نصر الله يتوعّد “دبابات إسرائيل”.. ومخاوف لبنانيّة من “عواقب كارثية” للتصعيد
عاشت القرى الجنوبية منذ صباح اليوم هدوءًا حذرًا، في ظلّ غياب القصف العنيف المتبادل الذي عادة ما تشهده الجبهة بين “حزب الله” وإسرائيل. فيما برز تهديد جديد أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ذكرى عاشوراء، بالقضاء على دبابات إسرائيل إذا دخلت إلى جنوب لبنان، مجددًا التأكيد بأنّ الجبهة في الجنوب لن تتوقف ما دامت حرب غزة مستمرة.
“الحزب” يردّ على قصف “أم التوت”
في هذا الوقت، أعلن “حزب الله” أنّه وفي إطار الرد على القصف الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل واستهداف المدنيين، وخصوصًا المجزرة المروعة في بلدة أم التوت وسقوط ثلاثة شهداء أطفال، قصف عناصر “الحزب” مستعمرتي “ساعر” و”غشر هازيف” بعشرات صواريخ الكاتيوشا”.
يأتي ذلك فيما نقلت سيارات الإسعاف التابعة لكشافة الرسالة الاسلامية من مستشفى جبل عامل في صور إلى تجمع القاسمية، جثامين الشهداء السوريين الثلاثة الذين سقطوا عصر أمس، من جراء غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية على حقل زراعي يعملون فيه في بلدة أم التوت الحدودية في القطاع الغربي.
وانطلق الموكب من أمام مستشفى جبل عامل وصولًا إلى تجمع القاسمية شمال مدينة صور حيث ووريوا في جبانته بعد الصلاة على جثامينهم.
من جانبه، حذّر أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، إسرائيل من اجتياح لبنان، قائلًا: “إذا جاءت دباباتكم إلى لبنان وجنوبه لن تعانوا نقصًا في الدبابات، بل لن يبقى لكم دبابات أصلًا”، كما أكد أن “جبهة لبنان لن تتوقف ما دام العدوان مستمرًا على غزّة”.
وأوضح في مسيرة عاشوراء أن الجهة المفاوضة في لبنان هي الدولة اللبنانية وكل ما يُشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود اللبنانية غير صحيح ولم يتم أي اتفاق حتى الآن، مشيرًا إلى أن “التمادي الإسرائيليّ باستهداف المدنيين في جنوب لبنان سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم ضربها في السابق”.
كما شدد نصر الله على أنه “أيًا يكن الدعم التي ستقدمه الدولة لأهالي المناطق الحدودية، سنعيد إعمار بيوتنا وسنشيّد قرانا الأماميّة كما كانت عليه قبل الحرب”.
بو حبيب يحذر من “عواقب كارثية”
سياسيًا، شدد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب خلال لقاءاته نيويورك على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة وفي جنوب لبنان، وعلى أهمية تنفيذ القرار ۱۷۰۱ بالكامل.
كما حذّر من العواقب الكارثية التي ستطرأ في ظلّ أي تصعيد إسرائيلي تجاه لبنان، أو أي إجتياح إسرائيلي للبنان، مُنَبّهًا من توسّع رقعة الحرب لتصبح حربًا إقليمية.
إلى ذلك، أشار بو حبيب إلى أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وفي جنوب لبنان، مُثنيًا على مساعي وجهود الوسطاء الدبلوماسية، ومؤكدًا التزام لبنان بالمبادرات والحلول التي تهدف إلى خفض التصعيد، وتعزيز الأمن والسلم الإقليميين.
بو عاصي: المواجهة الشاملة ليست من مصلحة “الحزب” وإيران
في السياق عينه، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي، أنّ “الدولة ليست غائبة عن الجنوب إنما مغيَّبة عنه، والفرق كبير جدًا، لأن “الحزب” يعتبر أن الجنوب منطقة حصرية له ولا مكان للقوات الدولية والجيش اللبناني”.
أضاف في مقابلة مع موقع “القوات اللبنانية”: “الحزب” مستمر بالاشتباك الحاصل مع إسرائيل وبأي لحظة يمكن أن تتفلت الأمور من يد الجميع وندخل بحالة حرب مدمرة لشعبنا ولناسنا. 96 ألف مواطن جنوبي تركوا الجنوب خوفًا من هذه العمليات العسكرية، هؤلاء ليسوا ملك “الحزب” إنما هم مواطنون لبنانيون نحن حريصون عليهم كأي مواطن لبناني في البلد”.
وعن مخاوفه من تفلت الأمور فجأة واتجاهها إلى المواجهة الشاملة، أم أن الوضع مضبوط ضمن قوانين اللعبة الدولية، شدد بو عاصي على أنّ “المواجهة الشاملة ليست من مصلحة “الحزب” وإيران ولا يريدانها. كل ما يريدانه الحفاظ على الوضع متوترًا على الحدود الإيرانية الإسرائيلية، لأن “الحزب” وإيران يعتبران أن حدود لبنان الجنوبية هي حدودهما مع إسرائيل وتسمح لهما بالتسلح والاستمرار بالمزايدات بدعم فلسطين، لكن رأينا أنه أمام كل ما حصل في غزة لم يستطع “الحزب” وإيران فعل أي شيء. باعتقادي هما لا يريدان الحرب خوفًا من ضرب “الحزب” وتقلُّص إمكانياته في الجنوب، في وقت عمله أن يكون حرس حدود لا لإسرائيل، بل لإيران”.
لكن بو عاصي أشار إلى أنّه “من الممكن أن تتفلت الأمور وتدخل في مواجهة شاملة، وما حدث العام 2006 واضح للعيان إذ بدأت بخطف عنصرين وتحرير 6 وانتهت بحرب دمّرت لبنان وكلّفت 15 مليار دولار. على أي حال، الآن الوضع في الجنوب بات يكلّف لبنان مليارات ومليارات الدولارات. الاشتباك ضمن قواعد الاشتباك ترف غير متوفر اليوم وهناك احتمال كبير جدًا ألا يحترم الإسرائيلي قواعد الاشتباك وأن يدمّر أجزاء كبيرة جدًا من لبنان”.
مواضيع ذات صلة :
إسرائيل: سنواصل العمل بحزم ضد “الحزب” | برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة |