برّي يطرح سلّة متكاملة.. ولا رئيس قبل تشرين!

لبنان 23 تموز, 2024

لا يزال الملف الرئاسي اللبناني رهينة السجالات، فيما لم تثمر أيّ من المبادرات حتى تاريخه، في هذا السياق كشفت “اللواء” أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري طرح أن يصار إلى التفاهم على سلة رئاسية – حكومية، لا تشمل فقط الرئيس العتيد، بل ايضاً رئاسة مجلس الوزراء، واعضاء الحكومة الجديدة، في حال انتخاب رئيس كسلة واحدة، الامر الذي يذكّر بالصيغة الفرنسية التي كانت تقضي بانتخاب سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، مقابل تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة.
وبحسب مصادر موثوق بها في ثنائي أمل- حزب الله، فالمبادرات الحالية ما هي الا مضيعة للوقت، فلا خطوات جدية للحل، ولا تغيير في مواقف القوى المسيحية مما يجري، وعليه يتراجع الملف الرئاسي الى اسفل السُلَّم في الاهتمامات المحلية.

في حين اعتبر مصدر مطلع لـ”الأنباء الكويتية”، أنّ “تساقط المبادرات الواحدة تلو الأخرى، يغلق الأبواب أمام انتخاب رئيس يخرج البلاد من الأزمة التي تتخبط بها. وإذا كان لبنان قد عاش تجربة مماثلة في العام 2014، استمرت سنتين و5 أشهر، فلا بد من الإشارة إلى ان الواقع السياسي كان مختلفا، كذلك لم يكن الانقسام السياسي بهذه الحدة، فالحكومة كانت منسجمة وتجتمع بكامل أعضائها، وتقارب الملفات بتوقيع الوزراء جميعهم. كما ان التشريع لم يمنعه الشغور الرئاسي ولو بالحد الأدنى”.

وأضاف المصدر: “تراجع الاهتمام الإقليمي والدولي بالملف الرئاسي، مرده إلى ترقب تداعيات حرب غزة التي بدأت تأخذ منحى أكثر حدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبا، وذلك بعد رفع سقف المشاركة الحوثية في العمليات العسكرية”.

وأشار المصدر إلى ان “التحرك الأميركي – الفرنسي المشترك عبر الموفدين الأميركي آموس هوكشتاين والفرنسي جان إيف لودريان بالتوجه إلى المنطقة في محاولة لإحداث خرق، غير مضمون النتائج لأن مفاتيح الاستحقاق الرئاسي موزعة في اتجاهات عدة، ولا يمكن الجمع بينها في هذه المرحلة في ظل الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق بشأنها”.

من جهته، أشار الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي إلى أنّه “لا يمكن أن تسمح طهران من خلال ذراعها “الحزب” بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية (والبرهان تهرّب “الثنائي” من لقاء المعارضة)، طالما أنها تنتظر مسألتين: إنتخاب الرئيس الأميركي ومصير غزة”.

وتابع: “من الآن إلى حسم المسألتين، ومعرفتها بما سترسو عليه مصالحها، ستستمر في تشغيل أذرعها من اليمن والعراق ولبنان، صعوداً أو هبوطاً… أو مراوحة”.

في السياق، أوضحت الجمهورية إلى أنّ الرئاسة إلى ما بعد تشرين، لافتة إلى أنّه “لا توجد اي مؤشرات لتحريك الملف الرئاسي في المدى المنظور. بل انّ خطوط التواصل الداخلي حيال هذا الملف مقطوعة بالكامل، ما خلا محاولات محدودة لإعادة وضع القطار الرئاسي على سكة التوافق”.

فما أوضحت مصادر رسمية رفيعة للصحيفة أنّ “الملف الرئاسي مؤجّل الى حين تقرّر الولايات المتحدة تزخيم دورها لحسم هذا الامر”.

ولفتت المصادر الى انّ “واشنطن معنية في هذه الفترة بملف الصفقة في غزة ومنع تطور المواجهات الدائرة في المنطقة الجنوبية الى حرب واسعة. والمعلوم تاريخياً انّ الملف الرئاسي في لبنان يندرج “تقليدياً” في صلب الاهتمامات الاميركية. وواشنطن لم تقل كلمتها الجدّية او النهائية بعد، ويتأكّد ذلك من أنّ مقاربتهم لهذا الملف على مدى فترة الفراغ الرئاسي، كانت في احسن احوالها شكلية، ودلّت بما لا يرقى اليه الشك على انّ واشنطن لا تضع ثقلها لحسم الملف الرئاسي، ويبدو انّها ليست في هذا الوارد أقلّه خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس بايدن. وثمة كلام اميركي صريح ومباشر بهذا المعنى، ابلغه مسؤولون في الادارة الاميركية الى جهات لبنانية سياسية وديبلوماسية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us