مفاوضات غزّة في مهبّ “نيران الإقليم”.. الرهانات “معطّلة” ولا توقعات إيجابية!
فيما ينشغل الإقليم الملتهب بالأحداث بالتصعيد المتأزم بين إيران و”حزب الله” من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، تتواصل الحرب المستمرة في غزة منذ قرابة العشرة أشهر على التوالي، في ظلّ فشل أي مفاوضات في الوصول إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى حتى الآن.
في ظّل هذا الواقع، أثيرت تساؤلات كثيرة حول تأثير عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، على مسار التفاوض، الذي برزت فيه جهود قطر ومصر والولايات المتحدة.
فبعد ساعات على اغتيال هنية، شكّك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في نجاح المفاوضات المستقبلية. وتساءل على منصة “إكس”: “كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته”؟
تزامنًا أيضًا، نقل موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، السبت، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أن محادثات السبت في القاهرة بين الوفدين المصري والإسرائيلي توقفت، مشيرًا إلى أنها انتهت من دون تحقيق تقدم. ولم يكن المفاوضون القطريون حاضرين.
في هذا الإطار، أشار الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريغ، وهو محلل عسكري ومحاضر أول في الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج لندن، إلى أنّه “حتى قبل مقتل هنية، لم تمنح الحكومة الإسرائيلية، وخصوصًا نتنياهو، أي ثقة للوسطاء خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية”.
وأضاف أن “قتل هنية، والتصعيد في بيروت أيضًا، لا يشيران إلى أن إسرائيل مهتمة بصدق بوقف إطلاق النار”، مشيرًا إلى أنّ هنية والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر وغيرهما في مراحل سابقة، يمثل فرصة لنتنياهو “لبناء رواية النصر واستخدام ذلك كفرصة لخوض محادثات وقف إطلاق النار” من منطلق مختلف.
ورأى كريغ أنّه “على المدى القريب جدًا.. خلال أغسطس (آب) على الأقل، أعتقد أن الوساطة والمفاوضات انتهتا على الأرجح”.
أمّا مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية جوست هيلترمان، فرأى أنّه وفي ظلّ ترقّب الردّ من قبل إيران والفصائل المسلحة المتحالفة معها في الشرق الأوسط، على عمليتي الاغتيال، وفي أسوأ السيناريوهات الممكنة ومع وقوع خسائر بشرية كبيرة في الجانب الإسرائيلي فإنّ “كل الرهانات ستصبح معطلة” بشأن استئناف محادثات الهدنة.
وأضاف: “ثم ندخل في حلقة خطيرة من التصعيد، وفي خضمها لن تكون هناك أي محادثات لإطلاق سراح الأسرى أو لوقف إطلاق النار”.