الولايات المتحدة الأميركية ليست بخير!
كتب هادي جان بو شعيا في موقع mtv:
من يتابع عن كثب التقارير التي تصدر عن الاستخبارات الأميركية، بُعيد إقتحام مبنى الكونغرس الأميركي في السادس من شهر كانون الثاني المنصرم، يتيقّن ان الولايات المتحدة الأميركية، وقد يجد البعض أن في ذلك مغالاة، مهددةً من الداخل أكثر مما هو الواقع في الخارج.
للتذكير فقط، أن ذاك اليوم شهد اقتحامًا من قبل مثيري الشغب، الذين يدعمون محاولات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020، مبنى الكابيتول الأميركي. ما أدى في حينها إلى عمليات إخلاء المبنى وإغلاقه بهدف تعطيل جلسة مشتركة للكونغرس لفرز الأصوات الانتخابية، وإضفاء الطابع الرسمي على فوز الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بالانتخابات. حيث تجمّع المتظاهرون لدعم مزاعم ترامب المستمرة والكاذبة بأن انتخابات 2020 قد سُرقت منه، والتي كانت جزءًا من جهوده المستمرة منذ أشهر لإلغاء هزيمته الانتخابية.
مذ ذاك، دأبت وكالة الاستخبارات الأميركية وغيرها من المؤسسة المعنية التحقيق بالحادث، مثل وزارة الأمن الداخلي ووزارة العدل، على جمع المعلومات ورصدها للتوصل إلى الجناة الحقيقيين ومن يقف خلفهم، وما يترافق ذلك اليوم من تحذيرات من مغبّة “التطرف المحلي” و”الذئاب المنفردة”.
والسؤال هنا هل أميركا على موعد جديد مع تهديد يستهدف مبنى الكابيتول؟!
مما لا شك فيه أن اقتحام مبنى الكابيتول حفّز إلى حدّ بعيد المتطرفين ذوي الدوافع العنصرية والميليشيات المتطرفة، ما جعلهم يمثلون أخطر تهديدات العنف المحلية التي من الممكن أن تتزايد هذا العام، خصوصًا وأن المعلومات تشي بشنّ هجمات غير متوقعة.
ولعلّ الحديث الجاري اليوم في أروقة البيت الأبيض، ينظر بعين الريبة إلى المتطرفين ذوي الدوافع العنصرية، الذين يضعهم في خانة الأكثر احتمالاً لشنّ هجمات كبيرة ضد المدنيين، في حين أن أعضاء الميليشيات عادة ما يستهدفون الشرطة والموظفين الحكوميين والمباني.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المتطرفين العنيفين المحليين، الذين تحركهم مجموعة من الأيديولوجيات وسبق أن حفزتهم الأحداث السياسية والمجتمعية الأخيرة في الولايات المتحدة يشكلون تهديدًا مضطردًا في خلال العام الجاري.
وما يزيد الطين بِلّة أن هناك قناعة راسخة لدى هذه الجماعات أن التزوير في الانتخابات العامة الأخيرة، واقتحام مبنى الكابيتول، سوف يلعبان دورًا مؤثرًا، وعلى نحو شبه مؤكد، في محاولة القيام بأعمال عنف أخرى هذا العام.
ذلك أن التقارير تشير إلى أن المتطرفين الذين يروّجون لفكرة تفوّق العرق الأبيض يثيرون المخاوف، نظرًا لكونهم يتواصلون مع بعضهم بشكل متكرر، حتى لا نقول بإستمرار، في الداخل والخارج.
في وقت يعمد المتطرفون لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع صغيرة، وتطبيقات الدردشة المشفرة، لتجنيد أتباع جدد، والتخطيط وحشد الدعم والتعبئة.
بالإضافة إلى ذلك، لا بد من التطرّق للعوامل التي قد تشجع على شنّ هجمات في 2021، ولعلّ أبرزها الدعم المتصاعد من أشخاص في الولايات المتحدة أو في الخارج، وتصورات متنامية عن تجاوزات حكومية قانونية أو سياسية، والاضطرابات، والهجمات الكبيرة التي تدفع نحو القيام بهجمات لاحقة، فضلاً عن الابتكارات في تكتيكات الاستهداف والهجوم.
ناهيك عن الأشخاص الذين يعملون بمفردهم، إذ من المستبعد كشف مخططاتهم وتعطيل عملياتهم بسبب قدرتهم على التحول الراديكالي المستقل إلى العنف، والقدرة على التعبئة بسرية مطلقة، والوصول إلى الأسلحة النارية.
في الختام، يشكّل التطرف العنيف الداخلي أحد أكبر التهديدات الأمنية للولايات المتحدة، خصوصًا وأن التهديد المتمثّل بالذئاب المنفردة والأفراد الذين هم على صلة مباشرة وموسّعة، إذا جاز التعبير، بالأطراف الخارجية التي تعمل جاهدةً للإخلال بأمن الولايات المتحدة، يتبعون إيديولوجيات الكراهية والتطرف ويرغبون في تبنّيها وتنفيذها بطرق غير قانونية وعنيفة.
ولعلّ السؤال الأوسع هنا هل التهديد المحلي الذي يتربّص بأميركا يتخطى التهديد الأجنبي الذي تبادر إدارة بايدن للتصدي له عبر التوجّه شرقًا، وتاليًا إتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”القاتل”؟!
مواضيع ذات صلة :
بوتين يُحدّث “العقيدة النووية”.. محاولة روسيّة لرسم “خط أحمر” للولايات المتحدة وحلفائها | بايدن: العالم يواجه لحظة تغيير سياسي كبير | ترامب يختار ستيفن تشيونغ مديرا للاتصالات بالبيت الأبيض |