ما مصير لبنان بعد خطاب نتنياهو أمام الكونغرس؟
وسط تصفيق وتصفير حاد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمة طويلة أمام الكونغرس الأميركي إن غزة يجب أن تكون منزوعة السلاح وتحت إدارة مدنية فلسطينية لا تسعى إلى تدمير إسرائيل، داعيا إلى تحالف في الشرق الأوسط لمواجهة إيران.
وأدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعليقاته وتصريحات متعددة في كلمته المطولة بالجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس، والتي قاطعها عشرات النواب من الحزب الديمقراطي، شملت رؤيته لقطاع غزة لمرحلة ما بعد الحرب، والتحالف الذي تسعى إسرائيل لتشكيله لمواجهة إيران، وكذلك إشادته بالجهود الأميركية لدعم بلاده في مواجهة حركة حماس وحزب الله.
وقال نتنياهو: “في الشرق الأوسط يواجه محور الارهاب بقيادة ايران، أمريكا وإسرائيل واصدقاءنا العرب. هذا ليس صراع حضارات. إنه صراع بين الهمجية والحضارة”.
كما أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل “ستقوم بكل ما ينبغي القيام به” لضمان أمن حدودها الشمالية، حيث يستمر تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
ولم يغفل نتنياهو عن تحريض الاميركيين على حزب الله عندما ذكّر بقصف السفارة الاميركية في بيروت، مع الاشارة الى ان حزب الله يقول ان المعركة ليست مع اسرائيل، بل مع الولايات المتحدة.
واعتبرت مصادر سياسية ان خطاب نتنياهو امام الكونغرس هو مؤشر على حرب مفتوحة في الجنوب، نظراً لارتباط هذه الجبهة بجبهة غزة.
ولكن الأهم والأشد إثارة للاهتمام برز في ما يمكن اعتباره التحذير الأشدّ الحاحًا الذي اطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حيال خطر اتساع حرب مدمرة على جانبي الخط الأزرق، حتى أنه عبر في هذا الإطار عن “الجزع الشديد” وحضّ الجميع على العودة إلى إلتزام القرار 1701 لتجنب المواجهة المدمرة.
وأهاب مرة أخرى بحكومة لبنان أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة حتى لا تكون هناك أي أسلحة في لبنان غير أسلحة الدولة أو سلطة غير سلطتها بما في ذلك من خلال التنفيذ التام للأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف ومن القرارين 1559 و1680 التي تطالب بنزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان. كما كرّر ادانته لكل انتهاكات السيادة اللبنانية انطلاقاً من إسرائيل، ودعا الحكومة الإسرائيلية مجدداً إلى وقف جميع عمليات التحليق فوق الأراضي اللبنانية.
وعلى اثر تلاوة تقرير الأمين العام في جلسة مشاورات لمجلس الأمن، قدّمت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن، فأوضحت هينيس-بلاسخارت “أنّ لبنان والمنطقة برمتها لا يزالان على حافة خطر محدق”.
ولكنّها أكدت، رغم ذلك، “أن الحلّ الديبلوماسي للخروج من الأزمة لا يزال ممكنًا، رافضة القبول بأن الصراع الشامل لا مفر منه”.
وأشارت إلى أن “كلاًّ من لبنان وإسرائيل يعلنان أنّهما لا يسعيان إلى الحرب”، معربة عن أملها في أن يؤدي التوصل إلى “اتفاق بشأن غزة” إلى العودة الفورية لوقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق.
وحضّت على “بذل كلّ جهدٍ ممكن لإبعاد الطرفين عن حافة المزيد من التصعيد، مؤكّدةً أنّ تنفيذ القرار 1701 هو الطريق نحو الأمن المستدام”.
مواضيع ذات صلة :
غزة ولبنان: وجهان لـ”مطارق” واحدة! | مجلس الأمن يفشل بتبني قرار وقف النار في غزة | قطاع المطاعم يدفع فاتورة “جبهة الإسناد”: من ينقذه؟ |