بعد اختلاط مياه البحر بمواد بترولية في عكار… هل نأكل السمك البلدي؟
أثار تسرب مواد بترولية واختلاطها بمياه البحر في منطقة حي البحر في سهل عكار، حالاً من الهلع والخوف لدى الأهالي لما قد تسببه هذه المواد من أمراض وأضرار، وطالبوا المعنيين بضرورة الكشف على مكان ومصدر هذه المواد تجنباً لخطر بيئي كبير
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
اشتكى أهالي منطقة حي البحر في سهل عكار من اختلاط مياه البحر بمواد بترولية وسط روائح كريهة، بعد أن كان عدد من العائلات والأطفال يسبحون هناك، الأمر الذي أدى إلى حال من الهلع والخوف لدى الأهالي لما قد تسببه هذه المواد من أمراض وأضرار. كما طالبوا المعنيين بضرورة الكشف على مكان ومصدر هذه المواد تجنباً لخطر بيئي كبير، وحرصاً على سلامة رواد البحر وعلى الثروة السمكية في المنطقة.
من هنا، كانت النصيحة بعدم النزول إلى الشاطئ وعدم أكل الأسماك من مياهه إلى حين تنظيفه.
موقع “هنا لبنان” حاول الاتصال بوزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين لسماع رأيه في الموضوع ولكن لا إجابة”.
بدورها تشرح الخبيرة في الشؤون البيئية د. فيفي كلاب لـ “هنا لبنان” أنّ “اختلاط مواد بترولية بمياه البحر من المؤكد أنه يؤثر على نظافة وسلامة المياه كما ويؤثر على الأسماك وفقاً لبقعة انتشار هذه المواد، وأيضاً على التنوع البيولوجي في قعر البحر بسبب الترسبات، ما يؤثر أيضاً على الأسماك الموجودة في هذه الرقعة حسب كمية النفط ولزاجته، مشيرة إلى أن المواد البترولية إن كانت سميكة تستغرق وقتاً أكثر للتبخر، وإن تسربت على الشواطئ الرملية تبقى لفترات طويلة فيها ما يؤثر على الحياة البحرية وعلى السباحين”.
وتتابع: “هذه المواد تجعل المنطقة غير آمنة للسباحة، لذلك على المواطنين تجنبها لأن جسم الانسان قد يمتص المواد البترولية، وقد يتعرّض للحساسية لما تحتويه على معادن ثقيلة ومضرة”.
كما تنصح كلاب المواطنين “عدم تناول الأسماك الموجودة في المياه التي تسربت إليها المواد البترولية حفاظاً على صحتهم وسلامتهم، باستثناء الأماكن البعيدة عن التلوث حيث يمكن تناول الأسماك منها وخصوصاً السمك الكبير الذي يهاجر ويعود بشكل مستمر عكس الأسمالك الصغيرة التي تبقى في مكانها”.
وعن طريقة تنظيف البحر من المواد البترولية تقول: “هناك طريقتان لتنظيفه، وتختلف وفقاً لنوع الشاطئ، فبالنسبة للشواطئ الرملية يمكن غربلة أو قشّ الرمل أما الشواطىء الصخرية فتكون أكثر تعقيداً إذ يتطلب الأمر غسلها أو شفطها وهي طريقة مكلفة وصعبة جداً”.
وتتابع: “على الرغم من أننا نعلم بأن البحر ينظف نفسه بنفسه، ولكن في هذه الحالة يبقى الأمر متعلقاً بالكمية المسربة وبأمواج البحر والرياح التي من شأنها أن تنقل المواد الملوثة من مكان إلى آخر”.
وتدعو كلاب “هيئة إدارة الكوارث التي لم نسمع يوماً عن إنجازاتها، لمواكبة الموضوع ومتابعته”.
وتقول: “في جميع دول العالم يكون التخلص من المواد البترولية سهلاً للغاية حيث يقومون بوضع الفواشات أو المضخّات لامتصاصها، مشيرة إلى أن المواد التي تم تسربها ليست كبيرة ويمكن التخلص منها في حال تضافرت الجهود وأبدت الوزارات المعنية حسن نية في هذا الموضوع وتحركت من أجل التصدي للكوارث البيئية”.
وتذكر كلاب بحادثة تسرب النفط من خزانات الجية عندما ضربتها الطائرات الإسرائيلية سابقاً، مشيرةً إلى أن وزارة البيئة بالتعاون مع الجمعيات البيئية تصرفت بحزم وسحبت كمية كبيرة من النفط من المياه، ما يعني أن الإرادة السياسية إن وجدت فنحن قادرون على حل أصعب المشاكل”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |