لبنان بين السياحة المنتعشة والفوضى الأمنية!
شبّهت صحيفة “الأنباء الكوينية” لبنان بـ”واحدة من دول أوروبا” نظرًا لما يشهده من ازدحاما وحركة كبيرين في موسم الصيف، فيوم أمس الأحد كان كغيره من أيام عطلة نهاية الأسبوع: “زحمة سير صباحية لقاصدي الشواطئ والمجمعات البحرية، ومثلها في ساعات المساء الأولى”، وذلك إلى جانب “صعوبة في إيجاد طاولة في مطعم من دون حجز مسبق”.
وإلى جانب إكتظاظ المطاعم والمقاهي، انطلقت المهرجانات في مختلف المناطق لهذا الموسم مع بداية شهر تموز الجاري، فقد أعلنت أغلبية المهرجانات عن برامجها، مثل مهرجان أعياد بيروت، ومهرجانات بيبلوس الدولية، ومهرجان إهدنيات الدولي، بالإضافة إلى مهرجانات جبيل والبترون وغيرهما، كما تم التخطيط للعديد من الحفلات الضخمة خلال الشهرين المقبلين، والتي ستجمع العديد من النجوم اللبنانيين والعرب من الصف الأول.
السياحة بالأرقام
وسجل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أعلى أرقام منذ بداية عام 2024 خلال حزيران الماضي، وشمل هذا الارتفاع عدد المسافرين من وإلى لبنان، وكذلك الرحلات الجوية لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية التي تستخدم هذا المرفق الحيوي.
كما بلغ عدد الوافدين إلى لبنان منذ مطلع العام وحتى نهاية حزيران الماضي مليونا و545 ألفا و666 زائرا، وبلغ عدد المغادرين مليونا و452 ألفا و996 مغادرا، وفقا لبيانات المطار.
وبلغ عدد الوافدين إلى لبنان 406 آلاف و396 وافدا مقارنة بـ427 ألفا و854 وافدا في حزيران 2023، بتراجع بلغت نسبته 5%.
في المقابل، سجل عدد المغادرين 300 ألف و362 مغادرا مقارنة بـ280 ألفا و366 في الشهر ذاته من العام الماضي، بزيادة قدرها 7.13%.
وكانت وزارة السياحة قد أطلقت حملتها لموسم 2024، تحت شعار “مشوار رايحين مشوار”، وذلك لكون السياحة تساهم في توفير فرص العمل وزيادة النشاط الاقتصادي، مما ينعكس إيجابا على حياة اللبنانيين.
فوضى أمنية متنقلة
غير أن هذا الزخم السياحي، رافقه فوضى أمنية في بعض المناطق في الأيام الأخيرة، يُخشى أن تكون في بعض جوانبها من مفاعيل “تعليق” الدولة والاستقواء المُزْمِن عليها، كما تَعاظُم الشعور بـ “فائض القوة” في ضوء مجريات المواجهات على جبهة الجنوب، بحسب ما جاء في “الرأي”.
هذه الإشكالات المتنقلة في أكثر من منطقة عمقت “نقزةً” عبّرت عنها أوساط من ارتفاع منسوب الاحتقان والتوتر الداخلي لاعتقاد الحزب وبيئته أنه كرّس “التحكم والسيطرة” على البلاد، متوقفة في سياق متصل عند خروج “سرايا المقاومة” إلى دائرة الضوء مجدداً من على جبهة الجنوب.
واعتبرت أن هذا التطور قد يكون أكثر رسالةً إلى الداخل اللبناني رَبْطاً بإشاراتٍ كانت برزت إلى أن الحزب لن يتسامح بعد اليوم مع المواقف السياسية والإعلامية المنتقدة بشدة لإمعانه في ربْط لبنان بمصير غزة وتفرّده بقرار الحرب والسلم وصولاً إلى تجييره لزعيم حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار.
وكانت منطقة برج حمود، ذات الغالبية الأرمنية، شهدت في اليومين الماضيين إشكالات مع مناصرين لـ “حزب الله”، على خلفية شعائر دينية ورفْع رايات على جدار ومدخل مقام كنسي أرمني، ليتطوّر الأمر ليل السبت الى حصول إطلاق نار أدى إلى جرح ربيع الدغلاوي الذي توفي أمس متأثراً بإصابته الحرجة في الرأس.
وأعلنت اللجنة التنفيذية لحزب “الهنشاك” في بيان لها “اننا نرفض وندين قيام بعض الأفراد بترديد شعارات تثير النعرات الطائفية لا تمت بصلة لأجواء العيش في المنطقة، كما نشعر بالريبة عن كيفية تطور حوادث فردية الى شغَب جماعي وتعدٍ على أندية حزبية محلية ومحاولة اقتحام كنيسة السيدة العذراء للأرمن الأرثوذكس”.
واعتبرت ان “ما حصل على بعد أمتار قليلة من مقر قوى الأمن الداخلي، يدل على أن الذين حاولوا تطوير الإشكال لا يأبهون بالقوى الأمنية أو بالأمن في المنطقة”.
ودعت أهالي المنطقة الى “العودة الى المنطق والحكمة لعدم الانجرار الى الفتن والتفلت الأمني”.
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وقع إشكال منتصف ليل السبت – الأحد بين مناصرين لـ “حزب الله” وآخَرين لحركة “أمل” تخلله إطلاق نار، وذلك بعد انتهاء مجلس عاشورائي في إحدى الخيم في منطقة معوض ما أدّى إلى مقتل مسؤول “حزب الله” في حي ماضي الملقّب بـ “ابو سمرا” (سمير قباني).
وتعقيباً على الإشكال، أصدرت قيادتا “حزب الله” وحركة “أمل” بياناً جاء فيه: “على إثر الإشكال الفردي الذي حصل في منطقة حي ماضي، والذي تطور إلى اطلاق نار نتج منه إصابة الشهيد الحاج سمير قباني من طريق الخطأ، تدخَّل الجيشُ ونفّذ انتشاراً واسعاً، وباشر التحقيق لتوقيف المتورطين. ان قيادتي الحركة والحزب تتقدمان بالتعزية من عائلة الشهيد وتشددان على ضبط الأمن من خلال القوى والأجهزة الأمنية الرسمية”.
مواضيع ذات صلة :
الحرب تضرب قطاع السياحة.. وخسائر بالمليارات! | “كارثة” تضرب الموسم السياحي في لبنان .. الخسائر تتخطّى الـ3 مليار دولار! | أمين عام اتحاد النقابات السياحية: إرحموا لبنان والسياحة |