السلاح النوعي
إنّ معزوفة السلاح النوعي أصبحت تستخدم كذريعة للتقليل من قدرات الجيش ودوره ولتبرير الإحتفاظ بالسلاح خارج الدولة، هي واحدة من الذرائع لإبقاء قرار الحرب والسلم في يد فئة واحدة، فإن كان الجيش فعلاً غير قادر على حماية لبنان، فهو فعلاً غير قادر على حماية كل اللبنانيين إلى أي مذهب أو طائفة انتموا وبالتالي يجوز لكل هؤلاء أن يحملوا سلاحاً لحماية أنفسهم بحجة عدم امتلاك الجيش للسلاح النوعي
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
بعض الذين لا يريدون للجيش أن يكون له الدور العسكري الأساسي في قرار الحرب والسلم يرددون عبارة كثيرون منهم لا يفقهون معناها وهي أنّ الجيش لا “أسلحة نوعية” لديه تمكنه من حماية لبنان بينما يمتلك حزب الله مثل هذه الأسلحة.
ما هو المقصود بتلك الأسلحة وهل يمكنها فعلاً أن تحمي لبنان؟
حماية لبنان لا تعني فقط الرد على الإعتداءات بل هي تعني بالفعل منع هذه الإعتداءات وردعها من أي جهة أتت فهل تحقق هذا الأمر منذ ٨ تشرين الأول الماضي؟ أليس اغتيال فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية دليلاً على أنّ إسرائيل لم ترتدع جراء أسلحة حزب الله التي تستخدم في الرد على اعتداءاتها؟
يمتلك الجيش اللبناني الكثير من الأسلحة التي يمتلكها حزب الله من مدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ وأسلحة مضادة للدروع ولديه التقنيات لتحقيق إصابات دقيقة في الأهداف العدوة، كما أنّ لدى الجيش قدرة بشرية وتقنية تتمتع بها جيوش عالمية لتنسيق النيران بين أسلحة البر على أنواعها وسلاح الجو الذي يتضمن أيضاً الطيران المسير وللجيش في هذا المجال ضباط يتمتعون بكفاءة عالية جداً، إضافة إلى امتلاكه صواريخ دقيقة تطلق من مروحيات وطائرات ولا يمكن أن تخطئ الهدف.
ما يملكه حزب الله زيادة على ما لدى الجيش هي الصواريخ البعيدة المدى ومنظومات للدفاع الجوي والسؤال هنا متى تستخدم هذه الصواريخ وهل تردع أو ردعت بالفعل إسرائيل؟ وهل نجحت منظومات الدفاع الجوي في وقف أو الحد من الخروقات الجوية الإسرائيلية فوق لبنان؟
وإذا أجرينا مقارنة بين ما يملكه حزب الله من أسلحة من جهة والجيش السوري من جهة ثانية، فيمكن القول إنّ الجيش السوري يمتلك الكثير من الأسلحة التي توصف بالنوعية فهل استطاع ردع الإعتداءات الإسرائيلية شبه اليومية على سوريا؟ وهل ردّ على اعتداءاتها؟
إنّ الإختلاف الوحيد الذي يمكن الحديث عنه في أسلوب القتال بين الجيش وحزب الله هو أنّ الجيش يتصرف كباقي جيوش العالم أي أنّ مراكزه وثكناته ومواقعه معروفة ويتحرك ضمن تشكيلات عسكرية معروفة، في حين أنّ حزب الله يعتمد على تقنيات التخفي والقتال في مجموعات صغيرة ويستطيع الجيش اللبناني اعتماد هذا الأسلوب متى أراد.
في الواقع والحقيقة أنه مهما امتلك أيّ جيش أو مجموعة مسلحة في العالم من أسلحة فلن تكون قادرة على حماية نفسها بشكل كامل ولن تستطيع ردع أيّ عدو عن تنفيذ اعتداءات وهجمات إذا قرر ذلك وأهم دليل في هذا السياق هي الحرب الروسية الأوكرانية حيث لم يبقَ سلاح وتقنيات إلّا واستخدمت والحرب مستمرة من دون هزيمة كاملة وانتصار كامل.
إنّ المطالبين بسلاح نوعي للجيش كما يدعون ويسألون لماذا لا نملك سلاح طيران حربي نفاث، فهل يعلم هؤلاء كم هي كلفة صيانة وتشغيل هذه الطائرة ولا سيما المتطورة منها؟ وهل يعلم هؤلاء كم تكفي موازنة الجيش اللبناني كاملة لتشغيل هكذا طائرة؟
إن معزوفة السلاح النوعي أصبحت تستخدم كذريعة للتقليل من قدرات الجيش ودوره ولتبرير الإحتفاظ بالسلاح خارج الدولة، هي واحدة من الذرائع لإبقاء قرار الحرب والسلم في يد فئة واحدة، فإن كان الجيش فعلاً غير قادر على حماية لبنان، فهو فعلاً غير قادر على حماية كل اللبنانيين إلى أي مذهب أو طائفة انتموا وبالتالي يجوز لكل هؤلاء أن يحملوا سلاحاً لحماية أنفسهم بحجة عدم امتلاك الجيش للسلاح النوعي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |