الرئاسة محتجزة حتى انتهاء الحرب


خاص 17 تموز, 2024

يمكن فهم الشرط التعجيزي الذي وضعه الرئيس نبيه بري، المتمثل بمناورة الحوار، في خانة ملء الوقت الضائع. فبري يعرف، أنّ حزب الله لا يريد رئيساً الآن، بل هو يفكر في صفقة متكاملة، تعقب وقف إطلاق النار، يكون الملف الرئاسي من ضمنها، وتتوج بالاستيلاء الكامل على مفاصل السلطة كثمن للخسائر التي تكبدها في الجنوب


كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

ما لم تتحقق الهدنة الطويلة الأمد في غزة، وما لم ينسحب ذلك على لبنان، لن يكون للملف الرئاسي أي احتمال للانفراج. هذا على الأقل، ما توحي به تصريحات مسؤولي حزب الله، التي تربط الملف الداخلي بمسار الحرب، دون أي جهد لإخفاء هذا الاحتجاز.
تبعاً لذلك، تصبح كل المبادرات المتتالية، عبارة عن ملء للفراغ بالمزيد من المبادرات، التي يعرف أصحابها أنها مجرد فذلكات لغوية، لا تذهب أبعد من مجرد التمريك، وتصوير الخصم على أنه سبب التعطيل.
تبعاً لذلك أيضاً، يمكن فهم الشرط التعجيزي الذي وضعه الرئيس نبيه بري، المتمثل بمناورة الحوار، في خانة ملء الوقت الضائع. فبري يعرف، أنّ حزب الله لا يريد رئيساً الآن، بل هو يفكر في صفقة متكاملة، تعقب وقف إطلاق النار، يكون الملف الرئاسي من ضمنها، وتتوّج بالاستيلاء الكامل على مفاصل السلطة كثمن للخسائر التي تكبدها في الجنوب.
يقول أحد أركان المعارضة: هدف مبادرتنا كشف التعطيل الذي يمارسه بري، وزركه في زاوية تعمده إقفال المجلس النيابي، ونحن نعرف أنّ هذه المبادرة، لن تلقى أيّ رد إيجابي من قبل الثنائي.
يضيف أنّ الهدف من المبادرة أيضاً، تصويب الصورة لدى بعض أطراف مجموعة الخمس، التي تتوهّم أنّ القبول بالحوار كما يطرحه بري، كفيل بأن يؤدي إلى انتخاب رئيس.
يشرح أكثر: شعرنا في الفترة الأخيرة، أن بعض دول مجموعة الخمس وخصوصاً مصر، تحمّلنا المسؤولية بالتساوي مع الثنائي، في تعطيل الانتخابات، وهذا استوجب أن نتحرك لنشرح أننا نحن المتضررون من التعطيل، وأننا جاهزون للنزول إلى المجلس المقفل بقرار من رئيسه وأنّ الجهد الدولي والعربي يجب أن يكون الضغط على الثنائي المعطل، لا على المعارضة المستعدة للقيام بدورها قبل وبعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.
يدور الملف الرئاسي في حلقة مفرغة، زيارات ومبادرات، وإصرار من الثنائي على استمرار تجميد الملف. يعرف مرشحه سليمان فرنجية ذلك، وهو حسب مصادر المردة لن ينسحب طالما أنّ هذا الانسحاب يعني إعطاء الفرصة لباسيل كي يحدد من هو الرئيس المقبل بالاتفاق مع حزب الله، ما سيؤسس للتمديد لعهد صدامي جديد، ولتغليب نزعات التطرف المتصاعد في أكثر من بيئة وتقويض ما تبقى من صورة للدولة.
في زاوية من كليمنصو، يقرأ وليد جنبلاط الجو القاتم الناتج عن انعكاس أزمة لبنان على المنطقة، فيعبر عن القلق من أنّ الحرب ستكون طويلة في ظل غياب أي أفق للإنفراج. قراءة لا تنتج عن تقاعد سياسي، بل عن متابعة دقيقة لأحداث المنطقة وما ستؤدي إليه من نتائج.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us