واشنطن تنشر سفنًا حربية في الشرق الأوسط.. وإسرائيل تحذّر “الحزب” وتستعدّ لأي سيناريو!
في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري لـ”حزب الله” فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، نشرت الولايات المتحدة الأميركية ما لا يقل عن 12 سفينة حربية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس تيودور روزفلت”، وفرق هجوم برمائية وأكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة.
وقد تمركزت المدمرات في كل من الخليج العربي وشرق البحر الأبيض المتوسط، علماً أن الولايات المتحدة أعادت توجيه سفنها الحربية من البحر الأحمر.
وفي سياق تداعيات الأحداث الأخيرة، وجهت تل أبيب تحذيراً شديد اللهجة إلى “حزب الله” من خلال وسطاء غرب وإقليميين، مفادها أن أي هجوم واسع النطاق على المدنيين الإسرائيليين سيؤدي إلى الحرب، وأن إسرائيل تعتزم استهداف المقاتلين بدلاً من البنية التحتية الداعمة للقتال. وحثت إسرائيل “حزب الله” على أن يحذو حذوها وعلى تبني الاستراتيجية نفسها، وذلك وفقاً لما أفادت به مصادر إسرائيلية.
في حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في حالة تأهب قصوى وسط توقعات متزايدة بأن إيران أو حلفائها سيردون على مقتل قيادات كبيرة في حزب الله وحركة حماس هذا الأسبوع.
وأضاف، بحسب تصريحات نشرها مكتبه بعد زيارة لقيادة الجبهة الداخلية، “إسرائيل مستعدة جيدا لأي سيناريو دفاعا أو هجوما. سنحمل مرتكب أي عمل عدواني ضدنا، كائنا من كان، ثمنا باهظا جدا”.
بلينكن يُحذّر من التصعيد
وفي الوقت نفسه، حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “جميع الأطراف” على وقف أعمال التصعيد، وهي رسالة فُسرت على أنها موجهة إلى إسرائيل بعد مقتل شكر وهنية.
وعندما سئل هل اعطت الولايات المتحدة إسرائيل “شيكا على بياض” لعملياتها في الشرق الأوسط، أجاب: “المسار الحالي هو مزيد من الصراع، ومزيد من العنف، ومزيد من المعاناة ومزيد من انعدام الأمن. ومن الضروري كسر هذه الحلقة، بدءا بوقف النار في غزة”.
وشدد بلينكن في حديثه الى الصحافيين في منغوليا، على أن التوصل إلى وقف النار يتطلب من الأطراف التوقف عن اتخاذ إجراءات تؤدي إلى تصعيد التوترات وإيجاد الأسباب للإتفاق بدلا من تأخير الإتفاق أو رفضه.
وكانت “سي أن أن” نقلت معلومات تُفيد بأنّ “بلينكن طلب من قطر نقل رسالة إلى إيران بعدم الرد على اغتيال إسماعيل هنية”.
شكوى من لبنان إلى مجلس الأمن
وتعقيبًا على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، وجّهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك اليوم شكوى إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، بشأن عدوان إسرائيل الأخير على ضاحية بيروت الجنوبية.
وفي متن الشكوى، شدّد لبنان على أنّه “يرى في هذا الاعتداء، الفصل الأكثر خطورة، حيثُ شكّل تصعيداً خطيراً، كونه طال منطقة سكنية شديدة الإكتظاظ، في انتهاكٍ واضحٍ وصارخٍ لسيادة لبنان وسلامة أراضيه ومواطنيه، ولجميع قرارات الأمم المتحدة التي تفرض على إسرائيل وقف إنتهاكاتها للسيادة اللبنانية، ومنها القرار 1701(2006)، وكذلك للقوانين الدولية والانسانية ، وميثاق الأمم المتحدة”.
وذكّر لبنان أنّه “قد حذّر مراراً من نوايا إسرائيل بالتصعيد، وشنّ هجمات على لبنان، من شأنها جرّ المنطقة بأكملها إلى حرب مفتوحة لا تُحمد عقباها. ولفت لبنان إلى أن العدوان على الضاحية الجنوبية، كما العدوان الذي تبعه على العاصمة الإيرانية طهران هما دليلان إضافيان على نوايا إسرائيل التصعيدية، في وقت ينكب الوسطاء الدوليين على العمل للتوصل لإتفاق لوقف إطلاق النار، ومنع توسّع رقعة الحرب”.
و جدّد لبنان “رفضه للحرب، وإلتزامه الكامل بالقرار 1701 (2006) بكافة مندرجاته. وطالب مجلس الأمن بإدانة هذا العدوان الإسرائيلي بشكلٍ واضحٍ، وإلزام إسرائيل بوقف التصعيد ووقف اعتداءاتها على سيادة لبنان وسلامة أراضيه وشعبه، واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرار 1701 (2006)، للحؤول دون تفاقم الصراع وإقحام المنطقة بأسرها في حرب شاملة ومدمّرة سيصعب إحتواؤها. كما طالب بالضغط على إسرائيل للقبول بمقترح وقف إطلاق النار، بموجب القرار 2735 (2024) دون تأخير، بما يحقق التهدئة في المنطقة”.