من سلّم الإسرائيلي رأس الرجل الأول في “حزب الله”؟


خاص 6 آب, 2024

السؤال الأبرز الذي يتكرر مع كل عملية نوعية لإسرائيل: كيف يُمكن الوصول إلى الأهداف الذهبية من دون الجهد البشري، أي من خلال عميل يعرف أدق التفاصيل؟.. وشخصية بمستوى فؤاد شكر سرّها مع عدد قليل جدًا من الناس قد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة


كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

عند كل اغتيال يطال شخصية ممانِعة، يطل السيد حسن نصرالله ليقول في تأبينه أنّ “فلان” كان يعشق الشهادة وكان يطلبها دائمًا.. هذا الكلام يأخذنا إلى السؤال البديهي: لماذا التهديد والوعيد ووضع البلاد على كف عفريت إن كانت الضربة قد حققت ما طلبه الشهيد؟ لماذا البكاء في عرس الشهادة؟
ومع اغتيال القائد الكبير في “حزب الله” السيد فؤاد شكر، حُكي الكثير عن إنجازاته من جانب “حزب الله”، وحكي الكثير عن مرتبته المتقدمة في الحزب ليكون الرقم الأصعب بعد أمين عام الحزب حسن نصرالله.. في حين كانت الولايات المتحدة الأميركية قد خصصت مكافأة مالية ضخمة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه لأنها تتهمه مع آخرين بعملية تفجير ثكنة المشاة البحرية عام 1983 التي كانت نتيجتها مقتل 241 ضحية من أفراد المارينز، بالإضافة إلى تصنيفه “إرهابيًا عالميًا” وفرض العقوبات عليه.

رسائل نتنياهو
في عملية الاغتيال أكثر من رسالة.. الأولى للإدارة الأميركية التي أكد أمامها رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو في خطابه الأخير مدى التكامل الإسرائيلي الأميركي ومدى الترابط بين البلدين، لتأتي العملية النوعية وتُقرن ما قاله نتنياهو أمام الكونغرس بما فعله في معقل “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت.
الرسالة الثانية للحزب ولأمينه العام، حيث أكد الإسرائيلي أنه قادر حيث يشاء وحين يريد أن يطال أرفع شخصية حزبية بدقة ما بعدها دقة..
الرسالة الثالثة للإيرانيين حيث ربط الإسرائيلي الساحات واغتال نخبة النخبة من “حزب الله” بفارق أقصر من قصير عن اغتيال نخبة النخبة من حركة “حماس” في سريره الإيراني.
رسالة رابعة إلى سوريا، حاول فيها نتنياهو القول أنّ الجولان جزء لا يتجزأ من إسرائيل وأهل الجولان وأمنهم من أمن إسرائيل.. والصاروخ الذي أصابهم وقتل أطفالهم العرب الدروز، إنما أصاب إسرائيل.
إذًا، قال الإسرائيلي كلمته في الحرفية والإجرام، وأوصل رسائل متعددة أنه يتفوق تكنولوجيًا بأشواط على الجميع، حتى حين يتحول مبدأ ربط الساحات من فكرة لمحاصرة إسرائيل إلى وسيلة اعتمدها الإسرائيلي لتلقين إيران درسًا قاسيًا أسفر في أسبوع واحد عن تدمير مرفأ الحديدة في اليمن وضرب الحشد الشعبي في العراق واغتيال فؤاد شكر في مركز شورى “حزب الله” واغتيال إسماعيل هنية في مقر يقع تحت حراسة الحرس الثوري الإيراني.
لكن السؤال الأبرز الذي يتكرر مع كل عملية نوعية ينفذها الإسرائيلي: كيف يُمكن الوصول إلى الأهداف الذهبية من دون الجهد البشري، والجهد البشري يكون على الأرض، أي من خلال عميل يعرف أدق التفاصيل من مكان التواجد إلى ساعة الاجتماع إلى كل ما هو سري على الكافة من اللبنانيين وعلى الشيعة وعلى سكان الضاحية وحتى على عناصر “حزب الله”.. من يعرف مثل هذه المعلومات يجب أن يكون من الحلقة الضيقة جدًا.. وشخصية بمستوى فؤاد شكر سرّها مع عدد قليل جدًا من الناس قد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
بعد ضربة القنصلية الإيرانية في دمشق، ماتت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد لونا الشبل جراء تعرضها لـ”حادث سير”.. ولم نجد شخصيات سياسية في مراسم دفنها ما طرح الكثير من علامات الاستفهام..
واليوم صار السؤال على كل لسان: من سلّم رأس السيد فؤاد شكر إلى الإسرائيلي، ومن سلّم رأس اسماعيل هنيّة أيضًا؟
التكنولوجيا وحدها لا تكفي!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us