حواران بدل حوارٍ واحد… فهل يقبل “الثنائي”؟
هل يريد “الثنائي” حواراً؟ حسناً، فليجلس الجميع على طاولة حوار لنجيب على سؤال “أيّ لبنان نريد؟” وما هو الحلّ للمشكلة الأكبر، “الحزب”، الذي يجعل البلد رهينةً سياسة المحاور؟ وحينها، لا ضير بأن نبحث بعد ذلك، على طاولة حوار، في الملف الرئاسي
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
يصرّ الثنائي الشيعي على أنّ عقد جلسات حوار هو الممرّ الإلزامي لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. لا رئيس من دون حوار. في المقابل، يعترض الفريق المعارض على تكريس بدعٍ لا صلة لها بالدستور، ويرفض المشاركة في جلسات حوار.
يدافع “الثنائي” عن وجهة نظره بأنّ نقطةً خلافيّة مثل الاستحقاق الرئاسي تستدعي الجلوس حول طاولة حوار يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. إذا سلّمنا جدلاً بذلك، ووافقنا على تخطّي المؤسّسات الدستوريّة والخيارات الديمقراطيّة، أليست هناك حاجة لجلوس الزعماء اللبنانيّين حول طاولة حوار لبحث مسألة سلاح حزب الله وقرار الحرب والسلم الذي يحتكره، وموضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة الذي يُحكى عنه منذ سنوات من دون خطواتٍ تنفيذيّة؟
على المعارضة أن تشترط، للجلوس على طاولة حوار رئاسيّة، أن تُبحث هذه المواضيع كلّها على طاولة حوار وطنيّة وإلا لن ينفع أيّ حوارٍ مع فريقٍ يريد كلّ شيء، من الرئاسة إلى الإدارة والتشريع إلى قرار الحرب والسلم…
فالاتفاق على رئيسٍ للجمهوريّة، أيّ رئيس، لا يعني أبداً خروج لبنان من أزماته، لأنّ غالبيّة هذه الأزمات باتت مرتبطة بهيمنة حزب الله على مفاصل أساسيّة في هذا البلد، متجاوزاً المؤسّسات الشرعيّة والدستور. وأيّ رئيسٍ سيأتي، من دون الاتفاق على حلول وتخلّي الحزب عن هيمنته، لن يتمكّن من فرض استراتيجيّة دفاعيّة ولا من توقيف مطلوبٍ محميّ، ولا من ردع مخالفة بناء في مناطق نفوذ حزب الله…
هل يريد “الثنائي” حواراً؟ حسناً، فليجلس الجميع على طاولة حوار لنجيب على سؤال “أيّ لبنان نريد؟” وما هو الحلّ للمشكلة الأكبر، حزب الله، الذي يجعل البلد رهينةً سياسة المحاور؟ وحينها، لا ضير بأن نبحث بعد ذلك، على طاولة حوار، في الملف الرئاسي.
“أيّ لبنان نريد؟”، قبل “أيّ رئيس نريد؟”…
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |