“دخان الحرب” يتصاعد إقليميًا.. لبنان والمنطقة على شفير الهاوية!
تتراجع نسب التفاؤل في المنطقة بإمكانية التوجه إلى حلّ دبلوماسيّ يُنقذ الإقليم من حرب كارثية، لا سيما في ضوء التصعيد الذي شهدته مختلف الجبهات، خصوصًا تلك التي تمثلت بالقصف الإسرائيلي لليمن وما تبعه من تهديدات حوثية بالردّ، إلى الضربة الخطيرة التي شنّتها إسرائيل على مخزن عسكري تابع لـ “حزب الله” في عدلون، جنوب لبنان.
في هذا الإطار، أشارت صحيفة “اللواء”، إلى أنّ الحرب اتخذت منعطفًا جديدًا أكثر خطورة، وتحوّل الإقليم إلى قنبلة موقوتة، فالحوثيون تعهدوا بتصعيد الهجمات، ثم أنها المرّة الأولى التي تضرب إسرائيل دولة أخرى غير لبنان وسوريا منذ سنوات، ما يُشير إلى أن احتمالات الانزلاق نحو حرب إقليمية أوسع، تزداد مقابل فشل كل المساعي الدبلوماسية لوقف الحرب في غزّة أو باقي المحاور.
التصعيد لم يتوقف على اليمن، بل إن للبنان نصيبًا أيضًا، تمثّل بضربة عدلون النوعية والخطيرة أيضًا، فالقصف القريب من منطقة صيدا استهدف مخزنًا عسكريًا تابعًا لـ”حزب الله” حسبما زعم الجيش الإسرائيلي، وأكّدته الانفجارات الضخمة التي هزّت المنطقة نتيجة انفجار الصواريخ المخزّنة.
مراقبون أشاروا لـ “اللواء” إلى أن ضربة عدلون تحمل رسائل متعدّدة، منها ما هو رد على الضربات النوعية التي قام بها “حزب الله” في الفترة الأخيرة مستهدفًا مواقع غير مستهدفة سابقًا، ومنها ما هو رسائل للداخل الإسرائيلي بعد تصعيد الجبهات، مفادها أنّ إسرائيل لا تزال تُسيطر على المشهد العسكري والمبادرة بيدها لا بيد المحور الآخر.
في المحصّلة، يبدو أن المنطقة على شفير الهاوية، وأسهم الحرب أعلى من أسهم التسويات حتى الساعة، ومنعطف انتخابات الرئاسة الأميركية لا يخدم في تهدئة الأمور مع استثناء واحد، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن قد يدفع بكل قوته لإنهاء الحرب، كونه لم يعد يقلق من الغضب الإسرائيلي عليه بعد إعلانه التنحي، لتحقيق خرق وحيد بعد ولاية مليئة بالحروب والصدامات، من أوكرانيا إلى غزّة.
في هذه الأجواء، تستعد المنطقة لاستقبال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكجورك، لإجراء محادثات في شأن غزة بالتزامن مع خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي في 24 من الجاري.
وقال مسؤول أميركي إنّ ماكجورك سيتوجه إلى المنطقة لإجراء مشاورات في شأن النزاع في غزة، ومن المقرر أن يزور دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن. ولم يُدل هذا المسؤول بمزيد من التفاصيل عن مناقشاته المقررة. في الوقت الذي تجري الولايات المتحدة وحلفاؤها مفاوضات لتحقيق اتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة “النهار” أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدرس تعزيز القوة الفرنسية في اليونيفيل في الجنوب بزيادة عديدها إلى حوالي 1000 جندي أو أكثر من أصل 750 كما هي الآن.
وكانت القوة الفرنسية في السابق بعدد 1000 جندي مع تحسين تجهيزات القوة على أن تكون جاهزة بشكل أفضل عندما تحتاج إلى التدخل في القرى وأن تكون مجهزة بالوسائل الإلكترونية المتقدمة لكي تمكن فرق اليونيفيل من معرفة مكان انطلاق القصف.
ويدرس الرئيس الفرنسي حاليًا الموضوع مع رئيس الأركان الفرنسي الجنرال أوركارد وقد يعلن عن ذلك في الأسابيع المقبلة.
وفي رأي الرئيس ماكرون أن تعزيز القوة الفرنسية، يقوي صدقية اليونيفيل خصوصًا في ظل احتمال أن تشن إسرائيل هجومًا على لبنان، إذ يصبح أصعب على الإسرائيليين أن يتحركوا إذا كانت القوة معززة، مع إمكان معرفة نقاط انطلاق القصف، وسيكون في إمكان اليونيفيل أن تنشئ معادلة قوة مختلفة مع “حزب الله” في تحديد المسؤوليات.
لكن في اعتقاد ماكرون، بحسب مصدر فرنسي رفيع، أنّه ما زال هناك إمكان لتجنب الأسوأ في لبنان، وفرنسا لا تنوي تغيير مهمة قوة اليونيفيل التي يصفها المصدر بأنها مهمة صلبة حسب قرار انتشارها.
وقال المصدر في حديثه لـ “النهار” إن ماكرون ما زال يتابع عن قرب الوضع في لبنان ويهتم به وهو ما زال عازمًا على زيارة لبنان، ويتساءل عن الوقت المناسب ما إذا كانت في نهاية السنة أو في وقت آخر.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |