سهرة تتحولّ إلى معركة والسبب “أجرة تاكسي”!
انتقلت سهرة شبابية من ملهى ليلي في منطقة الكرنتينا إلى غرفة يشغلها هولندي في أحد فنادق العاصمة، واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى، قبل أن تتحول الغرفة إلى ساحة عراك بسبب “أجرة تاكسي”
كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:
انتقلت سهرة شبابيّة من ملهىً ليلي في محلّة الكرنتينا إلى غرفة يشغلها هولندي في إحدى فنادق العاصمة، وعلى وقع الكحول والمكسرّات استمرّت السهرة حتى ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل. لكن وقبل مغادرة ضيفي “الهولندي” الفندق، تحوّلت الغرفة فيه إلى ساحة عراك والسبب “أجرة تاكسي”.
اختار “دايلن.ج” وهو هولندي الجنسية السهر في ملهىً ليلي في محلّة الكرنتينا مع صديق له، حين التقيا بشخصين عرّفا عن نفسيهما باسم “سامي” و”مارك” وجرى خلالها تبادل أرقام الهواتف بين الشبان الأربعة.
ما إن انتهت السهرة وعاد “دايلن” إلى غرفته في إحدى فنادق شارع الحمرا ببيروت، حتى بادر إلى الاتصال بالشخصين المذكورين عبر تطبيق “الواتساب”، واتفق معهما على إكمال السهرة في غرفته. حضر “سامي” و”مارك” الى الفندق وبدأوا جميعاً احتساء الكحول وتناول المُكسّرات. بعد انقضاء ساعتين، طلب “سامي” و”مارك” من “دايلن” مبلغاً من المال لدفع بدل سيارة أجرة، فسلّمهما مبلغاً لكنّه لم يُرضِهما وأرادا المزيد، وعند رفض “دايلن” الاستجابة لطلبهما، أقدم “مارك” على وضع الحزام على عنقه وتثبيته، في حين قام “سامي” بسرقة مبلغ 400 يورو من محفظته. حاول الشاب الهولندي الصراخ بغية طلب النجدة، غير أنّ ضيفيه سارعا إلى ضربه ضرباً مبرحاً نال بنتيجته تقريراً طبيّاً قضى بتعطيله عن العمل مدة أسبوعين.
الواقعة التي فصّلها قرار ظني صدر عن القاضي وائل صادق، بيّنت أنه خلال تفتيش الغرفة العائدة للمدعي من قبل القوى الأمنية تمّ العثور على جهاز خلوي نوع سامسونغ عائد لأحد المعتدين، وبعد التواصل مع الرقم الذي اتصل به الهولندي بالمدعى عليهما من قبل القوى الأمنية، أجاب أحدهما على الاتصال معرّفاً عن نفسه أنه يدعى “سامي.ع” فيما عرّف رفيقه الذي كان معه عن نفسه أنّه “مارك.م” وقد وعدا القوى الأمنية بالحضور أمامها لكنهما لم يفعلا. غير أنّ شركات الهاتف الخلويّ بيّنت أن الهاتف المضبوط، مُسجّلٌ باسم “راني.ش” فيما الرقم الذي جرى الاتصال عليه يعود لـ “أسامة. م” وأن المدعي تعرّف على الرسم الشمسي العائد للمدعى عليه “أسامة.م” على أنه أحد الشخصين اللذين تعرّضا له وأنّه يجزم هذا الأمر، في حين أكد أنّ المدعى عليه الآخر “راني.ش” ليس هو الشخص الذي اعتدى عليه وأسقط حقّه الشخصي عنه كما أنكر الأخير ما نُسب إليه.
وشرحت حيثيات القرار الظني أنّ “أسامة.م” أقدم على سرقة المدعي الهولندي باستعمال العنف مع شخص ثانٍ لم يتوصّل التحقيق إلى معرفة كامل هويته، فيما لم تبيّن أقوال “دايلن” أنّ نية المدعى عليهما كانت متجهة إلى قتله بعدما صرّح أن وضع الحزام على رقبته كان بهدف تثبيته وأنّ المدعى عليهما قاما بضربه بعد سماع صراخه.
وخلص القاضي صادق إلى اعتبار فعل المدعى عليه “أسامة.م” منطبقاً على جناية المادة 638 عقوبات وإصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه، فيما منع المحاكمة عن “رامي.ش” وأمر بتسطير مذكرة تحرّ دائم لتبيان هوية الشخص الثاني الذي اشترك مع “أسامة.م” في سرقة المدعي وضربه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أطفال لبنان يعيشون كابوس الحرب ويُرعبهم صوت “أدرعي” | سجناء لبنان ينزحون أيضاً: قلقون على حياتهم وذويهم | سجناء “رومية” يصعّدون تجاه الأوضاع اللاإنسانية |