تواكب المفاوضات التي يتوقع لها ان تحقق نتائج إيجابية لجهة التوصل إلى اتفاق يوقف المعارك في غزة، تمهيدا لتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين. وفي هذا الإطار، يحاول كل فريق تحسين موقفه التفاوضي عند عودة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين.
فقد زار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الحدود الشمالية مع لبنان وقال: “اذا وصلنا إلى تسوية تتضمن عودة المختطفين، فهذا لا يلزمنا بوقف النار مع “حزب الله”، الذي بدوره أعطى موقفا ملتبسا حول القرار الذي سيتخذه بعد اتفاق غزة”. وأضاف غالانت: “اذا لم يتم وقف لإطلاق النار في شكل نهائي، فإن الامور تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات”.
وأشار المصدر إلى أن “هذه المواقف كلها تأتي في إطار الضغط على المفاوضات”.
ورأى ان أجواء التوافق تبقى هي المرجحة نتيجة الزخم الدولي الضاغط لإنجاح المفاوضات، على الرغم من محاولات المماطلة من حكومة نتنياهو لكسب الوقت حتى زيارته إلى الولايات المتحدة في القسم الأخير من الشهر الجاري، الأمر الذي حرك العديد من الدول لإجراء الاتصالات لدفع الأمور نحو تسريع الاتفاق والتهدئة.
تحرك لقوى المعارضة
محليًا، تتخوف قوى المعارضة من احتمالات التصعيد الإسرائيلي، خصوصاً بعد موقف غالانت التصعيدي والذي يعني أن هناك إرادة إسرائيلية لفصل ملف جبهة لبنان عن جبهة غزة، بخلاف ما يريده حزب الله.
وفي السياق، يقول مسؤولون في قوى المعارضة لـ “الجريدة”، إن إيران تتخوف من خطر جدي للتصعيد سيدفع ثمنه لبنان، ويضيف هؤلاء: “بالتأكيد إيران لن تتدخل في الحرب ولن تستدرج إليها، وهي تريد للحزب أن أن ينخرط بالقتال مباشرة مقابل أن تمده بالسلاح والمال، لكن الآثار السلبية لأي معركة أو مواجهة سيدفع ثمنها لبنان”.
في هذا السياق، تستعد قوى المعارضة، لا سيما النواب الذين يبلغ عددهم 31 الى إطلاق تحرك سياسي جديد بغية تكوين موقف واضح يضغطون به على الدولة اللبنانية والقوى السياسية الأخرى لأجل رفض الحرب ولأجل أن تتسلم الدولة دفة المفاوضات مع الدول الكبرى للوصول إلى تثبيت الإستقرار في الجنوب، وعدم توريط لبنان بأي حرب.
وفي هذا الشأن، تشير معلومات “الجريدة” إلى أن نواب المعارضة قد طلبوا مواعيد مع عدد من سفراء الدول الكبرى، كما أنهم سيعقدون لقاءً مع سفراء الدول الخمس في قصر الصنوبر “الخارجية اللبنانية” لشرح وجهة نظرهم رفضاً للحرب والتصعيد على أن يستكملوا تحركاتهم في سبيل تكوين رأي عام لبناني جامع مناهض للحرب ومطالب من القوى الدولية والعربية التعاطي مع الدولة اللبنانية لا مع حزب الله وحركة أمل في ملفات استراتيجية تخص سياسة لبنان الداخلية والخارجية.
مواضيع ذات صلة :
زيارة مفصليّة ومفاوضات معقّدة.. هوكشتاين في بيروت وسط “تحولات خطرة”! | غارة تهزّ الضاحية “من دون إنذار”.. وموجات قصف عنيفة على الجنوب! | أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء |