المير يرعب العدو
يحيط المير كلامه بكثير من الغموض هو العارف بالتأكيد خلفيات المحاولة الخسيسة. ما لم يحسب له العدو حساباً أنّ يد المير “طايلة” وعيناه في كل مكان ووحداته السرية اخترقت دوائر العدو ليس من اليوم إنّما منذ كان المير في السابعة عشرة. رغم حداثة سنّه كان المير قيدوماً في العمل السري المقاوِم
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
أخشى ما يخشاه رئيس حكومة “الكيان الغاصب” بنيامين نتنياهو دخول المير طلال إرسلان على خط المواجهة بما يتيح قلب المعادلات جذرياً لمصلحة محور الساحات بعد حوالى عشرة أشهر على عملية “طوفان السنوار” ما يؤدي إلى تحرير الأقصى في ساعات. لانخراط المير في المعركة مفعول ذري. تجهل أجهزة الإستخبارات العالمية ما يخبّئه رئيس الحزب الديمقراطي من مفاجآت.
في 6 آب من العام 1945، وبأمر من الرئيس الأميركي هاري ترومان أنزلت الولايات المتحدة، وللمرة الأولى، القنبلة الذرية “الولد الصغير”، كما شاعت التسمية، على مدينة هيروشيما وبعد ثلاثة أيام أتبعتها بقنبلة “الرجل البدين” على ناكازاكي. وما أحدثه تصريح المير عقب مقتلة “مجدل شمس” يوازي بمفاعيله التدميرية القنبلة الثانية، أما تصريحات عبدالله بو حبيب فهي بأهمية “الولد الصغير”. بداية نهاية إسرائيل ستؤرخ مع قول كيسينجر الشرق الأوسط: “الحرب على لبنان لن تكون نزهة”.
لنعد إلى رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” وقراءته الجيواستراجية الملهمة للعميد الياس حنا: “إنّ ما حدث ما هو إلا محاولة خسيسة فاشلة لسلخ الجولان العربي السوري عن طبيعته الجغرافية وامتداداته العائلية وهو الذي كان وما يزال يرفض التواطؤ على هويته السورية العربية”.
في هذه السطور لا يكشف المير المستور. يحيط كلامه بكثير من الغموض هو العارف بالتأكيد خلفيات المحاولة الخسيسة. ما لم يحسب له العدو حساباً أنّ يد المير “طايلة”، وعينيه في كل مكان ووحداته السرية اخترقت دوائر العدو ليس من اليوم، إنما منذ كان المير في السابعة عشرة. رغم حداثة سنّه كان المير قيدوماً في العمل السري المقاوِم.
فضح المير مشروع العدو الهادف “إلى تفتيت المنطقة إلى دويلات تحمي حدوده المزورة” فقام بقصف الجولان المحتل لتأليب الرأي العام الدرزي ضد المقاومة الإسلامية”، خسئ في مبتغاه وفوجئ أنّ الجولان المحتل، كما جبل الدروز بكل أطيافه يدين بالولاء المطلق للمير باثّ الرعب في قلوب الصهاينة.
خضّت مقتلة “مجدل شمس” المنطقة وصارت الحرب على قاب قوسين أو أدنى. دخل المير مباشرة كقوة حسم. ليس من عادته المهادنة أو إطلاق الكلام على عواهنه. شعر رئيس النظام السوري بقلق وجودي. قضّ ذاك الصاروخ مضاجعه. إحتار في أمره. كيف سيتصرف؟ هل يبقى أسير القصر والخوف والتردد؟ بقي الأسد لساعة أو لساعتين زائغ النظرات إلى أن جاء من يبلغه باتصال من مكتب المير. ليس من عادة المير أن يتصل بالدكتور بشار إلّا لوضعه في صورة تطورات دراماتيكية.
مساء الأحد قال المير لأحد مساعديه: “طلبيلي بشار ووقت يصير معك حوليلي ياه على غرفة العمليات” (غرفة العمليات هي نفسها غرفة احتساء المتة وإدارة الإنتخابات). وما لم تذكره مديرية الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني، أنّ المير طمأن بشّار أنه لن يتركه وقال له: الرجل البدين سيحسم المواجهة مع العدو.
لم يفهم بشار ما رمى إليه المير. لشدة ما فكّر الرئيس السوري بإيحاءات المير ظهر عليه وليد المعلّم في المنام.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |