أعداء الدولة
هؤلاء يواصلون تدمير البلد أو ما تبقى منه ويواصلون تقطيع أوصال الدولة أو ما تبقى منها، هؤلاء قادونا بالفعل إلى جهنم وما زالوا، وربما سيكون هؤلاء أعداء الدولة أول من يقود شعباً إلى أبعد من جهنم إلى نار لم يكتشفها أحد بعد
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
يبدو أن عدوى التشاور والحوار تنتقل من موضوع إلى آخر، فهي انتقلت من رئاسة الجمهورية إلى موضوع باصات النقل المشترك حيث نقل عن “النقابي” بسام طليس أنه لم يتم التشاور معه عندما قررت وزارة الأشغال تشغيل باصات النقل المشترك التي تعرض بعضها للإعتداء من “مجهولين” معلومين.
لأنّ الحوار أو التشاور في رئاسة الجمهورية لم بحصل فلا انتخاب للرئيس، ولأنّ الحوار أو التشاور في موضوع باصات النقل المشترك لم يحصل فلن تكون طريق الباصات آمنة إذا لم تحزم الدولة أمرها وتعاقب المعتدين ومن وراءهم، ففي هذا البلد ممنوع على الدولة أن تكون موجودة لا في الكبيرة ولا في الصغيرة، فعلى مستوى الحرب مثلاً الدولة ليست موجودة ولا علاقة لها بمسار هذه الحرب وكيف ستتجه، ولا علاقة للدولة مثلاً في ضبط الحدود ومنع التهريب والتهرب حتى عبر المعابر والمنافذ الشرعية، ولا علاقة للدولة مثلاً بكيفية إدارة العلاقات مع الدول القريبة والبعيدة وآخرها ما حصل مع قبرص من تهديد ووعيد.
إن الدولة التي يريدها البعض هي دولته الخاصة وليست الدولة بالمفهوم المتعارف عليه في القانون الدولي وفي الدساتير، والتي يتساوى فيها المواطنون أمام القانون وبالحقوق والواجبات ويوالونها ويلتزمون بقراراتها.
إن هؤلاء يريدون دولة يهيمنون عليها من كل النواحي ويفرضون على أهلها ما هو نابع من مصلحتهم وولائهم وفكرهم وثقافتهم،يريدون لك أن تخضع أو أن ترحل ولا يتركون لك خياراً ثالثاً إلا إذا قررت أن تشهر سيف المقاومة في وجههم.
هؤلاء لا ينتمون إلى طائفة واحدة، هم ينتشرون على مساحة كل الوطن، ويمعنون في ضرب أي أمل أو وسيلة للخلاص، فهكذا هدروا ما تبقى من ودائع الناس في المصارف بعد الإنهيار الذي حصل في العام ٢٠١٩ فأصروا على الدعم واستنزفوا مليارات الدولارات ذهبت إلى منظومتهم الإقتصادية والسياسية وما انفكوا يحاضرون بالعفة التي لا يعرفونها.
هؤلاء يواصلون تدمير البلد أو ما تبقى منه ويواصلون تقطيع أوصال الدولة أو ما تبقى منها، هؤلاء قادونا بالفعل إلى جهنم وما زالوا وربما سيكون هؤلاء أعداء الدولة أول من يقود شعباً إلى أبعد من جهنم إلى نار لم يكتشفها أحد بعد ولكنهم مصممون على إشعالها ولو كان وقودها من يصفق لهم ويموت في سبيلهم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |