انتخابات الرئاسة “أكبر المهازل”.. جعجع يوجه انتقادات حادة لـ”الممانعة”!
أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع أن “محور الممانعة، وعن سابق تصوّر وتصميم، يعطل الانتخابات الرئاسية لسببين: الأول هو عدم قدرته على تأمين أغلبية لمرشحه، والثاني هو انتظار مجريات الأحداث في المنطقة لمعرفة كيفية التصرف في الداخل، باعتبار أن لبنان يأتي في المرتبة 17 في سلم أولوياتهم، فكل ما يحدث في المنطقة هو الأهم بالنسبة لهم، ولبنان يأتي بعد ذلك”.
كلام جعجع، جاء في العشاء الذي أقامه رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف في دارته في بقاعكفرا على شرف البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمناسبة عيد القديس شربل، في حضور: النائب ستريدا جعجع، النائب السابق جوزيف اسحق، النائب البطريركي على الجبة وزغرتا المطران جوزيف نفاع، المدير العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأب طوني فخري، قائمقام قضاء بشري ربى الشفشق، قائد منطقة لبنان الشمالي الإقليمية في قوى الامن الداخلي العميد مصطفى بدر، رئيس رابطة مخاتير قضاء بشري الكسي فارس، رؤساء بلديات: حصرون – المهندس جيرار السمعاني، بزعون – رامي بو فراعة، حدث الجبة – جورج شدراوي، قنات – أنطوان سعادة، عبدين – نبيل ابو النصر، بقرقاشا – جورج البطي، رئيس مجلس إدارة مستشفى بشري الحكومي أنطوان جعجع، قائد سرية أميون العميد ميلاد نصرالله، قائد مفرزة الشمال القضائية العميد ريمون خليفة، رئيس مكتب استقصاء الشمال المقدم بطرس سيدة، مدير مكتب اللواء الياس البيسري المقدم الفرد صغبيني، مدير مكتب مخابرات بشري المقدم ايلي زكريا، المقدم خليل الاشقر، آمر فصيلة بشري النقيب شربل انطون، مأمور نفوس بشري جان ايليا، لفيف من الكهنة، وحشد من الفاعليات الأهليّة والمدنيّة في البلدة.
من جهة أخرى، تطرّق جعجع إلى الوضع الراهن في الجنوب اللبناني، مستعرضاً تساؤلاته حول مسار الأوضاع العامة وما سيؤول إليه المستقبل. وقال: “منذ 8 أشهر حتى يومنا هذا، نسمع نظريات جمّة، نظريات من هنا وهناك، أي من المقاومة إلى الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر وصولاً إلى مختلف أنواع النظريات الممكنة”، مشدداً على أهمية التركيز على الدفوع الشكلية في مناقشة النظريات المطروحة، وقال: “أود أن أتوجّه إلى جماعة “المقاومة” بالشكل، فقط بالشكل، لأسألهم: من أعطاكم الصلاحيّة أو كلّفكم بأن تشنوا حرباً نيابةً عن الشعب اللبناني برمته!؟ لم يكلّفكم أحد”.
وانتقد جعجع الحكومة لعجزها عن اتخاذ القرارات الضرورية، وقال: “أنت أيتها الحكومة التي كلّفك الشعب اللبناني اتخاذ القرارات عنه ما الذي تقومين به؟ أنت لا تقومين بشيء ولا تحركين ساكناً. وبالتالي نحن اليوم واقعون بين مجموعة “فاجرة” تصادر قرار الشعب اللبناني “عينك بنت عينك” ويقولون بكل وقاحة “من يوافق يوافق ومن لا يوافق لن نهتم لرأيه فنحن “مقاومة” وسنكمل بما نحن نقوم به غير آبهين لرأي أحد”.
وشدد جعجع على أن “الحرب في الجنوب أسفرت، حتى اليوم، عن مقتل أكثر من 500 شهيد، من دون وجود أي سبب واضح لهذه الحرب. نحن نعرف تمامًا الأطماع الإسرائيلية، ولكن كيفية اندلاع الحرب في الجنوب وأهدافها مسألة مختلفة. المفترض أن الحرب الحالية تهدف إلى دعم غزة، في حين ان الأخيرة تعاني من دمار شامل، ولم يعد فيها “حجر على حجر”، أي أنها لم تستفد بشيء من هذه المساندة. حتى الآن، لقد سقط أكثر من 40,000 قتيل في غزة، بالإضافة إلى 500 شهيد في لبنان، وكل هذا هدفه الحقيقي ليس دعم غزّة وإنما بقاء “حزب الله” وإيران ضمن المعادلة الإقليمية. المؤسف أن “حزب الله” ارتضى أن يلعب هذا الدور، في الوقت الذي يجب على إيران أن تتولى مسؤولية الحرب مباشرةً إذا ما كانت تريد البقاء ضمن المعادلة الإقليميّة بدلاً من استخدام لبنان كوسيلة لتحقيق أهدافها”.
بعدها انتقل جعجع للحديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية. واصفًا هذه الانتخابات بأنها “أكبر المهازل” التي يعيشها لبنان، ووجه انتقادات حادة لجماعة “الممانعة” لتعطيلهم الجلسات الانتخابية، وقال: “في الانتخابات الرئاسية السابقة، لم يُسلط الضوء على الجانب الذي نقوم بتسليط الضوء عليه في هذه الإنتخابات، ما أدى إلى النتيجة التي نعرف. أما هذه المرة، فالأمور مختلفة تماماً، فهي ليست ككل مرة سابقة”.
واعتبر أنه “في الفراغ الرئاسي يستمر تعطيل الاستحقاق وفق الآليات الدستورية، وسط احتدام التجاذب الداخلي والارتهان الخارجي، حتى يبدو مجلس النواب مشلول القرار والدور بفعل إغلاقه المُحْكَمَ غير المبرر”. وقال: “إن هذا التعطيل المتمادي يهز الصيغة اللبنانية، التي ارتضاها اللبنانيون، وبلوروها بالميثاق الوطني. وفي الانهيار الاقتصادي يزداد فقر الفقراء، وقد قُضِي على الطبقة الوسطى، وتحولت فقيرة، والحاجة تولد التوتر والاقتتال ، بِقَدْرِ ما تضاعف نزعة الهجرة إلى الخارج”.
مواضيع ذات صلة :
سعيد: بكركي ليست “بوسطجي” | ما موقف تكتّل “الاعتدال الوطني” من التطوّرات الأخيرة؟ | “المأزق” كلمة لا تفي بالمطلوب في توصيف استحقاق رئاسة الجمهورية |