ثلاث معضلات تواجه الملف الرئاسي.. ومزيد من “التعقيد”!
لا يزال الملف الرئاسي على حاله في ظلّ المواقف المتصلبة لعدد من القوى السياسية التي تسعى لخدمة مصالحها الخاصة، غير آبهة بإنقاذ البلد الذي يُحارب الانهيار الكلّي في مؤسساته كافة.
وإلى حين وضوح الصورة في ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة في الأيام المُقبلة، يبقى الملف الرئاسي منسياً رغم محاولات بعض القوى في الداخل تحريك الملف عبر إطلاق المبادرات التي لا تلاقي سوى العرقلات.
وفي السياق، أكد مصدر وزاري سابق أن “الاستحقاق الرئاسي أسير معضلات ثلاث، اثنتان منها على علاقة مباشرة بالحرب في غزة، وهي التالية:
1 ـ عدم قدرة المعارضة اولًا على اختيار مرشح توافقي حقيقي يرضي الجميع، وثانيًا على فرض المسار الدستوري لانتخاب رئيس.
2 ـ عدم استعداد حزب الله لانتخاب رئيس قبل انتهاء الحرب في غزة والجنوب لفرض شروطه وما يريده من مكتسبات سياسية كمنتصر في الحرب.
3 ـ عدم وجود ضوء أخضر غربي وتحديدًا أميركي قبل معرفة ما تريده إيران كثمن لعودة الاستقرار إلى المنطقة”.
واعتبر المصدر في حديث لصحيفة “الأنباء الكويتية” أن “الحرب على غزة فرضت تداعياتها ليس فقط على الاستحقاق الرئاسي في لبنان، إنما أيضًا على كل ملف وتفصيل مصيري في البلاد، بدءًا بالتقرير السلبي لشركة توتال في ملف التنقيب عن الغاز في البلوك رقم 9، مرورًا بتطبيق القرار الدولي 1701، وصولًا إلى ترسيم الحدود البرية ولو بشكل تمهيدي قبل انتخاب الرئيس”.
من جانبه، شدد مصدر محلي لـ”الأنباء” على “ان التفاوض حول الحدود يمكن ان ينجز في فترة قياسية فور التوصل إلى وقف النار، الأمر الذي يفتح الباب أمام تحريك ملف الرئاسة ووضعه على سكة الحل، سواء بالحوار او من خلال مسعى إقليمي”.
وفي السياق الرئاسي، أوضحت أوساط سياسية مطلعة ان “التحرك المضاد لكتلة التنمية والتحرير من أجل تأمين أكبر أصوات نيابية ممكنة لتأييد مقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري حول الحوار من شأنه أن يتفاعل إذا اتخذ الطابع الرسمي لاسيما أن غايته دفع الكتل النيابية إلى السير بالحوار في مواجهة مقترح المعارضة تحت مسمى خارطة الطريق.”
وقالت هذه الأوساط لصحيفة “اللواء” إن “إصرار المعارضة على مقترحها يواجه بطرح الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب، يولد المزيد من التصادم السياسي، ما يجعل أي مسعى رئاسي خارج إطار البحث والنقاش الجدي في الوقت الراهن، في حين لا بد من ترقب ما يقدم عليه التيار الوطني الحر والمسار الذي يسلكه بعد تأكيد رئيسه النائب جبران باسيل انفتاحه على الحوار والتشاور.”