آخر حروب باسيل… في بيته!


خاص 25 تموز, 2024

باسيل، الذي يهوى المعارك ولو كانت حظوظ الفوز بها ضئيلة، اختار هذه المرة أن تكون معركته داخل البيت، أو داخل التيّار الوطني الحر. هذه معركة خاسرة في كلّ الأحوال، لأنّها ستنتهي بخسارته لنوّابٍ وكوادر ومناصرين


كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

ما من فريقٍ سياسيٍّ لبنانيّ إلّا وخاض جبران باسيل معركةً معه. بعض المعارك مستمرّ، وبعضه الآخر تحوّل من القنص على الجبهة إلى الجلوس للنقاش حول طاولة. العلاقة مع نبيه بري أصدق مثال.

يبدو اليوم وكأنّ باسيل اختار الحدّ من الجبهات، فتراه منكفئاً عن مؤتمراته الصحفيّة التي كان يصدر عبرها مضبطة اتهامات بحقّ أكثر من حزب وزعيم، مبرزاً نفسه النظيف الوحيد وسط وسخٍ سياسيّ لا يعرف حدوداً.
ولكنّ باسيل، الذي يهوى المعارك ولو كانت حظوظ الفوز بها ضئيلة، اختار هذه المرة أن تكون معركته داخل البيت، أو داخل التيّار الوطني الحر. من يقرأ أو يسمع كلمته في عشاء هيئة المتن في التيّار الوطني الحر يلاحظ، بسهولة، بأنّها موجّهة إلى الداخل، وتحديداً إلى مجموعة من النوّاب انقطع التواصل معها منذ أشهر.
ركّز باسيل على الالتزام. وهو لا يقصد، بالتأكيد، الالتزام بمبادئ “التيّار” التي أرساها سابقاً مؤسّسه الرئيس ميشال عون، بل الالتزام به وبآرائه ومواقفه وتحالفاته التي تتغيّر كثيراً.
ثبُتَ أنّ باسيل لا يحبّ سماع الرأي الآخر، ولو أنّه اعتبر في كلمته الأخيرة أنّ هناك ديمقراطيّة زائدة في “التيّار” تسبّبت بالفوضى. لعلّ سبب الفوضى هو افتقاد باسيل للهالة داخل حزبه، كتلك التي يملكها نبيه بري أو حسن نصرالله أو سمير جعجع أو سليمان فرنجيّة…
ما قاله باسيل، على العلن، دليل ضعف لا قوّة. ما من رئيس حزبٍ يناقش الشؤون الداخليّة في الإعلام، ويوصل الرسائل إلى نوّابٍ في الحزب في عشاءٍ علنيّ، متخطّياً الأطر الحزبيّة المعتمدة لهكذا أمور. مرّة جديدة يخوض باسيل معركةً لا يدرس معطياتها جيّداً. هذه معركة خاسرة في كلّ الأحوال، لأنّها ستنتهي بخسارته لنوّابٍ وكوادر ومناصرين، وعلى الطريق نحو ذلك سيخسر المزيد من هيبته حين يضطرّ إلى معالجة مشاكله الداخليّة علناً، كمن يناقش خلافاته مع أفراد عائلته على مواقع التواصل الاجتماعي.
يحصل ذلك كلّه، بينما يغيب ميشال عون عن الدور والصورة. هو كان جالساً في العشاء الأخير وأمامه صحن فتّوش، يصغي إلى صهره الذي تحوّلت معه الكتلة النيابيّة التي يرأسها إلى سَلَطة!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us