الحروب الجديدة: درونز أقمار صناعية ليزر وذكاء اصطناعي
الأسلحة الحديثة التي تمَّ استخدامها منذ عشرة أشهر في مطلع هذه الحرب، بعضها أصبح قديمًا وجرى تحديثه”، تصوروا أنّ أسلحة أصبحت قديمة في غضون عشرة أشهر، فماذا سيُبتَكَر من أسلحة عند مشارف انتهاء هذه الحرب؟ هل نقول وداعًا للأسلحة التقليدية التي كانت في ما مضى تغير قواعد اللعبة؟
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
في العدد الأخير لمجلة “لوبوان” الفرنسية، عنوان غلاف مثير، يقول: “الحرب الجديدة… درونز وفضاء وليزر وذكاء اصطناعي”… في أربع كلمات تختصر المجلة الفرنسية سر صناعة الحروب في العصر الحديث حيث لم تعد الأولوية فيها للدبابات الحديثة الصنع وناقلات الجند والمدفعية والطائرات الحربية، بل أصبحت تلك التجهيزات التي تقوم على الذكاء الطبيعي الذي ابتكر الذكاء الاصطناعي، وكلما تفوقت الجيوش والدول في هذه الإبتكارات الآنفة الذِكر، كلما سجَّلت النجاح تلو النجاح والتفوق تلو التفوق.
هذا التطور يستدعي جملة من التساؤلات، ومن أبرزها: كيف أحدثت التكنولوجيا ثورة في الحرب؟
من الليزر، إلى أسراب الطائرات بدون طيار، إلى الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. هذه الأسلحة الجديدة على وشك تعطيل الأسلحة القديمة والكلاسيكية والتقليدية، أو على الأقل إرسالها إلى التقاعد أو إلى المتاحف، تمامًا كما حصل مع الأسلحة السوفياتية إثر انهيار الاتحاد السوفياتي.
في معارض الأسلحة التي تنظَّم كل سنة، من أبو ظبي إلى فرنسا إلى بريطانيا إلى غيرها من الدول، تُعرَض أحدث التقنيات، من المسيَّرات إلى الليزر إلى أجهزة التعقب وبرامجها، حتى ليَخال الزائر أنه يشاهد أحد أفلام الـ science fiction، ليتبيّن أنَّ ما يُعرَض ليس من “الخيال العلمي” بل من الواقع الحقيقي، وقد بدأ استخدام هذه التقنيات في الحروب.
ثمة تقنيات استخدمت في هذه الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول الفائت، لم يتم استخدامها سابقًا، والأخطر من كل ذلك أنّ التقنيات إما أن تٌستخدَم بالكامل، وإما أن تفقد أهميتها وجدواها، على سبيل المثال لا الحصر :
حزب الله أطلق مسيَّرات صورت من الجو مواقع عسكرية إسرائيلية، لكن كيف استفاد من هذه الصور؟ حتى الآن لم تظهر عمليًا الإفادة من هذا التصوير .
في المقابل، تملك إسرائيل صورًا لمقرات ومراكز وشخصيات، تستخدمها في عملياتها، وقد حققت من خلالها إصابات دقيقة في أهدافها سواء على مستوى الأفراد، من قيادات ومسؤولين وكوادر وعناصر، وسواء على مستوى المقرات وغرف العمليات ومخازن الأسلحة والذخيرة ومنصات إطلاق الصواريخ.
إذًا، هي حرب العقول والأدمغة والتفوق، وسباق في التكنولوجيا وتطبيقاتها ولا سيما تلك المرتبطة بالذكاء الإصطناعي الذي هو “نجم” الحرب الحالية. ويقول خبير عسكري أجنبي، في هذا المجال، “حتى الأسلحة الحديثة والتي تمَّ استخدامها منذ عشرة أشهر في مطلع هذه الحرب، بعضها أصبح قديمًا وجرى تحديثه”، تصوروا أنّ أسلحة أصبحت قديمة في غضون عشرة أشهر، فماذا سيُبتَكَر من أسلحة عند مشارف انتهاء هذه الحرب؟ هل نقول وداعًا للأسلحة التقليدية التي كانت في ما مضى تغير قواعد اللعبة؟ كانت لتلك الأسلحة ميزة حاسمة ونهائية. لكن يبدو أنّ الأولوية أصبحت للأسلحة الأربعة التي وضعتها المجلة الفرنسية على غلافها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |