نتنياهو ونصرالله أسيرا دوامة الحرب


خاص 11 تموز, 2024

أصبح “الحزب” أسير معركة أقحم نفسه بها لأنه قرر “مشاغلة” إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية، والذي يسعى لتطبيق نظرية إيران في “توحيد الساحات” أي مشاركة كل الفصائل والميليشيات المسلحة التابعة لإيران في أي معركة وعلى أي جبهة تحركها طهران

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

تحولت المواجهة في غزة مع دخولها الشهر العاشر إلى مأزق مزدوج لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من جهة وحماس و”حزب الله” الذي دخل المعركة من الخارج من جهة أخرى. وواضح أن القتال في غزة بدأته حماس، وكانت خططت له من خلال تواجدها وسيطرتها على غزة منذ 17 سنة بعد أن قامت بما يشبه الانقلاب على سلطة فتح بهدف تحويل القطاع إلى قاعدة لقتال إسرائيل. وهذا يفسر تخندقها وصمودها كل هذه الأشهر. وكانت حماس قد انحازت دعماً للثورة في سوريا ضد النظام الأسدي، وغادرت قياداتها دمشق منذ نحو عشر سنوات ثم عادت وتصالحت موخرًا مع النظام لأسباب يطول شرحها الآن هنا، وكان الدافع الأساسي هو طهران التي كانت بحاجة لطرف إسلامي داخل الساحة الفلسطينية. عدا عن التغيرات التي حصلت داخل حماس على الصعيد القيادي بحلول إسماعيل هنية على رأس الحركة والمحسوب على طهران مكان خالد مشعل الذي كان مسؤول الخارج، ومسؤول الحركة في غزة يحيى السنوار الذي يقود عملياً المعركة الآن من الداخل،  والذي لم تتمكن إسرائيل حتى الآن من اعتقاله أو تصفيته. وبطبيعة الحال صمود حماس يعود إلى كونها تنظيماً فلسطينياً وصاحب قضية، وتقاتل على أرضها.
أما “حزب الله” فقد أصبح أسير معركة أقحم بها نفسه لأنه قرر “مشاغلة” إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، والذي يسعى لتطبيق نظرية إيران في “توحيد الساحات” أي مشاركة كل الفصائل والميليشيات المسلحة التابعة لإيران في أي معركة وعلى أي جبهة تحركها طهران في المنطقة كما يحصل حالياً في سوريا وفي لبنان وفي العراق وفي اليمن وأخيرًا في المعركة التي تخوضها حماس في الأراضي الفلسطينية. وكانت النتيجة الكارثية في داخل الأراضي اللبنانية إذ دمرت نحو أربعين قريةً بالكامل و4 آلاف منزل، ونزح نحو 100 الف لبناني من الجنوب وقتل أكثر من 400 مدني. اما “حزب الله” فقد خسر ما لا يقل عن 350 قيادياً ومقاتلاً قامت إسرائيل باصطيادهم واحداً واحداً وبشكل شبه يومي، واجبرت الحزب على العودة إلى أساليب التواصل البدائية لأن نصرالله حذر من عدم استعمال الهاتف الخليوي معتبراً انه اسوأ عميل. ومقابل دمار الجنوب وقتل مئات الأبرياء من دون تحقيق أي مكسب سياسي أو ميداني تمكن “حزب الله” من قتل عشرين جنديا إسرائيلياً.

أما نتنياهو فما زال مستمراً في وحشيته ومصراً على هدفه المعلن بتصفية حماس رغم انه لم يتمكن من تحقيق ذلك خلال تسعة أشهر، ولكنه دمر غزة. وقد أصبح هو أيضاً أسير دوامة القتل والدمار رغم أنه يتلقى الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة التي ستستقبله في 24 تموز المقبل لإلقاء خطاب في الكونغرس الاميركي. وسيحاول نتنياهو إحراج الإدارة الأميركية الحالية التي تسعى لإيقافه قبل احتدام معركة الرئاسة. غير أن المأزق الأهم بالنسبة لنتنياهو هو معارضة بعض قيادات الجيش التي ترفض الاستمرار في الحرب، ناهيك عن المظاهرات في إسرائيل التي تطالب بوقف إطلاق النار وتحرير الاسرى. كما انه يشعر انه محاصر اذ قرر السفر إلى واشنطن عبر رحلة مباشرة وتراجع عن المرور في دول أوروبية خوفا من ان يتم اعتقاله بناء على قرار صادر بحقه من محكمة العدل الدولية. لذلك فان نتنياهو واقع في دوامة الحرب والقتل، لأنه السبيل الوحيد للبقاء على راس الحكومة وتحاشي الذهاب إلى انتخابات مبكرة اذ انه على الارجح سيخسرها. اما نصرالله فاضطر في خطابه امس إلى الاعلان الصريح بان “ما ترتضيه حماس نحن نرتضيه” والتي تخلت عن شرط وقف إطلاق النار قبل اي مفاوضات. وهذا يعني ان نصرالله سيضطر إلى الالتزام بنفس الموقف والخروج من هذه المعركة التي زج نفسه فيها صفر اليدين فيما حماس تحرر الاسرى وتجبر نتانياهو على الانسحاب من غزة !

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us