آلان عون خارج “التيار”.. ومسؤول عوني سابق لـ”هنا لبنان”: جبران سينتهي قريباً
على الرغم من النصائح التي تلقاها من المقرّبين بعدم نشر غسيل الداخل على السطوح العامة، لكن باسيل أبى إلا ان يطلق العنان لنشر خلافات التيار قبل نحو أسبوعين، حيث انقلب الوضع رأساً على عقب، فأطلق باسيل سلسلة رسائل و”لطشات” إلى النواب المنتفضين عليه وغير الملتزمين بمواقفه وآرائه
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
في أحلك الظروف المصيرية التي يعيشها لبنان، يتخذ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مكاناً صارماً له في المواقف، كي يكون نجم الساحة السياسية بالقرارات التي تشكل مفاجآت في معظم الأحيان، حتى لو كان التوقيت الزمني غير مناسب، ضارباً بعرض الحائط كل التداعيات التي ستنتج عن قراره، إن كان على الصعيد السياسي اللبناني، أو على صعيد شؤون الداخل البرتقالي، وما أكثر شؤون وشجون هذا الداخل اليوم، على الرغم من النصائح التي تلقاها من المقرّبين بعدم نشر غسيل الداخل على السطوح العامة، لكن باسيل أبى إلا أن يطلق العنان لنشر خلافات التيار منذ أسبوعين تقريباً، وذلك خلال عشاء هيئة قضاء المتن في التيار، حيث انقلب الوضع راساً على عقب، فأطلق باسيل سلسلة رسائل و”لطشات” إلى النواب المنتفضين عليه وغير الملتزمين بمواقفه وآرائه، وكأنه أراد أن يوضح أنّ قراراً سيُتّخذ قريباً بشأن بعض النواب العونيين المختلفين سياسياً معه. فبدا وكأنه يعطي بعض الفرص لهؤلاء الذين باتوا معروفين وعددهم لا يتجاوز الأربعة، والنائب آلان عون كان في قائمة اللائحة، بعد فصل عدد من نواب التيار ومنهم الياس بو صعب، وسبقه بذلك النواب السابقون زياد أسود، ماريو عون، ونبيل نقولا، إضافة إلى عدد من المسؤولين العونيين الذين شاركوا في تأسيس التيار، مع الإشارة إلى أنه تلقى الضوء الأخضر من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، باتخاذ القرار الذي يراه مناسباً وهذا ما حصل فعلياً.
باسيل ومقولة “قد اُعذر من أنذر”
إذاً اختار باسيل عشاء “التيار” ليقول المستور، فشنّ حملة عنيفة على منتقديه في تكتل “لبنان القويّ” فأراد التمهيد لما سيقوم به ضمن مقولة “قد اُعذر من أنذر” فكانت كلمته رسالة أخيرة لهم كي يعودوا برأيه إلى قواعده سالمين، فتحدث بنبرة قوية يسودها العتاب على “الرفاق” قائلاً: “إنّ الديموقراطية الزائدة في تيارنا تسبّبت بالفوضى، لقد شبعنا خيانة والأمور تخطّت الحدود، النظام نلتزم فيه ونعدّله حسب الأصول، صار إلنا أكثر من سنتين عم نطوّل بالنا، يصل نائب بأصوات التيار لكن لا نستطيع أن نضمن التزامه بكتلتنا لأننا لا نعرف إذا كان سيلتزم معنا أو سيكون ضدنا”.
ترشيح آلان عون لرئاسة التيار “فعل فعله”
النتيجة أنّ النائب آلان عون بات رسمياً خارج التيار الوطني الحر، الذي كان أحد مؤسسيه، وقد تمّ فصله بناءً على توصيتين صادرتين عن مجلس الحكماء في التيار برئاسة خاله العماد ميشال عون، وقصة الخلاف هذه ليست وليدة اليوم، بل بدأت يوم ترشح النائب عون لرئاسة التيار ضد باسيل، فطلب خاله منه الإنسحاب مفضّلاً الصهر عليه ففاز الأخير بالتزكية، وعلى الأثر أطلق باسيل العنان لمعركة خفية ضد مؤيدي النائب عون، من ضمنهم كبار مسؤولي التيار، فسارع إلى فصلهم تحت العديد من الحجج.
الخسائر العونية تتوالى والآتي أعظم
في السياق يقول مسؤول عوني سابق برز بمعارضته لباسيل لموقع “هنا لبنان”: ما يجري اليوم يؤكد أنّ الآتي أعظم، وأنّ الخسارة تتوالى وسيضعف “التيار” أكثر مما هو ضعيف سياسياً اليوم، بسبب السياسة الخاطئة التي يتخذها باسيل من كل النواحي”، ورأى بأنّ النواب المعارضين له هم من خيرة السياسيين، كما أنّ المسؤولين السابقين الذين طردوا هم من أبرز المؤسسين والمناضلين في “التيار الوطني الحر” وبشهادة الجميع. معتبراً بأنّ فصل عون ستكون له تداعيات على المستويات السياسية والنيابية، كاشفاً أنّ باسيل سيعقد مؤتمراً صحافياً قريباً لتبرير ما حصل، كما سيعقد النائب عون مؤتمراً أيضاً لتوضيح ما جرى، وعندها سيتخذ المعارضون قرارهم.
وأشار إلى أنّ الموضوع بات قديماً جديداً، ولقد اتخذ أبعاداً وصلت إلى نقطة خطرة، لأنّ أخطاء باسيل تراكمت كثيراً وهذا غير مقبول، وقال المسؤول السابق: “كل أربع سنوات تُظهر نتائج الانتخابات النيابية تضاؤلاً في عدد ناخبي ومؤيدي “التيار”، اليوم بات عدد نوابه 17 وباسيل لا يمون سوى على 10 منهم، وقريباً لن يبقى معه سوى 5 نواب”، معتبراً أنّ باسيل يهرب إلى الأمام وعلى كل المستويات، وعليه أن يعيد النظر في أسباب خساراته، وهو اليوم مأزوم ومع ذلك يردّد قائلاً: “لست مستعداً لتغيير أدائي”.
إلامَ ستؤدي”تخبيصات” باسيل؟
وسأل المسؤول العوني السابق: “هل يقول لنا ما هو المنطق اليوم؟ فالبكاء على الأطلال لم يعد ينفع، و”التيار” من خلال الأداء الداخلي يتجه إلى الإنفراط وحجم شعبيته يتضاءل”، متوقعاً استقالة نائبين عونيين قريباً، ولفت إلى أنّ خروج عون من “الوطني الحر” لن يؤثر على علاقاته السياسية، وقربه من الثنائي الشيعي وخصوصاً من رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، كذلك الحزب “التقدمي الاشتراكي” لأنه منفتح على أغلبية الأطراف السياسية، على عكس باسيل الذي”يخبّص” كثيراً وهذا يعني أنه سينتهي قريباً في الإطار السياسي”.