هدنة غزة.. مفاوضات “شائكة” وخلافات “عالقة”
تكثف أطراف إقليمية ودولية اتصالاتها الرامية لاستعادة مسار مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بقيادة الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة. وسط خلافات عالقة بين حماس وإسرائيل، حيث تواجه المفاوضات قضايا شائكة.
وفي الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل وحماس الاقتراح الأخير بخصوص هدنة في غزة، وصل وفد إسرائيلي إلى مصر للمضي قدماً في محادثات وقف إطلاق النار.
فقد صرّح 3 مسؤولين مصريين في المطارات، بأن الوفد الإسرائيلي وصل، ولم يقدموا مزيداً من التفاصيل، وفقا لوكالة “أسوشيتيد برس”.
وأضافوا أن الوسطاء الدوليين يسعون إلى دفع إسرائيل وحماس نحو التوصل إلى اتفاق على مراحل من شأنه أن يوقف القتال ويطلق سراح نحو 120 أسيراً من غزة.
يأتي هذا بينما توترت المحادثات بين الجانبين خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما أعلنت إسرائيل أنها استهدفت القائد العسكري لحماس محمد الضيف في ضربة ضخمة.
في حين لا يزال وضعه غير واضح، خصوصا مع تأكيد إسرائيل ونفي حماس.
أما في الداخل الإسرئيلي، فاعتبر رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنيا، الأربعاء، أن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على نقاط جديدة خلال المفاوضات مع حركة حماس من شأنه أن يحبط الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكشف عن أن الخلاف الحالي سببه إصرار نتنياهو على آلية مراقبة لحركة سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وأوضح التقرير أن الوسطاء ينتظرون رد إسرائيل فيما يتعلق بنقطتين، الأولى عودة عناصر حماس إلى شمال قطاع غزة، والثانية انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا ومعبر رفح على الحدود مع مصر، على أن تبدأ المفاوضات بعد أن يصل الرد الإسرائيلي.
فرصة جيدة
يشار إلى أنه ومنذ الأسبوع الماضي، تجري محادثات في قطر ومصر بشأن اتفاق تدعمه واشنطن يسمح بوقف القتال في غزة، الذي دخل الآن شهره العاشر، وإطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس، وذلك بمشاركة رؤساء المخابرات الأميركية والمصرية والإسرائيلية.
كما ذكر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من فريق التفاوض أمام مجلس الوزراء المصغر، أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق، زاعمين أن حركة حماس باتت في وضع صعب، مع ضرورة اغتنام الفرصة لأن الاتفاق على التفاصيل سيستغرق أسابيع، وفق قولهم.
في حين تناولت الصحف العالمية تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقالت إن نقاطا شائكة لا تزال تحول دون التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المأمول بين الجانبين.
فقد نقلت صحيفة “بلومبيرغ” الأميركية عن مصادر مطلعة أن مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل تواجه خلافات رئيسية تتعلق بتحديد عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال الصفقة المقترحة.
وقالت المصادر إن من بين الأمور الشائكة التي تواجهها المفاوضات مدى تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفكرة عدم السماح للنازحين بالعودة إلى شمالي القطاع، وأيضا التمسك ببقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، فضلا عن رفضه الالتزام بوقف دائم للقتال.
نتنياهو يزيد الصعوبات
وفي السياق، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في محادثات مغلقة، وقال فيها إن عدم التوصل لاتفاق خلال أسبوعين يعني أن مصير الأسرى قد حسم، في إشارة إلى احتمال عدم التمكن من استعادتهم.
ووفقا للصحيفة، فقد أكد غالانت أن شروط التوصل إلى اتفاق مع حماس قد نضجت، واتهم نتنياهو بأنه يزيد من الصعوبات حتى لا يخسر عضوي ائتلافه الحكومي المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وفي شأن متصل بالحرب أيضا، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب في اجتماع مع اثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين عن مخاوف جدية بشأن تصاعد عدد الضحايا المدنيين في غزة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، قوله “إن أعداد القتلى المدنيين في هذا الصراع مرتفعة بشكل غير مقبول”.
كما نقلت عن مسؤولين أميركيين أنهم يعتقدون أن التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار لن يتم قبل زيارة نتنياهو لواشنطن الأسبوع المقبل.
لاعب جديد في ساحة المعركة
وفي “وول ستريت جورنال”، قال تقرير إن القوات الخاصة السرية الإسرائيلية “تظهر كأحدث لاعب في ساحة المعركة في غزة”، مشيرا إلى أن وجود وحدة المستعربين السرية الإسرائيلية في القطاع “يضيف عنصرا جديدا متغيرا”.
وقال التقرير إن انكشاف أعضاء هذه الفرقة قد تكون له تداعيات كارثية، لافتا إلى أن التنكر بزي مدنيين قد يكون جريمة حرب في بعض الأحيان.
ونقلت الصحيفة عن أعضاء سابقين في الوحدة أن معظم المستعربين “يركزون على جمع المعلومات الاستخبارية، وتنفيذ الاعتقالات أو العمل على وقف أو منع هجمات على إسرائيل”، حسب قولهم.
وختاما، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالا للنائبة عن حزب العمال الحاكم في بريطانيا زارا سلطانة، دعت فيه رئيس الوزراء كير ستارمر إلى تعليق مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وإنهاء تواطؤ بريطانيا في قتل الفلسطينيين، حسب تعبيرِها.
وقالت سلطانة إن أسطول طائرات إف-35 الإسرائيلية يُسقط جحيما على أهل قطاع غزة، وإن كل طائرة من هذه الطائرات مصنوعة جزئيا في بريطانيا، مضيفة “يجب على حكومتنا الجديدة أن تفعل الشيء الصحيح وتتوقف عن تمكين جرائم الحرب الإسرائيلية”.
مواضيع ذات صلة :
لـ”سد الفجوات المتبقية”.. مفاوضات “هدنة غزة” تنتقل من القاهرة إلى الدوحة | وفد إسرائيلي يتوجه إلى مصر للمشاركة بمفاوضات هدنة غزة | مفاوضات هدنة غزة “أصبحت صعبة”.. حماس لن تشارك و”نتنياهو يستغلها لمصلحته” |